أجهزة الأمن الفلسطينية تواصل حصار مخيم جنين لليوم الـ25.. مناشدات لحل الأزمة في ظل الوضع الإنساني الصعب
شبكة الشرق الأوسط نيوز : تواصل أجهزة الأمن الفلسطينية حصارها لمخيم جنين حيث دخل الحصار اليوم الـ 25، فيما أصيب طفل بجراح خطيرة خلال الاشتباكات بين أجهزة أمن السلطة ومقاومين في مخيم جنين.
ومنذ الخامس من ديسمبر\كانون الأول تواصل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية حصارها لمخيم جنين، فيما أعلنت رسميًا عن عمليتها في 14 من الشهر نفسه، حيث تعالت الأصوات لفك الحصار.
وبحسب شهود عيان فقد اندلعت نيران في أحد المنازل في المخيم تزامنا مع استمرار الاشتباكات.
وبعد ساعات من سماح أجهزة الأمن الفلسطينية بدخول فرق إصلاح شبكات الكهرباء والماء حيث تم إصلاح محولات الكهرباء في المخيم، عادت العتمة إلى المخيم في ساعات المساء.
وتعالت الأصوات من داخل المخيم الذي يشهد وضعًا إنسانيًا كارثيًا، حيث هناك عائلات دون ماء ولا خبز، مع استمرار حصار المخيم، وقطع الكهرباء والماء.
وبحسب مؤنس غريب، عضو اللجنة الشعبية في مخيم جنين فإن المخيم يعيش ظروفا إنسانية غاية في الصعوبة.
وتابع: “نحن في حالة أمنية لها 25 يوما، من دون كهرباء أو ماء، فيما المدارس مغلقة”.
وتساءل غريب: “هل نسمي هذا عقابا جماعيا لأهالي المخيم المسالمين؟ لماذا يحدث ما يجري في المخيم؟ نحن لجنة شعبية خدماتية نقدم خدمات للمواطنين ونعاني من التواصل مع المواطنين داخل المخيم”.
وطرح غريب أسئلة مثل: “لماذا هناك أطفال يذهبون للمدارس فيما أبناء المخيم لا يذهبون؟ لماذا لا يتعالج مرضى المخيم بطريقة إنسانية في ظل وجود عشرات الحالات التي تعيش على التنفس الاصطناعي؟ معقول لا يوجد رجل رشيد في عموم المنطقة؟ أين المؤسسات بالوطن؟ هل نحن بأيد أمينة تدير حياتنا؟”.
وتمنى غريب على جميع مؤسسات الوطن، وقبل الحكم على أي موقف أن يأتوا إلى المخيم كي يعاينوا الحياة فيه.
وقال في حديث صحافي: “لا تحكموا على المخيم وأنتم بعيدون عنه… هناك مؤسسات مدنية ومؤسسات حقوق إنسان ولجان إصلاح ونقابات.. لماذا لا يأتون بشكل جماعي ويضغطوا بأيديهم ع الجرح كي تحل أسباب الخلاف”.
وشدد على أن الحياة في المخيم عادت لما قبل 50 عاما، فيما عاد المواطنون لإشعال الحطب وتسخين ماء للاستحمام.
الحياة في المخيم عادت لما قبل 50 عاما، فيما عاد المواطنون لإشعال الحطب وتسخين ماء للاستحمام
وختم قائلا: “مطلبنا واضح. طرحت مبادرات كثيرة. اليوم هناك مبادرات لم تنفذ، فيما يجب أن يلتزم الطرفان بها من أجل فلسطين، ومن أجل حق الدم، فما ذنب الضحايا من كلا الطرفين؟ لماذا على المواطنين أن يعودوا إلى أهاليهم بالأكفان”.
ومنذ بدء الاشتباكات في مخيم جنين، قتل 9 فلسطينيين، هم خمسة من رجال الأمن وصحافية وطفلان ومقاوم مطارد للاحتلال.
وفي سياق مواز، أدانت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين استمرار اعتقال الرفيق نصر الملّح عضو اللجنة المركزية للجبهة، الذي تم اعتقاله من قبل الأجهزة الأمنية مساء الثلاثاء الماضي على خلفية مشاركته في الوقفة والمسيرة التي نظمتها الجبهة في رام الله تحت شعار “نداء الوحدة الوطنية”، والتي طالبت بوقف الاقتتال الداخلي في جنين ومخيمها وحماية الوحدة الوطنية والسلم الأهلي.
وأكد البيان استمرار الاعتقال بدون مسوّغ قانوني وتلفيق تهمة “التحريض على النزاع بين الطوائف” بسبب هتافه للمقاومة وللوحدة الوطنية ودعوته لوقف الاقتتال الداخلي.
ووصف الاتهامات بأنها ادعاءات باطلة وبها مساس برفيق مناضل وأسير محرر.
واعتبرت الجبهة الديمقراطية أن استهداف الأجهزة الأمنية لعدد من كوادر وعناصر الجبهة بالاستدعاء والتهديد بالاعتقال في حال مشاركتهم بأنشطة تطالب بوقف ما يجري في جنين ومخيمها، هو محاولة بائسة لكم الأفواه وإسكات الأصوات الحريصة على درء الفتنه وحماية السلم الأهلي ووحدة النسيج الوطني والاجتماعي.
وختمت الجبهة بيانها بدعوة القيادة السياسية للسلطة لكف يد الأجهزة الأمنية عن مثل هذه الممارسات، ومغادرة خيار الحل الأمني لمعالجة الوضع في جنين ومخيمها، والاستجابة وعدم إدارة الظهر للمبادرات التي يجري تقديمها لمعالجة الوضع، وفي مقدمتها مبادرة “وفاق” التي أطلقها “نداء فلسطين” والهيئة المستقلة وعدد من القوى الوطنية والمؤسسات الحقوقية والمجتمعية.
المصدر : القدس العربي
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.