*فادي السمردلي يكتب؛ الأردن لن يكون وطنًا بديلًا ولن تُصفى القضية الفلسطينية مهما كانت المؤامرات*

*بقلم فادي زواد السمردلي*….. 

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

في مواجهة المؤامرات المشبوهة التي تسعى لتصفية القضية الفلسطينية عبر طرح حلول ملتوية ومسمومة كفكرة تهجير الغزيين إلى دول الجوار، يرسل الأردن رسالة واضحة لن يُسمح بطمس الهوية الفلسطينية فأولئك الذين يروجون لفكرة الوطن البديل أو يسعون لفرضها على الأردن ودول المنطقة يرتكبون جريمة بحق الفلسطينيين، وتهديدًا وجوديًا لأمن الإقليم واستقراره.

إن محاولات تهجير سكان غزة ليست إلا استمرارًا للمشروع الاستعماري الذي بدأ منذ النكبة عام 1948 واليوم، يرتدي هذا المشروع قناع “الحلول الإنسانية”، لكنه في جوهره يعكس نوايا خبيثة تهدف إلى اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، ودفن حقوقهم التاريخية، واستكمال تهويد الأرض الفلسطينية لصالح الاحتلال الإسرائيلي ومن يتحدث عن تهجير الفلسطينيين يهدف إلى تحويلهم إلى لاجئين أبديين في دولٍ غير وطنهم، لتذويب هويتهم ووأد قضيتهم، وهذا مرفوض تمامًا من كل حر شريف.

إن غزة، برمزيتها، ليست مجرد تجمع سكاني يمكن التخلص منه كما يظن دعاة التهجير، بل هي جذر فلسطيني أصيل ثابت في أرضه ومن يطالب بتهجير سكانها إلى الأردن أو غيره يثبت أنه جزء من مخطط تصفية القضية الفلسطينية، ويخدم الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى إلى فرض واقع جديد يُكرس احتلاله للأرض ويقضي على حق الفلسطينيين في العودة.

الأردن، بقيادته الحكيمة، أعلنها واضحة وصريحة “الأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين”، ولن يسمح بتمرير أي حلول على حساب سيادته أو على حساب حقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة إن الموقف الأردني الرافض لفكرة الوطن البديل ينبع من إيمان راسخ بأن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة .

ما يطرحه دعاة التهجير يمثل خيانةً للحقوق الفلسطينية، وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية فحق العودة للاجئين الفلسطينيين، الذي أكدت عليه الأمم المتحدة، ليس قابلًا للتفاوض أو المساومة وأي محاولة لتصفية هذا الحق ستواجه رفضًا قاطعًا من الأردن وشعوب المنطقة، التي تدرك أن المساس بالقضية الفلسطينية هو تهديد مباشر لاستقرارها وأمنها.

إن من يروجون لفكرة تهجير الفلسطينيين لا يخدمون سوى أجندات الاحتلال الإسرائيلي، ويحاولون تفجير المنطقة عبر زعزعة استقرار الدول المجاورة لفلسطين والأردن يدرك تمامًا أن القبول بمثل هذه المشاريع الخبيثة يعني التضحية بسيادته الوطنية، وفتح أبواب الفوضى السياسية والاجتماعية لذا فإن موقفه الراسخ ليس مجرد دعم للاشقاء الفلسطينيين، بل هو دفاع عن أمن المنطقة برمتها، وعن كرامة الأمة العربية.

على العالم أن يسمع جيدًا أن تهجير الفلسطينيين جريمة، والوطن البديل خرافة لن تتحقق فشرفاء فلسطين لن يغادروا أرضهم، مهما اشتدت المؤامرات وغزة ستبقى شوكة في حلق الاحتلال، رمزًا للصمود والمقاومة أما الأردن، فقد اختار أن يكون حاميًا للحق الفلسطيني بكل ما يمتلك من طاقة ، وحارسًا للثوابت الوطنية والقومية، ولن يقبل بأي قوة، مهما كانت، بفرض حلول تنتقص من حقوق الفلسطينيين أو تهدد استقراره.

فلسطين ليست للبيع، والأردن ليس وطنًا بديلًا. ومن يطالب بغير ذلك، إنما يشارك في مؤامرة لن تمر إلا على أجساد الشرفاء الذين يرفضون الذل والهوان فالشعب الاردني والفلسطيني سيبقوا متمسكين بهويتهم الوطنية وبأرضهم وحقهم بالحفاظ عليها ، مدعومًين من أحرار العالم، حتى تتحقق العدالة وينتهي الاحتلال.

قد يعجبك ايضا