*فادي السمردلي يكتب :ناقل الكلام خائن للمجالس”**
*بقلم فادي زواد السمردلي* ….
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
في عالم العلاقات الاجتماعية، هناك نوعية من الأشخاص الذين يُطلق عليهم مجازاً “الببغاء”، وهم أولئك الذين يمتهنون نقل الكلام من مجموعة إلى أخرى دون وعي أو مراعاة لخصوصية المجالس فهؤلاء الأشخاص لا يكتفون بنقل الكلام كما هو، بل غالباً ما يضيفون أو يحذفون منه وفقاً لأهوائهم أو أهدافهم، ما يجعلهم أداة لزرع الفتنة وإثارة الخلافات بين الناس إن هذا السلوك يعكس مستوى مؤسفاً من انحدار القيم والأخلاق، حيث يتجرد الفرد من المسؤولية الاجتماعية التي تتطلب حفظ الأمانة واحترام الثقة الممنوحة له من الآخرين.
الأسباب وراء هذا السلوك متعددة، فبعضهم يمارس هذا التصرف لتملق جهة معينة أو “هز ذنب” للحصول على رضا أو مكانة لديهم، بينما البعض الآخر يفعل ذلك لأن هذا السلوك أصبح جزءاً من طبعه، حيث إن “الطبع يغلب التطبع”. هؤلاء الأشخاص غالباً ما يغفلون عن العواقب الوخيمة لأفعالهم، ليس فقط على مستوى العلاقات التي يدمرونها، بل أيضاً على مستوى صورتهم الشخصية، إذ يصبحون موضع ازدراء واحتقار حتى من قبل أولئك الذين ينقلون لهم الكلام فمن يقبل بخيانة الأمانة لأجله، قد يخونه في يوم من الأيام.
إن المجالس أمانات، ومن يخون هذه الأمانة يعكس نقصاً في وعيه واحترامه لقيم المجتمع. رسالتي لهؤلاء الأشخاص هي أن يقفوا أمام المرآة بصدق وينظروا إلى أنفسهم: كيف يرون أنفسهم؟ كيف يُقيّمون أخلاقهم وسلوكهم؟ عليهم أن يدركوا أن نقل الكلام دون مراعاة للدقة والأمانة لا يجعلهم أشخاصاً مؤثرين أو مهمين، بل يعكس نقصاً واضحاً في النضج والمسؤولية ومن هنا، عليهم أن يتوقفوا عن هذا السلوك المؤذي، ويعملوا على بناء أنفسهم أخلاقياً من خلال التمسك بفضيلة الأمانة، فهي حجر الزاوية لكل علاقة صحية، سواء كانت علاقة صداقة، أو زمالة، أو حتى علاقة عائلية.
وفي النهاية، يجب أن نتذكر أن العلاقات الإنسانية تعتمد على الثقة المتبادلة، وخيانة هذه الثقة تهدم جسور التفاهم والمحبة بين الناس. لذلك، لكل من يجد نفسه يقع في هذا السلوك، تذكر أن كلامك وأفعالك مرآة لذاتك، وكلما كنت أميناً وصادقاً، ازداد احترام الآخرين لك ما إذا استمريت في لعب دور “الببغاء”، فلا تتوقع سوى العزلة وفقدان احترام الجميع.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.