*فادي السمردلي يكتب”حينما يتعلّق الأمر بالوطن لا فرق بين الخيانة والخطأ لأن النتيجة هي ذاتها” الشهيد وصفي التل رمز القيادة الوطنية*
*بقلم فادي زواد السمردلي* ….
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
مقولة الشهيد وصفي التل “حينما يتعلّق الأمر بالوطن لا فرق بين الخيانة والخطأ لأن النتيجة هي ذاتها” تمثل إحدى الحكم العميقة التي تجسد الوعي الكامل بالمسؤولية الوطنية ففي هذه الكلمات، يضع الشهيد التل معيارًا عاليًا للمسؤولين والقادة، حيث يشير إلى أن الأخطاء التي يرتكبها المسؤولون في قضايا الوطن، حتى وإن كانت غير مقصودة، قد تؤدي إلى نتائج كارثية تضر بالوطن والشعب بشكل لا يمكن تداركه فالوطن لا يتحمل التهاون أو الإهمال في القرارات التي تؤثر على مستقبله، والنتيجة في النهاية ستكون واحدة، سواء اكانت الخيانة أم الخطأ تدمير ما تم بناؤه بعناء.
هذه المقولة تلقي الضوء على ضرورة الالتزام الكامل بالمصلحة الوطنية في العمل العام والأحزاب، وتدعو القائمين عليها إلى تحمل المسؤولية بكل جدية وحذر فحينما يتعلق الأمر بالوطن، لا يمكن أن يكون هناك مجال للخطأ، لأن أي خطأ قد يؤدي إلى تدهور الأوضاع، لا سيما في أوقات الأزمات أو التحولات الكبرى فإن القائد أو المسؤول الذي لا يتحلى بالحذر والوعي الكامل بتبعات قراراته قد يكون عرضة لاتخاذ خطوات غير مدروسة تؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها ولذلك، يجب أن يكون العمل الوطني مبنيًا على أساس من الشفافية والمحاسبة الدقيقة لكل تصرف أو قرار يتم اتخاذه.
وعندما نتحدث عن العمل العام، نلاحظ أن هذه المقولة تنطبق على كافة المجالات التي يتدخل فيها المسؤولون لخدمة الوطن، حتى( تلك التي يدعي فيها المسؤول انها تطوع) سواء في السياسة والاقتصاد إلى المجالات الاجتماعية والتعليمية والصحية وفي كل تلك المجالات، يكون لكل قرار تأثير على المجتمع بأسره فالقرار الذي يتخذ من قبل القيادات يمكن أن يحدد المصير لفترة طويلة، وقد تكون له تداعيات كارثية إذا تم اتخاذه دون النظر الكافي إلى تداعياته المستقبلية فإذا وقع الخطأ في تلك القرارات، فإن الضرر سيكون أكبر من مجرد تصحيح مسار، وسيؤدي إلى فقدان ثقة الشعب فيمن يقود المرحلة.
ولذلك، فإن المقولة تفرض على المسؤولين التزامًا باليقظة المستمرة، وتحثهم على أن يكون لديهم رؤية واضحة ومدروسة لكافة الخيارات والبدائل المتاحة فكل خطوة يجب أن تكون محسوبة بعناية، والقرارات ينبغي أن تؤخذ بناء على مصلحة الوطن والشعب فقط، دون النظر إلى المصالح الشخصية حتى لو كانت النوايا حسنة، فإن العواقب قد تكون غير قابلة للتعويض إذا تم اتخاذ القرار بشكل غير دقيق أو متسرع.
وإذا نظرنا إلى التاريخ السياسي والاقتصادي، نجد أن الكثير من الأزمات التي مرت بها الدول كانت نتيجة لقرارات خاطئة اتخذها المسؤولون دون النظر إلى عواقبها على المدى الطويل فهذه الأخطاء لا تقتصر على القرارات التي تضر بالوطن بشكل مباشر، بل تشمل أيضًا القرارات التي قد تؤدي إلى ضعف المؤسسات الوطنية وهذه كلها أمور تؤدي إلى تدمير النسيج الاجتماعي والاقتصادي، فتكون النتيجة في النهاية مشابهة لتلك ظهرت نتيجة الخيانة.
وفي ختام هذا الحديث، أوجه رسالة إلى جميع القائمين على العمل العام في وطننا العزيز إن المسؤولية التي تحملونها عظيمة، وكل قرار تتخذونه سيؤثر بشكل كبير على حياة الناس ومستقبل الأجيال القادمة إن الأخطاء في العمل الوطني لا تغتفر، ولا يمكن تبريرها تحت أي مسمى إن وطنكم يستحق أن تبذلوا كل ما في وسعكم لضمان استقراره وازدهاره فلنكن جميعا على قدر المسؤولية، ولنضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، لأن النتيجة النهائية هي ما يحدد مصيرنا جميعًا فالاردن يستحق منا الكثير.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.