**فادي السمردلي يكتب:اللـقاقـة ظاهرة تدمّر الكرامة وتفسد الاداء**
*بقلم فادي زواد السمردلي* ….
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
اللـقاقـة هي واحدة من أكثر الظواهر الاجتماعية قبحًا، تعكس الانحدار الأخلاقي لدى ممارسيها. تتمثل في سلوك بشري يعتمد على التذلل والانبطاح لتحقيق مكاسب شخصية أو مادية، سواء كان ذلك للحفاظ على مصالح آنية أو لمجرد البقاء في دائرة النفوذ فالشخص اللقاق يمتاز بمرونة مثيرة للاشمئزاز في تغيير مواقفه ومبادئه بما يتماشى مع رغبات من يتملقهم، متجاهلًا القيم والمبادئ، ومرتكزًا على أسس من النفاق والتلون.
في القطاع العام، تتجلى هذه الظاهرة بشكل واضح، حيث نجد البعض يبالغون في تقديم الولاء الزائف لمسؤليهم فهؤلاء الأفراد غالبًا ما يشوهون الحقائق وينقلون معلومات مغلوطة أو مبالغ فيها، محاولين إظهار أنفسهم كمخلصين أوفياء للمسؤول ومع ذلك، فإن دوافعهم الحقيقية قد تكون متعددة فالبعض يسعى للحصول على مكاسب مادية مثل الترقيات أو الحوافز، والبعض الآخر يحاول تحقيق مكانة معنوية أو الحفاظ على علاقات قوية مع أصحاب السلطة، في حين أن هناك فئة ترى في اللقاقـة عادة مترسخة، ربما اكتسبوها من بيئات مشبعة بالنفاق والتملق.
المفارقة تكمن في أن المسؤول الحقيقي والذي يتلقى هذه المبالغات عادة ما يدرك حقيقة هؤلاء المتملقين، وينظر إليهم بنوع من الاحتقار، لأنه يعلم أن الشخص الذي يتخلى عن مبادئه بهذه السهولة لا يُمكن الوثوق به كما أن اللقاقـة لا تؤدي فقط إلى تشويه صورة المتملق نفسه، بل تمتد آثارها السلبية لتشمل بيئة العمل ككل إذ تؤدي إلى إضعاف الثقة بين الموظفين، وتعزز مناخ الرياء والنفاق، وتعرقل اتخاذ قرارات سليمة تعتمد على معلومات دقيقة وعندما يستند المسؤول في قراراته إلى أكاذيب ومعلومات مشوهة يقدمها اللقاق، فإن ذلك قد يؤدي إلى أضرار كبيرة على المستوى الإداري والإنتاجي ويعكس صورة سلبية سوداء قاتمة لمنظمومة العمل ككل وهنا على المسؤول أن لا يقع بحفرة الانتقام ويتقبل الكلآم بانه صواب..نتيجة خلافات مسبقة أن وجدت لمن وقع ضحية اللقاق المنافق.
رسالتي إلى من يمارسون هذا السلوك توقفوا عن إهدار كرامتكم في سبيل مكاسب زائلة فاللقاقـة ليست طريقًا للنجاح الحقيقي، بل هي شهادة على ضعفكم وفقدانكم لقيمكم فالعمل الجاد والنزاهة هما ما يكسبانكم احترام الآخرين وثقتهم، سواء كانوا زملاءً أو مسؤولين فالمسؤول الذي تتملقونه اليوم قد يدرك حقيقتكم غدًا، وستفقدون حينها كل شيء فحافظوا على كرامتكم، واعملوا على تقديم الحقائق كما هي دون تحوير أو مبالغة، فالنجاح الحقيقي لا يأتي إلا من الثبات على المبادئ والإخلاص في الأداء تذكروا أن القيم والاحترام الحقيقيين هما الإرث الذي يبقى معكم دائمًا.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.