الدولة السورية والغضبة المصرية

سبتة : مصطفى منيغ … 

 

ليس الغد بالبارحة ، بل اليوم بوقائع مطروحة ، خائبة للظالم ترسباتها مع الزمن مجروحة ، لا تدين وحسب بل تتوعَّد بعواقب مهيَّأة مُتاحة ، جاهزة لقصاص يعيد للمظلومين الشعور بالراحة ، مادام الناتج عن عدلٍ لزارع الشوك فيه نصيب وخز وسط بطن مفلطحة ، كما للحاصد المتواطئ الحرمان المُطَوَّل من قول الصراحة ، ليُعرَف بالنفاق والخذلان فيتلقاها على محياه مُسطّحة ، ملتصقة به ما عمَّر فوق كرسي عن ارتكاب  فضيحة ، ملخَّصة في انقلاب لا طعم له ولا رائحة ، سوى غدر مضاف لمكر صهاينة جادت به تلك القريحة ، في امتلاك حليف همه الحكم ولو كلَّف مصر أي خسارة فادحة .

سوريا بالتَّدرِيجِ المُتَدَرِّجِ مًحرَّرَة ، ولا مجال للتراجع ما دامت الخِطَط مُصحَّحَة ، بعقول درَّب أصحابها الحرمان على الصمود مهما الشدائد جاعلة التمسك بخيوط المراد غير متسامحة لتغدو سانحة ، إلا لمن صمم عن قوة عدة ووفرة عتاد وإيمان أن القضية مبدّأ للوجود من عدمه مانحة ، هناك لحظة يُغيَّب خلالها الكلام ليتم الانتقال للعمل المترجم حركة فوق أرض كل شبر فيها مرسوم في الذاكرة بقياس يضفي الأمان خطوة بعد خطوة بترك التكهنات جانبا واعتماد المعلومات الدقيقة المُكتسبة مُسبقا عن طريق مصادر غرضها أن تنجح ثورة الثوار أبناء هذه الأرض السورية الطيبة ، ليستقيم الحال وتُنَظَّف الزوايا الحيوية من كثرة الجماعات المنفذة عن قصد أو دونه وضعيات فَرِّق تسود ، العديد من الأطراف المعنية كانت تراقب ، لم تهدا المخابرات الأمريكية عن إتباع ما يجري لحظة بلحظة حتى تتمكن من التدخل في حينه إن توفرت لديها ما يؤكد أن الهدف مسعاه غير تحرير سوريا من عصابة الأسد ومن يسانده والعمل على إقامة نظام يتبنى الخير لكل السوريين ضامنا مستقبلهم كدولة حرة مستقلة ملزمة لتطبيق القوانين المعمول بها دولياً مع الاحترام الكامل لحقوق الإنسان ، لذا الأمر قي مجمله تم ليس اغتباطا ولا متروكا للصدف ، وإنما مدفوعا لتحقيق غدة انجازات إضافية ، منها إنهاء عبث بشار الأسد المُتخطّى كل الخطوط الحمراء ، وفي مقدمتها الخيانة العظمى في حق سوريا الدولة والشعب السوري قبلها وبعدها، وأيضا إبعاد سيطرة النفوذ الروسي على النظام بما في ذلك الجيش السوري ، إبعادا لا رجعة فيه ، وقد ساعد على ذلك الإنهاك الملحق بالأخيرة وقد وصلت حربها مع أوكرانيا حدا لا يطاق من المصاريف الباهظة مما جعلها تتخلى مرغمة عن مناصرة بشار الأسد الذي أصبح يشكل ثقلا لا مردودية نافعة تُرجَى منه ، وأيضا لغلق الطريق على الأطماع التركية التي أظهرت في المدة الأخيرة أمكانية السيطرة على جزء حيث لها مع الأكراد هناك حسابات لا تنتهي إلا بمسح تلك الفئة من الوجود حسب النية التركية غير قابلة للتغيير على الأقل في هذه المرحلة والكل يتهيأ لأخذ نصيب من جغرافية الشرق الأوسط الجديد القادمة بتغيرات لم تكن على بال معظم القادة العرب بكيفية خاصة ، وأيضا مواجهة إيران بما أصبح حقيقة يخيفها بعد التمكن من معرفتها المؤكدة أن الحرب إن طالتها ستكون قائمة داخل أراضيها مباشرة وليس بواسطة أذرعها أكانت في العراق أو لينان ، بعدما لحق بحزبها الجنوب لبناني ما لحق من تغييب زعمائه تحت التراب ، وبعثرة معظم إمكاناته القتالية و تشريد الآلاف من أنصاره وهدم ما كان يتحصن تحتها أو وسطها أو خلفها من بنيات تحتية والأمر من ذ لك ألاف القتلى ضحايا أكذوبة حلول حزب محل دولة ، لذا ما تهاونت حالما أرغمت على الانصراف وأتباعها مهما كانوا في سوريا ، بلغة تتخللها إمكانية استعمال القوة ، والولايات المتحدة الأمريكية نازلة بكل ثقلها ما دام التخطيط المُعتمد لديها أساسه التغيير ، بوسائل تتخطَّى الترغيب إلى إبداء الامتثال المثالي وعكس ذلك تمة ما يصيب الشلل ذاك المعنى .

… أمريكا باركت زحف الثوار بزعامة الشرع منذ البداية ومعها الاتحاد الأوربي ، وقد أدركت أن سوريا من الممكن أن تصبح دولة مثالية بالنسبة للعديد من الدول العربية إن اتخذت الديمقراطية سبيلا لمقوماتهىا المجتمعية شاملة من حيث العناية ومنح نفس الحقوق لكل الشرائح السورية على اختلاف عناوينها وتباين مشاربها الفكرية ، شريطة الالتزام بخدمة الصالح العام السوري ، خدمة تنأى عما لحق بها في الماضي من تسلط عائلة شيطانية خربت ودمرت وفككت بلدا كان من أحمل وأفضل البلاد . كل هذا وقع ويقع والنظام المصري برئاسة عبد الفتاح السيسي غارق في إخراج القصور الرئاسية إلى واقع حال المصريين المُزري المُشرف على الإفلاس التام ، و لولى الشعب المصري العظيم القوي التحمل المتجلد فوق ما يتحمله التجلُّد نفسه ، لانهارت تلك الدولة وشابهها ما شابه سوريا ، والسبب السيسي الذي يقود البلاد كأنه فرعون زمانه والمصريين مجرد عبيد عنده مكلفين ببناء القصور وهم جياع .

… المخابرات المصريين أبانت في الموضوع    عجزها في متابعة الأحداث وتكوين ما يعتمد لاحقا كموقف دولة مصر من نجاح الثورة السورية مع أول خطوة لها اتجاه دمشق ، لانشغال هذه المخابرات بالداخل المصري المجتاح غليانا برفض الشعب بقاء السيسي على رأس الدولة المصرية ، ولما طرق الخبر محيط الأخير ووصله بعد فوات الأوان جن جنونه متخذا إجراءات حسبها قبل الأخيرة وهو يدنو من مصير صديقه الحميم بشار الأسد ، وتبدأ أبواقه الإعلامية الرسمية بشن هجوم شرس على الثورة السورية وعناصرها مهما كانوا مما أدى لأحد مهرِّجي النظام في إحدى القنوات المرئية المصرية إلى تهديد الشرع باعتقال والديه المقيمين في مصر (للمقال صلة)

مصطفى منيغ

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدنس – أستراليا

سفير السلام العالمي

[email protected]

 https://mounirhcom.blogspot.com/

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.