**فادي السمردلي يكتب:النجاح لا يُقاس بالألقاب السابقة **

*بقلم فادي زواد السمردلي*….. 

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

النجاح لا يُقاس بالمناصب التي تم شغلها في الماضي أو بالألقاب التي كنت تحملها يومًا ما ولكن للأسف، كثير من الناس لا يستطيعوا أن يروا هذا الواقع، بل يحاولوا الهروب من حقيقة أنهم قد فشلوا في ما يقومون به الآن، ويعلقون فشلهم ويختبئون خلف ألقابهم القديمة، ظنًا منهم أن هذه الألقاب تمنحهم حصانة ضد النقد أو التقييم السلبي فهؤلاء هم الذين يختبئون خلف ألقابهم السابقة، مثل “وزير” أو “مدير عام” أو “باشا” أو “عطوفة”، معتقدين أن تاريخهم الطويل في المناصب يجعلنا مجبرًين على احترامهم وتقديرهم، بغض النظر عن مدى عجزهم عن أداء مهامهم اليوم.

الحقيقة المرة التي لا يريدون أن يواجهوها هي أن النجاح ليس مجرد عودة إلى الألقاب القديمة أو العودة إلى الماضي، بل هو الأداء والقدرة على الإبداع والتقدم في كل لحظة من الحياة فالنجاح يُقاس بما تقدمه اليوم، وليس بما كنت عليه بالأمس. إذا كنت تجد نفسك اليوم في مكانٍ لا تستطيع أن تواكب فيه التطورات أو تُحقق فيه أي إنجازات، فلا معنى لتلك الألقاب التي كانت لديك في يومٍ ما فإن كنت اليوم لا تستطيع أن تفي بمتطلبات منصبك الحالي، فإنك ببساطة فاشل بغض النظر عن كل الألقاب التي كانت تزين سيرتك الذاتية.

الفشل هنا لا يعني الهزيمة الدائمة، بل هو رسالة يجب أن تفهمها، وهي أنك بحاجة إلى التغيير، إلى إعادة تقييم نفسك. فالفشل ليس عيبًا في حد ذاته، لكنه يصبح كارثة إذا لم تعترف به وتحاول تصحيحه فإذا كنت في موقع أكبر منك، وإذا كنت ترتدي بذلة لا تناسبك، فعليك أن تعترف بذلك، وأن تجد الحل لتصحيح مسارك. وهذا لا يعني أن تعيش في إنكار مستمر، وأن تبقى في مكانك محاولا التظاهر بأن كل شيء على ما يرام فإن كنت لا تستطيع تحمل هذا الضغط،وإذا كان الكرسي الذي تجلس عليه أكبر منك، فيجب عليك أن تعيد حساباتك أو ترحل.

لا تتظاهر أن كل شيء على ما يرام فقط لأنك تحمل لقبًا كبيرًا فإن كانت المسؤوليات تتجاوز قدراتك، فإن هذه الألقاب لا قيمة لها في النهاية، ومن الأفضل لك أن تعترف بفشلك بدلاً من أن تواصل التظاهر بأنك قادر على أداء دور أكبر منك فإما أن تعدل طريقك، وتبحث عن حلول لتجاوز هذه النقطة، أو أن تترك مكانك لمن هو أكثر قدرة على التعامل مع التحديات. لا تجعل الألقاب والتي قد تكون قد حصلت عليها بدون استحقاق تسحبك إلى مستنقع الفشل الابدي فاعترافك بفشلك هو الخطوة الأولى نحو النجاح.

النجاح لا يعني أن تكون في منصبٍ معين أو تحمل لقبًا بارزًا فالنجاح يعني القدرة على التأثير في حياتك وحياة الآخرين، والقدرة على تجاوز التحديات وتحقيق أهدافك فإن الألقاب التي كانت يومًا ما جزءًا من حياتك لا تعني شيئًا اليوم وإذا كنت لا تملك القدرة على الوفاء بما يترتب عليها من مسؤوليات
فالفشل هو أن تبقى في موقعك دون أن تطور نفسك أو تتحسن، في حين أن النجاح هو أن تتقبل حقيقة أنك قد فشلت وتعترف انك فاشل في هذه المرحلة ولكنك تعمل جاهدًا لتصحيح ذلك.

أما بالنسبة لأولئك الذين يرفضون الاعتراف بفشلهم، إليكم هذه الرسالة الألقاب التي كانت في الماضي قد تكون ليست إلا صورًا مشوهة لما كنتم عليه وأن كنت لا تستطيع تقديم شيء جديد اليوم، فلا تستمر في التمسك بماضيك المتمثل في تلك الألقاب لإن الفشل الذي ترفض الاعتراف به سيبقى معك إلى الأبد، فالألقاب القديمة ليست سوى خرافة كبيرة لامثالكم ،و لا تعني شيئًا ما لم تُترجم إلى إنجازات حقيقية اليوم فهل لديك الجرأة للاعتراف بأنك لم تعد قادرًا على أداء المهمة، وأنك بحاجة لتغيير؟ أو هل ستظل تلهث وراء ماضيك الذي لم يعد يُفيد في شيء؟

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.