لبنان: بعد سنتين من الفراغ… ترجيح فتح أبواب قصر بعبدا اليوم لقائد الجيش جوزف عون

شبكة الشرق الأوسط نيوز : لم يعد صعباً التكهن بنتيجة جلسة انتخاب رئيس الجمهورية قبل ساعات على موعدها، إذ ستفضي إلى انتخاب  قائد الجيش العماد جوزف عون بضغط خارجي بالتناغم مع أعضاء اللجنة الخماسية الممثلة للولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر ومصر، ليصبح جوزف عون الرئيس الـ 14 للجمهورية اللبنانية بعد فراغ رئاسي لأكثر من سنتين، والرئيس الخامس الذي يصل من قيادة الجيش في اليرزة إلى قصر بعبدا بعد فؤاد شهاب وإميل لحود وميشال سليمان وميشال عون ولو أن الأخير انتخب بعد تقاعده.

جعجع والجميّل معاً في معراب مع المعارضة لتأمين الغطاء المسيحي للانتخاب

وبحسب التوقعات يُفترض أن ينال قائد الجيش أغلبية نيابية وازنة ولاسيما إذا انضم الثنائي الشيعي إلى التوافق ولم يكتف بورقة بيضاء، علماً أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يشترط حيازة 86 نائباً كتعديل ضمني للدستور. واللافت أن طباعة صور قائد الجيش وهي مرفقة بشعار “فخامة الرئيس” لم تنتظر نتيجة الجلسة بل سبقتها، كذلك بدأت بلديات تتحضر لإطلاق المفرقعات النارية فور الإعلان عن انتخاب قائد الجيش حيث بدأت أسهمه بالارتفاع مع إعلان نواب المعارضة بمن فيهم “القوات اللبنانية” تبني ترشيحه بعد اجتماع مسائي في مقر رئيس حزب “القوات” سمير جعجع في معراب شارك فيه بشكل لافت رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل والنائب فؤاد مخزومي بعد زيارة للموفد الفرنسي جان إيف لودريان الذي انتقل بعدها للقاء رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل قبل أن يلتقي صباح اليوم الخميس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي التقى مساء الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان.

وأبرز داعمي ترشيح قائد الجيش الزعيم الدرزي وليد جنبلاط والنواب السنّة بأغلبيتهم بمن فيهم حلفاء سابقون لـ”حزب الله” وكتل نيابية مسيحية و”تحالف التغيير” و”كتلة تجدد” ومستقلون.

وفي ظل حذر المعارضة من مفاجآت الثنائي الشيعي في جلسة الانتخاب لجهة الامتناع عن التصويت لقائد الجيش، وتمهيداً لتحرير الثنائي من الالتزام بترشيحه، أعلن رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية انسحابه من المعركة الرئاسية في بيان جاء فيه “أما وقد توفرت ظروف انتخاب رئيس للجمهورية وإزاء ما آلت إليه الأمور فإنني أعلن عن سحب ترشيحي الذي لم يكن يوماً هو العائق امام عملية الانتخاب. وإذ أشكر كل من اقترع لي فإنني وانسجاماً مع ما كنت قد أعلنته في مواقف سابقة داعم العماد جوزف عون الذي يتمتع بمواصفات تحفظ موقع الرئاسة الأولى”. وأضاف “إنني أتمنى للمجلس النيابي التوفيق في عملية الانتخاب وللوطن أن يجتاز هذه المرحلة بالوحدة والوعي والمسؤولية”.

فرنجية انسحب من المعركة الرئاسية… والثنائي الشيعي يترك موقفه لصندوقة الاقتراع

وكان رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد عبّر في لقائه مع الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الذي وصل إلى بيروت وباشر اتصالاته مع الكتل النيابية منذ الصباح عن “أن حزب الله لن يقف عائقاً أمام إجماع اللبنانيين على اسم رئيس للجمهورية”. فيما كتلة “التنمية والتحرير” التي اجتمعت برئاسة الرئيس نبيه بري أكدت “ضرورة التوافق بشأن رئاسة الجمهورية”، وأفادت أوساط “التنمية والتحرير” أن “الكتلة أكدت في بيانها على تأييدها التوافق بين اللبنانيين، وإذا صبّ هذا التوافق باتجاه انتخاب قائد الجيش سنسير به”. وفي هذا الإطار، كُشف النقاب عن اتصال هاتفي تلقاه الرئيس بري من وزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي الذي أثنى على جهود بري لتحقيق التوافق بين القوى اللبنانية لإنجاز الاستحقاق الرئاسي.

اما المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل فزار مقر السفير السعودي في اليرزة واجتمع مع الموفد السعودي يزيد بن فرحان الذي عاد إلى بيروت للمرة الثانية في غضون أيام قليلة، وأجرى سلسلة لقاءات تزامناً مع لقاءات أجراها الموفد الفرنسي في قصر الصنوبر حيث ركّز الاثنان على اسم قائد الجيش أو لا أحد. وفي ما يتعلق بالموقف الشيعي نفى النائب حسن فضل الله ما يُنشَر نقلاً عن مصادر، وقال “إن موقفنا نعلنه في صندوق الانتخاب وفق ما ينسجم مع قناعتنا الوطنية”.

وبعدما أشار نواب من بينهم أسامة سعد وحليمة قعقور وملحم خلف إلى رغبتهم التصويت للوزير السابق زياد بارود، فقد أعلن الأخير عزوفه، وقال “كنت قد أعلنت بالأمس أنني لن أكون جزءاً من المنافسة في حال التوصل إلى توافق وطني عريض على اسم الرئيس. إنني، إذ أشكر السيدات والسادة النواب الذين شرّفوني بدعمهم، أعلن عزوفي، معاهداً اللبنانيات واللبنانيين بأن أستمر معهم واحداً من المناضلين من أجل الجمهورية، متمنياً للرئيس العتيد كل التوفيق”.

تجدر الإشارة إلى أنه عند انتخاب العماد عون يفترض أن يُستدعى إلى قاعة مجلس النواب ليؤدي القسم الدستوري ويلقي خطاب القسم، على أن ينتقل بعدها في موكب للحرس الجمهوري إلى قصر بعبدا.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.