ھل ظھر الوجھ الحقيقي لأطماع الصھيوأمريكيين والغربيين وأردوغان أمام الدول العربية والشعب السوري…؟

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…

 

نتابع بقلق وخوف الأحداث الدائرة في سورية وبشكل لحظي ويومي بعد تنحي أو سقوط الأسد والدولة كاملة، وبعد حل الجيش العربي السوري والذي تبخر قسم منھ ولا أحد يعلم أين ھو….؟ وقسم إنسحب ودخل الأراضي العراقية والقسم الثالث خلعوا الملابس العسكرية وإختفوا أو عادوا إلى محافظاتھم وقراھم وبيوتھم، ھذا غير قيام الكيان الصھيوني المجرم بقصف كل القواعد العسكرية البرية والبحرية والجوية وتدميرھا تدميرا كاملا وممنھجا حتى لا تبقى أية قوة لذلك الجيش المنحل أو للفصائل المسلحة والحكام الجدد أمام قوة وغطرسة وتوسع ذلك الكيان الصھيوني، وأيضا قصفوا كل مراكز الأبحاث الخاصة بالأدوية وغيرھا من المجالات ومقرات المخابرات المدنية والعسكرية…وغيرھا حتى تبقى سورية ضعيفة بلا قوة عسكرية بالعدة والعتاد والأفراد للدفاع عن شعبھا وأراضيھا وخيراتھا وحدودھا، وأيضا لتبقى بلا علم ولا علماء قد تشكل أبحاثھم خطرا على وجود ذلك الكيان الصھيوني في المستقبل، وخلال تلك الأيام من سقوط او تنحي النظام بدأت ملامح الصراع الإقليمي والدولي في سورية أكثر وضوحا وتتمحور بين المتآمرين على وحدة سورية ووحدة شعبھا وجغرافيتھا وتاريخھا المشرف وموقعھا ودورھا الإستراتيجي في المنطقة والعالم، أي بين المحور الأول أمريكا وآداتھا قسد والمحور الثاني بين الإتحاد الأوروبي بقيادة آردوغان وأداتھم الجولاني والمسلحين والمحور الثالث أمريكا وكيانھا الصھيوني…

والكل يعلم بأن أمريكا حشدت كل قوتھا منذ أكثر من عام في المنطقة دعما لكيانھا الصھيوني ولمصالحھا في المنطقة، ومعظم بوارجھا وطائراتھا وطياريھا وضباطھا وجنودھا كانوا متواجدين ومشاركين بما جرى من إبادة جماعية لشعب غزة ولبنان والقصف على سورية واليمن منذ معركة طوفان الأقصى، وبعد سقوط أو تنحي الأسد ودولتھ بدأت أمريكا تحشد أكثر في المنطقة عبر قبرص اليونانية للحفاظ على أدواتھا وعملائھا ودورھا وأطماعھا في الأزمة السورية وھم قسد والكيان الصھيوني التوسعي ومصالحھما، ولتأخذ حصتھا النفطية والغازية وحصة كيانھا الصھيوني بالتوسع والسيطرة لذلك بدأ الكيان الصھيوني بإحتلال القنيطرة قطعة قطعة وطرد أھلھا السوريون منھا، ويوم أمس سيطر على نھر اليرموك وسد الوحدة ليسيطر على المياھ وعلى درعا والسويداء وبدعم أمريكي مطلق، وبالتالي يكون قد وصل للحدود الأردنية وسيأخذ كل بادية الشام حتى يلتقي مع حليفتھ قسد الكردية في البوكمال على الحدود السورية العراقية وبدعم أمريكي لذلك تحشد حاليا أمريكا قوات أخرى لتنفيذ ذلك المخطط من القسمة…

والمحور الثاني الأوروبي مع أردوغان وھنا أوروبا تريد أن تعيد موقعھا ودورھا في المنطقة وتحافظ على مصالحھا من خلال الأزمة السورية حتى لو إختلفت مع أمريكا ودعمت أردوغان والجولاني والمسلحين
ضد قسد وضد توسع الكيان الصھيوني بالأراضي السورية، وأيضا أوروبا تريد الوحدة لسورية وإستقرار شعبھا في أرضھ حتى لا تعود موجة اللأجئين السوريين عبر تركيا إلى أوروبا مرة أخرى، لذلك توافد الأوروبيين إلى تركيا وسورية لتأمين ذلك الدعم وتأكيدھ لأردوغان والشرع ولمسلحيھ ولباقي الفصائل المسلحة بما يسمى الجيش الوطني التي تقاتل قوات قسد شرق الفرات، والمحور الثالث أمريكا والكيان الصھيوني…. وبالنسبة إلى أمريكا فتواجد قواعدھا في شرق الفرات ودعمھا إلى قسد ھو لبقاء سيطرتھا على آبار النفط والغاز وتأمينھا وحمايتھا فقط ولنھبھا مدى الحياة وبقاء حرمان الشعب السوري منھا مستقبلا، وبالنسبة لكيانھا الصھيوني ھي داعمة لھ وبشكل مطلق للتوسع في الأراضي السورية حتى يلتقي مع حليفھم التاريخي قسد في البوكمال على الحدود السورية العراقية، وبذلك يحاصرون أردوغان ومسلحيھ داخل دمشق وحمص وحماة وحلب وإدلب وھي المحافظات السورية التي سيطروا عليھا والتي قال عنھا أردوغان بأنھا عادت لأصحابھا الأصلين، وأيضا بسيطرتھم يتم منع أي تقارب عراقي سوري أو أي إمداد إيراني عراقي لسورية وللبنان وحزب اللھ مرة أخرى في المستقبل إذا أصبح ھناك صراع أشد شراسة بين اللاعبين الإقليمين والدوليين على تقسيم الكعكة السورية وخيراتھا وثرواتھا وجغرافيتھا وحدودھا وغيرھا من المصالح التي كانت مشتركة بالأمس بين المتآمرين الإقليميين والدوليين واليوم ھناك صراع محتدم وواضح بينھم، وھا ھو أردوغان يدخل دباباتھ وطائراتھ وبدعم أوروبي عربي لمحاولة منع التقسيم الفيدرالي المخطط لسورية، ولعلھ يستطيع توحيد سورية أرضا وشعبا والقضاء على قسد وتفكيك خططھا التوسعية مع أمريكا والكيان الصھيوني، والتي عملوا عليھا منذ زمن لتقسيم سورية إلى فدراليات طائفية تكون الحصة الجغرافية والنفطية والغازبة والمائية والحدودية لأمريكا وأدواتھا وعملائھا قسد والكيان الصھيوني على حساب الحصة الأوروبية التركية، لذلك تحاول أمريكا الآن الوساطة بين تركيا والمسلحين وآداتھا قسد، وأمريكا النازية وكيانھا الصھيوني النازي لم ولن يسمحا بإفشال خططھم التقسيمية المشتركة في سورية…

أما الأردن المتھم دائما من بعض المنتفعين من الأنظمة التي تنحت أو سقطت عبر تاريخ سوريا والنظام السابق والأنظمة الحالية فأقول لھم أن الأردن لم ولن يسمح للكيان الصھيوني بالتوسع جغرافيا في سورية والسيطرة على منابع المياھ والانھار والسدود ويكون الكيان الصھيوني على حدودھ الشمالية أيضا، لذلك يعمل الأردن على بقاء وحدة سورية بكل ما فيھا ولتعود لموقعھا ودورھا في المنطقة والإقليم والعالم، والعراق أيضا لم ولن يسمح لأدوات أمريكا قسد والكيان الصھيوني بالإلتقاء والسيطرة المشتركة على منطقة البوكمال أي تواجدھم على الحدود السورية العراقية، والموقف الأردني والعراقي تدعمھ معظم الدول العربية وبالذات مصر وبذلك الدعم ھم يلتقون مع الإتحاد الأوروبي وأردوغان والشرع والمسلحين حتى لو أنھم جميعا على خلاف مع أيدولوجياتھم الفكرية والدينية لمنع توسع وسيطرة قسد على ثروات الشعب السوري وجغرافية محافظاتھ، ولمنع الكيان الصھيوني من التوسع والسيطرة على المياھ وعلى تراب القنيطرة ودرعا والسويداء حتى وصولھ للبوكمال ليلتقي مع قسد…

أما روسيا فقد بدأت يوم أمس بإغلاق قواعدھا وسحب كل قواتھا من سورية، وإيران كذلك الأمر سحبت كل قواتھا ومستشاريھا من سورية منذ اليوم الأول الذي سقطت فيھ دمشق، وھذا الإنسحاب لإيران من سورية كان لإفشال خطط أمريكا وكيانھا الصھيوني في سورية، حتى لا تنجح أمريكا وكيانھا الصھيوني بإيقاع الفتنة بينھا وبين تركيا والشرع والمسلحين وتعود الفتنة الطائفية لسورية والمنطقة برمتھا لا سمح اللھ ولا قدر، وأيضا إنسحاب روسيا من القواعد يوم أمس ھو أيضا لنفس الأھداف وحتى لا تنجح امريكا بإيقاع الفتنة بين بوتين وأردوغان وكذلك بين الجيش الروسي والمسلحين وھي إنسحابات تمت حقنا للفتنة، ومنعا لإراقة الدماء السورية، وليس ضعفا كما تروج أمريكا وأوروبا وكيانھما الصھيوني، ولتبقى العلاقات الإيرانية التركية الروسية في مكانھا الطبيعي الذي عملت عليھ تلك الدول لسنوات طوال…

ولإفشال المخططات الصھيوأمريكية إنسحب أيضا حزب اللھ وسحب كل قواتھ إلى لبنان منذ اليوم الأول، والعراق الرسمي والعسكري والحشد الشعبي لم يدخل قوات إلى سورية وبقيت قواتھ على الحدود العراقية السورية مع الجيش العراقي، وأيضا ليعلم الشعب السوري بأن الجيش العربي السوري إنسحب من كل مواقعھ ولم يقاتل حقنا للدماء وسمح لأردوغان وللشرع والمسلحين بالسيطرة على المدن، والسبب الأھم من كل تلك الإنسحابات حتى تعلم تركيا والدول العربية حقيقة أطماع أمريكا وكيانھا الصھيوني في سورية والمنطقة برمتھا، وأن ھؤلاء الحلفاء الروس والإيرانيين لو بقوا في سورية ودعموا قواتھم العسكرية بقوات رديفة أخرى لمواجھة مسلحي أردوغان في المحافظات السورية بكل فصائلھم لقتل الملايبن من الشعب السوري، ولعاد الخلاف بينھم وببن أردوغان والدول العربية، ولقامت أمريكا بإرتكاب الجرائم بحق الشعب السوري وإختلاق الأكاذيب ودبلجة القصص والجرائم وحينھا سينضم إليھا أردوغان وأوروبا كاملة وحتى الدول العربية كما حصل في ٢٠١١م، وكل ذلك لتنفيذ مخططاتھا في سورية لبقاء ھيمنتھا ونھبھا لثروات وخيرات الشعب السوري بحجج واھية وإتھامات كاذبة لإيران وروسيا والقوات الرديفة حتى تنفذ مخططھا القديم المتجدد بتقسيم سوريا والسيطرة عليھا كليا…

لذلك ترك المجال مفتوحا على مصراعيھ لكل اللاعبين الإقليمين والدوليين من تركيا وأمريكا وادواتھم قسد وھيئة تحرير الشام والجيش الوطني…وغيرھا من الفصائل المسلحة، والكيان الصھيوني التوسعي حتى يظھر الوجھ الحقيقي لأطماع أمريكا وكيانھا الصھيوني وأدواتھا العميلة في سورية وأطماع أردوغان والإتحاد الأوروبي أمام الجولاني أحمد الشرع وكل الفصائل المسلحة وأمام الشعب السوري وأمام كل الدول العربية التي كانت دائما تردد أكاذيب أمريكا والكيان الصھيوني بأن أذرع إيران وروسيا ووجودھما في سورية ھي من أجج الصراع في سورية ومنع وحدة الشعب السوري، وبعد سقوط او تنحي الأسد وكل نظامھ وبعد خروج إيران ومستشاريھا وحزب اللھ وقواتھ والحشد العراقي وروسيا وقواعدھا وكل قواتھا فھل أصبحت الصورة واضحة أمام الشعب السوري لفھم الصراعات الداخلية والإقليمية والدولية على وفي سورية…؟ وفي الأيام والأشھر والسنوات القادمة مع أي محور ستكون سورية..؟ وأين ستتجھ بوصلة شعبھا ضمن الأحداث والصراع الدائر بين كل تلك المحاور الإقليمية والدولية…؟
وھل كشفت حقيقة الصراع الإقليمي والدولي أمام الشعب السوري على وطنھ بين من يجمع ويوحد وبين من يفرق ويقسم…؟

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب ومحلل سياسي…

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.