*فادي السمردلي يكتب:حتى أنت يا بروتس!!؟*
*بقلم فادي زواد السمردلي* ….
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
*تخيل لا قدر الله* أننا نعيش في عصر بروتس، حيث الأحداث ستتكرر ولكن بألوان عصرية وأدوات حديثة فهذا العصر الذي سيشهد كيف سيطعن البعض طموحات زملائهم، وسيخونون ثقتهم *( لا قدر الله )* باسم “المصلحة العامة” أو “الظروف الملحة”، فيما الحقيقة ستظل ماثلة أنها خيانة لمبادئ العمل الجماعي والقيم النبيلة.
في المستقبل، ستُبنى العلاقات في العمل العام على مظاهر الثقة والتعاون، وستبدو الواجهات وكأنها قائمة على شراكات متينة ولكن، تحت هذا السطح المصقول، ستُغرس بذور الغدر حين تتغير الظروف أو تلوح فرصة لتعزيز النفوذ الشخصي، سيخلع البعض أقنعتهم ليصبحوا “بروتسات” جدد وسيتخلون عن مبادئهم وقيمهم، وسيطعنون من وقفوا إلى جانبهم، ليس بدافع الكراهية الظاهرة، بل بذرائع براقة، مثل “ضرورات المرحلة” أو “حتمية اتخاذ قرارات صعبة”.
تلك الطعنات لن تكون مباشرة دائمًا فأحيانًا، ستأتي على هيئة قرارات مفاجئة تُقصي شركاء النجاح، أو حملات تشويه تُنشر خفية، أو تحالفات جديدة تُبنى على أنقاض الثقة السابقة فالخيانة ستُغلف دائمًا بخطابات تُزينها الكلمات المنمقة، وستُبرر الأفعال بأنها لصالح الجميع، بينما الهدف الحقيقي سيكون دائمًا تحقيق مكاسب شخصية، سواء كانت سلطوية أو مادية.
هذه الخيانة لن تُدمر فقط العلاقات بين الأفراد، بل ستؤدي إلى تفكيك النسيج المهني والاجتماعي في بيئة ستغلب عليها الريبة، سيصبح كل شخص مشغولًا بحماية نفسه بدلًا من التعاون مع الآخرين فزملاء العمل سيصبحون خصومًا محتملين، وستتحول الفرق إلى مجموعات متناثرة تفكر بمنطق الدفاع لا الإنجاز.
بمرور الوقت، ستنتشر هذه العدوى في كل مستويات العمل العام فالقيادات ستُطعن بعضها البعض، والموظفون سيخشون من الوقوع في مرمى الطعنات، والمجتمع نفسه سيفقد ثقته في فكرة العمل الجماعي وهذه الأجواء المشحونة بالشكوك لن تُنتج سوى الفشل، لأن أي نظام يفقد قيمه الأساسية سيتحول إلى آلة تعمل بلا هدف، أو على الأقل تعمل لصالح فئة قليلة على حساب الجميع.
الأخطر أن من سيقودون هذه الطعنات لن يروا في أفعالهم خيانة. سيبررون كل خطوة بأنها “حتمية”، وسيقنعون أنفسهم أنهم يفعلون ذلك لصالح المجموع سيتحول الطموح الشخصي إلى دافع يغطي على كل القيم والمبادئ ولكن، وكما يقول التاريخ، فإن الوسائل الفاسدة لا تُنتج إلا أهدافًا فاسدة مهما حاول هؤلاء أن يبرروا أفعالهم، فإن آثارها المدمرة ستظهر على المدى البعيد، وستُحدث شروخًا يصعب إصلاحها.
في هذا العصر المتخيل وانا بنومي العميق ، سيصبح من الضروري أن نعيد تعريف القيادة والعمل العام فالنجاح الحقيقي لن يكون في طعن الخصوم أو سحق المنافسين، بل في بناء بيئة تقوم على التعاون والثقة المتبادلة فالقائد الذي سيضع قيمه فوق طموحاته الشخصية هو وحده من سيستطيع أن يُعيد للعمل العام روحه الحقيقية.
سنحتاج إلى قادة يفكرون في الأجيال القادمة لا في نجاحاتهم الشخصية وسيُطلب منهم أن يلتزموا بالمبادئ، حتى لو كانت الظروف تُغريهم بالخروج عنها لأن الخيانة لن تُفسد فقط الأفراد، بل ستُفسد جماعات بأكملها، وستحول القيم إلى مجرد شعارات تُرفع في المناسبات دون أن تُطبق في الواقع.
وفي النهاية، سيظل السؤال مطروحًا هل سيكون القادة المستقبليون على قدر المسؤولية، أم أنهم سيسيرون على خطى بروتس؟ الإجابة لن تأتي من الكلمات المنمقة أو الوعود البراقة، بل من الأفعال التي ستُظهر معدنهم الحقيقي في تلك الحالة وعند اختيارهم وفي هذه اللحظة، عندما يُعاد بناء الثقة وتعود القيم إلى موقعها الطبيعي، ستتجاوز البشرية محنة “بروتس” المتكررة.
“حتى أنت يا بروتس؟” لن تبقى مجرد صرخة قيصر الأخيرة، بل ستتحول إلى دعوة للتغيير، ورسالة لكل قائد ليضع أمامه خيارين أن يبني أو أن يهدم والخيار الذي سيتخذه كل واحد منهم سيحدد شكل المستقبل… تخيل، نعم تخيل، يا رعاك الله .
الحمدلله صحوت من نومي العميق ومن حلمي متمنيًا أن لا يكون حولنا بروتسات
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.