*فادي السمردلي يكتب:ألاقنعة الزائفة لا تصنع الانتماء*
*بقلم فادي زواد السمردلي* …
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
في عالم السياسة، يتكرر مشهد الأقنعة والانتماءات الزائفة بشكلٍ صارخ، حيث يبرز نوع من السياسيين ممن يجيدون التلون وارتداء أقنعة الولاء والانتماء لتحقيق مصالحهم الشخصية، بغض النظر عن تبعات ذلك على الوطن والمجتمع فهؤلاء السياسيون يستخدمون شعارات كبيرة، يتغنون بالقيم الوطنية والمبادئ الجماعية، ويظهرون أنفسهم في صورة المدافعين الأشداء عن قضايا الناس، ولكن خلف هذا المظهر البراق تختبئ دوافعهم الأنانية، وهي في الواقع ترتكز على السعي للحصول على النفوذ والسلطة والمال، وليس خدمة الوطن أو المجتمع وتتغير انتماءاتهم بسرعة بحسب المصلحة الآنية فهم اليوم مع تيار وغداً مع آخر، يعيدون تشكيل مواقفهم حسبما يقتضيه الوضع، أو حسبما يعود عليهم بأكبر مكسب شخصي.
هؤلاء الساسة عادةً ما يعتمدون على خلق ضجيجٍ إعلاميٍ حولهم، ويستغلون مشاعر الناس بالانتماء، ويتلاعبون برغبة الجماهير في رؤية قيادات تهتم بحق بحل مشكلاتهم ولكن في اللحظة التي تتطلب تضحيات فعلية، تجدهم أول من يتراجع، فيختلقون الأعذار، ويبدأون في إلقاء اللوم على الآخرين ويبرعون في فن الخطابة والكلام المعسول، يملؤون الناس بوعود لا تتحقق، ويمررون قناعات وأفكار قد لا يؤمنون هم بها، ولكنها تخدمهم في المرحلة الحالية وفي أوقات الأزمات، حين ينتظر الشعب قرارات شجاعة من قيادات تضع المصلحة العامة فوق الخاصة، يظهر مدى هشاشة مواقفهم، وتبدأ الحقيقة في الانكشاف فيجد الناس أنفسهم ضحايا لسياسيين خادعين يلبسون قناع الدفاع عن الحقوق في العلن، بينما في الحقيقة لا يسعون إلا لزيادة نفوذهم وتأمين مصالحهم الخاصة.
فهذه النوعية من السياسيين نجدهم في أروقة السلطة، حيث يغيرون ولاءاتهم بحسب تغير موازين القوى، ينحازون دائماً للطرف الذي يضمن لهم المكاسب، وينافقون القيادات التي توفر لهم المكانة والجاه ومن الأساليب التي يعتمدونها إظهار أنفسهم كأنهم الأكثر حرصاً على مصالح الجماهير، مستخدمين خطاباً مزدوجاً فيه الكثير من المراوغة، لإيهام الناس بأنهم مناضلين ولكن عند التدقيق، نجد أن تاريخهم مليء بالتناقضات، وأن خطاباتهم الجوفاء لا تعبر إلا عن انتماء مصطنع يخفي خلفه أهدافهم الشخصية.
السقوط لهؤلاء السياسيين يخلق مناخاً من الشك وفقدان الثقة في نظامهم السياسي بأكمله، ويجعل الناس أكثر تشاؤماً تجاه إمكانية وجود قيادات صادقة ومخلصة كما أن هذا السلوك الأناني لا يضر فقط بالناس الذين يبحثون عن أمل حقيقي وقيادة صادقة، بل يعرقل مسيرة تقدم المجتمع لأن مثل هؤلاء السياسيين عادةً ما يعطلون أي جهود صادقة للإصلاح إن لم تكن تخدم مصالحهم وعلى الرغم من قدرتهم على الظهور بصورة البطل المنقذ، إلا أن حقيقتهم سرعان ما تتكشف مع أول اختبار جدي فالأقنعة لا تدوم طويلاً، خاصة حين يتعلق الأمر بالشأن العام ورفاهية الناس.