فادي* السمردلي يكتب”الميدان فقط للصابرين الصادقين.. ذوي الرأي الجريء الصريح” رؤية الشهيد وصفي التل لقيادة العمل العام*
*بقلم فادي زواد السمردلي* ….
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
حين قال الشهيد وصفي التل “الميدان فقط للصابرين الصادقين ذوي الرأي الجريء الصريح”، وضع ميثاقاً أخلاقياً ومعياراً صلباً لمن أراد أن يتقدم ميادين المسؤولية، خاصة في العمل العام فهذه الكلمات ليست مجرد شعار، بل هي فلسفة متكاملة تُلخص جوهر القيادة الحقيقية التي تحتاجها الأوطان فالصبر في هذا السياق ليس مجرد فضيلة، بل هو القدرة على الثبات أمام المصاعب ومواجهة التحديات بلا كلل أو ملل فالصدق ليس مجرد نزاهة في القول، بل التزام عميق بالفعل المخلص والمتجرد من المصالح الذاتية وأما الجرأة في الرأي، فهي القدرة على مواجهة الحقائق بشجاعة، واتخاذ قرارات حاسمة، هدفها المصلحة العامة.
في عالم العمل العام اليوم، تُختبر هذه القيم يومياً، لكن المؤسف أن البعض ممن يتصدون للقيادة يفتقرون إلى هذه المقومات الأساسية فنجد من يتهربون من صعوبة الميدان ويبحثون عن المناصب كغاية لا وسيلة، ومن يستسلمون سريعاً أمام المصاعب بدلاً من الصبر على التحديات والسعي لحلها ،أما الصدق، فقد أصبح عملة نادرة في ظل انتشار الوعود الزائفة والخطابات المليئة بالشعارات التي تفتقر إلى التنفيذ على أرض الواقع ونادراً ما نجد قادة يمتلكون الجرأة الكافية لاتخاذ قرارات صعبة وجوهرية، خوفاً من فقدان دعم مؤقت أو مواجهة انتقادات.
العمل العام ليس مكاناً للمجاملات أو التردد، بل هو اختبار يومي للشجاعة والنزاهة والإرادة الحقيقية فالشهيد وصفي التل كان ولا يزال رمزاً للقيادة الوطنية التي لا تخشى المواجهة ولا تنحني أمام التحديات فكانت مواقفه صريحة، ورؤيته واضحة، وصبره على المحن ثابتاً فلم يتردد في مواجهة الأخطار، ولم يسعَ يوماً لتحقيق مكاسب شخصية، بل جعل من خدمته لوطنه ورسالة الحق التي حملها أولوية مطلقة، حتى دفع حياته ثمناً لمبادئه.
اليوم، ونحن نعيش في عالم مليء بالتحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، نحن في حاجة ماسة لقيادات تحمل نفس روح وصفي التل وقيادات تدرك أن العمل العام ليس امتيازاً، بل مسؤولية تستوجب الصبر على الظروف، والصدق في التعامل مع الشعب، والجرأة في اتخاذ القرارات التي قد تكون صعبة لكنها ضرورية فلا نحتاج إلى قادة يطلقون الشعارات فقط، بل نحتاج إلى من يعملون بصمت وإخلاص من أجل بناء الوطن، مهما كانت الصعوبات.
رسالتنا لكل من يعمل في ميادين العمل العام أو يسعى لتولي المسؤولية تذكروا أن “الميدان فقط للصابرين الصادقين.. ذوي الرأي الجريء الصريح” اصبروا على ضغوط الميدان ومتطلباته، كونوا صادقين مع أنفسكم ووطنكم ، ولا تخافوا من قول الحقيقة فالتاريخ لا يذكر المترددين أو الباحثين عن المصالح الشخصية، بل يخلد فقط أولئك الذين يخدمون أوطانهم بصدق وجرأة وإيمان عميق برسالتهم افهموا أن المناصب زائلة، لكن العمل الصادق يبقى، وأن الأوطان لا تُبنى إلا على أكتاف الصادقين الشجعان الذين يتصدرون الميدان بأمانة وإخلاص.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.