سوريا قد تحررت وانتشر ياسمين الشام

الكاتبة :لين هاشم المجالي ….

 

من كان يظن أنّ هذه العبارة ستطرق أسماعنا يومًا بعد أن ألفت أرواحنا معزوفة الألم والدمار، وعاش القلوب بين سجن الاحتلال وجدران الحصار؟ لقد أصابتنا الدهشة كصاعقة لا نعرف من أي سماء أتت، فهرعنا نقلب صفحات الأخبار، ونتقصى في زوايا الحقيقة، نسأل: أحقًا؟ هل عادت سوريا؟

سوريا، يا زهرة الشرق، يا بلد الياسمين الذي أزهر في عروق قلوبنا ونحن لم نطأ أرضك يومًا. يا بلاد الكنافة واللحم بعجين، وذكريات المسلسلات التي ملأت بيوتنا بضحكات جميلة ودموع طاهرة. من ذا الذي لا يحفظ شوارعك كأنه حفظ كفّ يده، وقد ألفنا خريطة جمالك عبر شاشات التلفاز وصور الأجداد.

ولكن، آهٍ، ما أقسى أن تتحول قصص الصيف في ربوع سوريا إلى حكايات من الألم والموت، ما أمرّ أن يحلّ رماد الخراب محلّ عطر الياسمين، وأن تُطوى صفحات النزهات وتُفتح سجلات المآسي. ومع ذلك، كان الياسمين قويًا كأبناء بلده، فقد حمله اللاجئون إلى كل ركن من أركان العالم، فأينما حلّ سوريٌّ، تجد الياسمين شاهدًا على أصله.

فإذا دخلت مطعمًا يحمل اسم “الشام”، وأطربك طعم الحمص، فاعلم أن وراءه قلبًا سوريًا يحمل في شرايينه ذكرى الأرض التي أحبها. وإذا رأيت في الأردن أو غيرها من بلاد العرب نسيجًا من الإخاء والتعاون، فاعلم أن السوريين كانوا جسرًا لهذا التواصل.

واليوم، آن الأوان للياسمين أن يعود إلى جذوره، وأن تعود سوريا كما عهدناها: أم الحضارة، مهد السلام، وموطن القلوب الطيبة. أيها القارئ، ليكن في قلبك دعاءٌ بأن تعود سوريا كما كانت، بل أجمل، وأن يظل الياسمين علامة على عزّتها إلى الأبد.

دمتم سالمين، ودامت سوريا بلد الياسمين.
الكاتبة :لين هاشم المجالي

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.