**فادي السمردلي يكتب:النقد بالاسقاطات لمواجهة الذات**
*بقلم فادي زواد السمردلي* ….
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
النقد بإسقاطات الروايات والأفلام والمسرحيات والمسلسلات وحتى بالحكم والاقوال والامثال ليست مجرد أدوات لإثارة الضحك أو تسلية القارئ أو المشاهد بل هي أدوات عميقة التأثير، تحمل رسائل اجتماعية وأخلاقية تهدف إلى كشف عيوب سلوكيات الأفراد والمؤسسات وتصرفاتهم بأسلوب غير مباشر فهذه الأعمال تعكس الواقع بأدق تفاصيله، فتُظهر للشخص المستهدف، سواء كان فرداً أو منظومة، صورةً واضحة لما يبدو عليه أمام الآخرين إنها بمثابة مرآة، تضعه وجهاً لوجه مع أفعاله وخياراته، دون مبالغة أو تجميل، لتدعوه إلى التفكير في تأثيره على محيطه.
عندما يشاهد من يتم انتقادهم هذه الأعمال التي تُسقط أقنعتهم، تتباين ردود أفعالهم منهم من يشعر بالاستفزاز والغضب، اما الاذكى منهم من يتخذ من هذا النقد فرصة للتأمل والنظر بعمق في ذاته ولكن الحقيقة التي لا يمكن الهروب منها هي أن النقد، حتى وإن كان قاسياً أو تهكمياً، ليس عدواً بقدر ما هو دعوة إلى الإصلاح فالهدف هنا ليس التشهير أو الإهانة، بل صدمة كهربائية لتوجيه رسالة واضحة “هذا هو أثر أفعالك في المجتمع، فهل ترضى بذلك؟ وهل لديك الاستعداد للتغيير؟”
إن المشاهد التهكمية تسلط الضوء على أخطاء قد يكون الشخص غافلاً عنها أو متجاهلاً لها، لتُعيد طرح السؤال المحوري كيف يمكن أن تُصبح أفضل؟ فهذه الاسقاطات ليست سوى دعوة إلى مراجعة الذات، إلى التفكير في العيوب والعمل على إصلاحها، بدلاً من الهروب منها أو إنكارها فالهروب من مواجهة الحقيقة لا يُلغي وجودها، بل يزيد من تعقيدها ويعزل الشخص عن محيطه ويعمق فشله.
ورسالتي لمن يرى ان هذا النقد موجه له نقول النقد ليس هجوماً شخصياً، بل هو صرخة تطلقها الحقيقة لتضعكم أمام مسؤولياتكم فعندما ترى نفسك في مسرح الحياة وفي عمل ساخر أو مشهد ناقد، لا تسرع إلى الإنكار أو الهجوم، بل اسأل نفسك “ما الذي جعلني أبدو بهذه الصورة؟ وما الذي يمكنني فعله لتغيير هذا الواقع؟” مواجهة الذات تتطلب شجاعة ورجولة، والاعتراف بالخطأ هو الخطوة الأولى نحو الإصلاح فالمجتمع لا يطلب منكم الكمال، ولكنه يتطلع إلى أن تكونوا قادرين على تقديم الأفضل، وأن تكونوا جزءاً من الحل لا جزءاً من المشكلة.
أما إذا كنتم غير مستعدين للتغيير أو عاجزين عن مواجهة النقد، فإن الاستمرار في نفس النهج لن يؤدي إلا إلى مزيد من التراجع والعزلة وفي هذه الحالة، الرحيل عن موقع التأثير قد يكون الخيار الأنسب، لأنه يمنح الفرصة لمن يستطيع أن يخدم بأمانة ووعي فالمسؤولية ليست امتيازاً، بل أمانة، وإذا لم تستطيعوا تحملها بصدق، فالأفضل أن تتركوا مكانكم لمن يقدر على ذلك فالإصلاح ممكن، لكن يحتاج إلى إرادة صادقة وشجاعة حقيقية للنظر الى الذات والعمل من أجل المستقبل.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.