*فادي السمردلي يكتب:الحاشيةصناع الرموز الوهمية الجوفاء*

*بقلم فادي زواد السمردلي* …. 

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

في العمل العام، يبرز دور الحاشية وأعضاء الصف الثاني كعوامل أساسية في تشكيل صورة المسؤول أو القائد أمام الناس، سواء كان ذلك عن قصد أو عن غير قصد فهؤلاء الذين يحيطون بشخصيات الصف الأول يصبحون غالبًا صُنّاعًا لمكانة وهمية لا يستحقها الشخص الذي يخدمونه فمن خلال كلمات الإطراء المستمرة، والمبالغة في المدح، وتضخيم الإنجازات، بل وحتى تزييف الحقائق أحيانًا، يتم تحويل شخصيات عادية أو حتى ضعيفة إلى ما يشبه الرموز أو الأبطال الخارقين فهؤلاء الأشخاص يُصدّقون سريعًا هذه الصورة التي تُقدم لهم، ويبدأون في اعتقاد أنهم بالفعل في مرتبة أعلى من الجميع، وأنهم لا يُخطئون ولا يُمكن انتقادهم، لأن حاشيتهم تجعلهم يشعرون بأنهم محور الكون، فينعزلون عن الواقع وعن الناس، متوهمين أنهم فوق مستوى الجميع.

إن هذه الآليات تُنتج شخصيات زائفة أشبه بالشخصيات الكرتونية براقة من الخارج، لكنها جوفاء من الداخل وما يزيد من خطورة الأمر أن هؤلاء الأشخاص لا يدركون أنهم يعيشون في فقاعة صنعها لهم المحيطون بهم، ويستمرون في اتخاذ قرارات أو تبني مواقف تؤثر سلبًا على العمل العام والمجتمع ككل إن الحاشية عندما تختار تزيين الحقيقة أو إخفاء العيوب بدلاً من مصارحة المسؤول بها، فإنها تسهم في إضعاف النظام الذي تعمل فيه فبدلاً من بناء بيئة عمل قائمة على النقد البنّاء والتطوير المستمر، تتحول المؤسسات إلى ساحات لتكريس الشخصيات الزائفة وإدامة دورة الفشل.

إن العمل العام لا يحتمل بناء الأوهام أو التضليل، فهو يعتمد على الكفاءة الحقيقية، والنقد الموضوعي، والقدرة على الاعتراف بالأخطاء وتحسينها وللأسف، كثير من أعضاء الصف الثاني لا يدركون أثر دورهم السلبي على الشخص الذي يخدمونه وعلى المؤسسة ككل. إن إيهام شخص ما بأنه أعلى وأكبر مما هو عليه، قد يجعله يعتقد بأنه معصوم عن الخطأ، وهذا وهم قاتل يقود إلى انهيار الثقة بين الناس وبين القيادة، ويضعف من قدرة المؤسسات على تحقيق أهدافها.

ولذلك، أوجه رسالة لهؤلاء الذين يشاركون في تضخيم الشخصيات الزائفة توقفوا عن لعب دور “صانع الأبطال الورقيين”. تحملوا مسؤوليتكم الأخلاقية والمهنية، وكونوا أدوات للبناء لا للهدم فالعمل العام لا يحتاج إلى تمجيد الأفراد بقدر ما يحتاج إلى تكريس العمل الجماعي وتعزيز قيم الصدق والنزاهة واجبكم أن تكونوا مرآة تعكس الحقيقة بوضوح، لا أن تكونوا زجاجًا ملونًا يحجب الواقع تذكروا أن دوركم ليس تلميع الأشخاص، بل دعم المؤسسة والمصلحة العامة بما يخدم الجميع، ويحقق الاستقرار والتقدم.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.