**فادي السمردلي يكتب:النقد سلاح ألاصلاح**

*بقلم فادي زواد السمردلي* …. 

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

النقد اللاذع يتجاوز حدود الكلمات الحادة، ليمتد إلى عمق الأداء والقرارات، وليس استهدافاً للشخوص إنه الأداة التي نوجهها إلى أفعال وتصرفات ومواقف بعض الأفراد، ليُظهر مكامن الخلل دون مجاملة أو تزييف فالنقد الحاد ليس ترفاً أو وسيلة لإثارة الجدل، بل ضرورة ملحّة عندما يكون الخطأ كبيراً والأثر شاملاً فهو بمثابة الجراحة التي تُحدث ألماً لكنها تنقذ المريض، أو كالجرس الذي يقرع بقوة لتنبيه الغافلين وإيقاظهم من سباتهم فنقدنا لا ينطلق من رغبة في الهدم، بل من حرص على الإصلاح والرغبة في رؤية الأمور تسير نحو الأفضل.

في المقابل، النقد الناعم أشبه برسالة تائهة تصل إلى صاحبها في هيئة غامضة لا تثير قلقاً أو تدفع إلى التغيير إنه أشبه بمحاولة إخماد حريق باستخدام الهواء فلا ينفع بل قد يزيد الأمر سوءاً فعندما يُطرح النقد بعبارات ملطّفة فإنه يفقد تأثيره ويصبح بلا قيمة، بل قد يعطي المخطئ شعوراً زائفاً بأن ما يفعله مقبول أو أنه بعيد عن المساءلة فالقسوة في النقد ليست رغبة في الإهانة، بل أداة لضمان الإصلاح السريع فالخطأ لا يُصحَّح إلا عندما يكون واضحاً، والوضوح لا يتحقق إلا عندما يكون النقد صريحاً وشجاعاً.
رسالة إلى كل من يجدون أنفسهم في مواجهة النقد الحاد، افهموا أن هذا النقد هو فرصة ذهبية لتصحيح مساركم، وليس مؤامرة ضدكم أو استهدافاً لذواتكم فالناقد اللاذع لا يكرهكم، بل يكره الأخطاء التي ترتكبونها ويريدكم أن تكونوا باداء أفضل فالنقد القاسي موجّه لأدائكم، وليس لشخوصكم، ولهذا عليكم أن تتوقفوا عن أخذ النقد بشكل شخصي أو الدفاع عن أخطائكم بتبريرات واهية فمن ينتقدكم بحدة يقول لكم: “أنتم تستطيعون أن تكونوا أفضل، أو أنكم لستم في المكان المناسب”.

استمعوا للنقد بعقول مفتوحة، وتأملوا الحقائق التي يطرحها حتى لو بدت جارحة فلا تخافوا من المواجهة، فالهروب من الحقيقة هو الهزيمة الحقيقية فإذا أثبت النقد صدقه، فإن الواجب الأخلاقي والمهني يحتم عليكم الإصلاح فوراً وإن لم يكن لديكم القدرة على الإصلاح، فإن التواضع يدعوكم إلى التنحي وترك المجال لمن يستطيع أن ينهض بالأعباء.

تذكروا أن الصمت عن الخطأ خيانة، وأن النقد الناعم خديعة أما النقد الحاد فهو الصدق بأكثر أشكاله جرأةً فإما أن تقبلوه وتتغيروا، أو تنكرونه وتخسروا فالإصلاح ليس خياراً ثانوياً، بل هو الطريق الوحيد للبقاء فالمجتمعات التي تطمح بالتقدم والتطور لا ترحم أولئك الذين يتهربون من النقد أو يبررون أخطاءهم إما الإصلاح، أو الرحيل فالوقت لا ينتظر، والحقائق لا تخضع للمجاملة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.