فادي السمردلي يكتب المواطن يريد أفعالًا حقيقية لا استعراضات برلمانية*

*بقلم فادي زواد السمردلي* …. 

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

مع تزايد التحديات التي يواجهها المواطن الأردني، من أزمة اقتصادية متفاقمة إلى ضعف الخدمات العامة، أصبح الوعي الشعبي في الأردن أكثر نضجًا، وأدى ذلك إلى تغيُّر جذري في كيفية تعامل الناس مع الخطاب السياسي، خاصة في مجلس النواب فقد سئم الأردنيون من الأصوات العالية والمظاهر الاستعراضية التي تملأ قاعات المجلس وتشتت الانتباه عن القضايا الحقيقية التي تؤثر في حياتهم اليومية إن ما يطلبه المواطن اليوم هو أكثر من مجرد تصريحات سياسية مثيرة للجدل أو خلافات بين النواب، إنه يريد أفعالًا ملموسة وسلوكيات سياسية تعكس التزامًا حقيقيًا بالعمل من أجل تحسين الواقع المعيشي.

الشعب الأردني، الذي يعاني من ضغوط الحياة اليومية وارتفاع تكاليف المعيشة، أصبح أكثر إصرارًا على أن تكون مؤسسة البرلمان فاعلة في تحقيق التغيير الحقيقي الذي يطمح إليه فالأردنيون لم يعودوا يتأثرون بتصريحات أو مناورات سياسية لا تسفر عن نتائج ملموسة بعد سنوات من التجارب مع نواب يتسمون بالكلام الحماسي دون أن تواكبه إجراءات فعلية، أصبح الشعب في حالة إحباط ويأس من الاستعراضات والمسرحيات السياسية التي لا تؤدي إلى تحسين واقعه فالنواب الذين يعتمدون على الأصوات العالية في المناقشات أو التصريحات الإعلامية أصبحوا في نظر الشعب مجرد أصوات عالية لا تهم إلا أصحابها، ولا تساهم في حل المشكلات الحقيقية التي يعاني منها المواطن الأردني.

لقد بات من الواضح أن الشعب الأردني يريد أن يرى مجلس النواب يعمل على سن تشريعات تسهم في معالجة القضايا الأساسية التي تؤرقهم، مثل البطالة والفقر والصحة والتعليم فالمواطن لا يريد أن يظل في دائرة الانتظار، يراقب صراعات سياسية غير مجدية، بينما حياته اليومية تصبح أكثر صعوبة فالأصوات العالية في البرلمان، التي تنطلق بين الحين والآخر من أجل إحداث ضجة، لم تعد تجذب انتباه الشعب بل إن ما يثير اهتمامه هو أن يرى خطوات عملية على الأرض تحقق له تحسينًا حقيقيًا في حياته.

من المؤسف أن هذه “الاستعراضات” السياسية استمرت لسنوات طويلة ولا زالت، حيث كانت هناك تركز بشكل كبير على ما يسمى بـ “الشو الإعلامي” و”الخطابات الحماسية”، دون أن يترافق ذلك مع خطوات واضحة تعالج قضايا الوطن ولقد اكتشف الشعب الأردني أن هذه الأفعال ليست سوى محاولة لإظهار القوة السياسية أو التفوق على الخصوم السياسيين، دون أن تؤدي إلى تقديم حلول حقيقية فلقد أصبح المواطن يشعر بأن الكثير من هذه الأنشطة لا تخرج عن كونها محاولات للظهور الإعلامي، أما النتائج على الأرض فهي لا تساوي شيئًا يذكر.

ما يريده الأردنيون اليوم هو تحرك جاد وفعلي في مجلس النواب يريدون نوابًا يضعون مصلحة الوطن والمواطن في مقدمة اهتماماتهم ويعملون على سن قوانين تخدم الناس، وتحسن ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية فالشعب الأردني يطلب من البرلمان أن يكون جسراً حقيقياً بين الحكومة والمواطن، وأن يؤدي دورًا رقابيًا فعالًا يضمن محاسبة الحكومة على أدائها، ويساهم في تقليص الفجوة بين الطبقات الاجتماعية فالمواطن الأردني لم يعد يهتم بالأصوات العالية في جلسات البرلمان، بل يطالب بالأفعال التي تشعره بتحسن ملموس في حياته.

إن المجلس يجب أن يكون أكثر قربًا من معاناة المواطن الأردني وأن يتبنى سياسات جديدة ترتكز على حل القضايا الأساسية بدلًا من إضاعة الوقت في المناوشات التي لا تعود عليه بأي فائدة فالشعب لم يعد يثق في الكلمة الكبيرة إن لم تكن مصحوبة بخطوات تنفيذية حقيقية. لذا، أصبح البرلمان بحاجة إلى تبني نهج جديد، يعكس أولويات الشعب ويترجم الأقوال إلى أفعال تشهد على تحسن في الأوضاع.

وفي الختام، فإن الشعب الأردني، وهو يواجه تحديات اقتصادية واجتماعية، يحتاج إلى مجلس نواب يعبر عن تطلعاته الحقيقية ويعمل على تحسين واقعه، بدلاً من التركيز على المظاهر الاستعراضية والصراع السياسي الذي لا يحقق أي فائدة فما يريده المواطن هو رؤية نواب يشرعون قوانين تخدم مصلحته ويعملون مع الحكومة على معالجة القضايا الأساسية، وليس مجرد أصوات لا تساوي شيئًا في ظل غياب الأفعال الفعلية.

قد يعجبك ايضا