*فادي السمردلي يكتب: بسوء الإدارة يحققون انتصارًا ويخسرون العشرات*

*بقلم فادي زواد السمردلي* …. 

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_أفعال_لا_أقوال*

في كثير من الأحيان، يظهر بعض من يدعون بانهم قادة وكأنهم في سباق مستمر لاستعراض قوتهم في جميع جوانب الحياة، وليس في مجالات معينة فقط، كما لو أنهم يتنافسون في مسابقات لكمال الأجسام العالمية أو حلبات المصارعة ويتخذون من الخطب الحماسية والعاطفية والوعود الكاذبة وسيلة لإظهار زيف قوتهم، ويصورون أنفسهم على أنهم يمتلكون الرؤي والخطط الاستراتيجية وكأنهم أكثر كفاءة من مراكز الدراسات العالميةبالاضافة إلى انهم يرفضون أي نصيحة أو توجيه، مدّعين أنهم الحماية والسند، وأنهم سيخوضون معارك الإصلاح والتطوير وانهم سيدعمون المنظومة ومن حولهم.

الواقع يكشف عكس ذلك تمامًا فبينما يدعي هؤلاء القادة أنهم يمتلكون حلولًا سحرية لكل مشكلة، يرسلون مرؤوسيهم إلى ساحة المعركة بدون خطط وتجهيز حقيقي، فيلقون بهم في الميدان دون درع يحميهم أو غطاء يساندهم ومع مرور الوقت، تثبت استراتيجياتهم أنها مجرد وعود فارغة، تحقق انتصارًا مؤقتًا لكنها تسبّب بأضرار جسيمة على المدى البعيد فقد يحققون فوزًا في معركة واحدة، لكنهم يخسرون العديد.

عند لحظة الحقيقة، يتلاشى ذلك البريق المزيف الذي كانوا يتفاخرون به وتنكشف حقيقة الأمر فهذا القائد الذي طالما زعم أنه صاحب القرار والرؤية الثاقبة يصبح عاجزًا عن الوفاء بوعوده، فتختفي خططه المزعومة وتتحول إلى كلمات فارغة على ورق بلا معنى فالقوة التي كانوا يتفاخرون بها تتحول إلى سراب، وتظهر حقيقتهم الهشة الغير قادرة على وضع الخطط لمواجهة التحديات.

المأساة لا تقتصر على هؤلاء القادة فقط، بل تمتد لتشمل المنظومة كلها فعندما يدمر القائد جهود الآخرين من حوله، تتحول القرارات الكبيرة إلى فوضى عارمة، ويجد الأفراد الذين اعتمدوا عليه أنفسهم بلا قيادة حقيقية أو توجيه فغياب التخطيط السليم والأدوات اللازمة يجعل تنفيذ الأهداف مستحيلًا، مما يحوّل الأحلام إلى كابوس من الفشل.

الخسائر لا تقتصر داخل منظومة العمل فقط ، بل تمتد لتشمل الحياة الاجتماعية والاقتصادية ككل والوعود التي كانت مصدر أمل تتحول إلى أعباء تثقل كاهل الجميع فالبرامج التي كان يُفترض بها الإنقاذ تتحول إلى مصدر إضافي للأزمات، والمشاريع الموعودة تتلاشى بسبب سوء الإدارة وغياب الدعم وبينما يستمر القائد تقديم نفسه كمنقذ، يجد من حوله أنفسهم في دوامة من الفشل والضياع المستمر.

والأشد من ذلك أن هؤلاء القادة، رغم كل إخفاقاتهم، يرفضون الاعتراف بعجزهم ويختبئون خلف الشعارات والاتهامات للاخرين، محاولين تبرير فشلهم بعوامل خارجة عن إرادتهم وأنهم مستهدفين ولكن الحقيقة أن منظومة العمل التي يقودونها تنهار من الداخل، لأن القيادة الفعّالة تتطلب أكثر من مجرد وعود وكلمات وتصريحات.

فمثل هؤلاء القادة أن يجب يعترفوا بحدود قدراتهم فليس عارا أن يدرك الإنسان حدود إمكانياته، أو أن يتركوا الساحة إذا لم يكونوا قادرًين على تحمل المسؤولية فالقيادة ليست مجرد ادعاء بامتلاك الحلول، بل هي صدق مع الذات ومع الآخرين، وتحديد الأهداف الواقعية والعمل على تحقيقها بكفاءة وشفافية فلو أن هؤلاء القادة تحلّوا بالتواضع والواقعية منذ البداية، لكانوا قد تجنبوا تدمير المنظومة بأسرها فالقيادة الحقيقية لا تحتاج إلى استعراضات للقوة أو إطلاق الوعود الفارغة، بل تتطلب القوة والحكمة والالتزام بتحقيق الممكن وعندما يعجز القائد عن الوفاء بمسؤولياته، فالأجدر به أن يتنحى قبل أن يدفع الجميع نحو الهاوية.

وفي الختام، نقول قد ربحوا معركة واحدة، لكنهم خسروا العشرات.

قد يعجبك ايضا