*فادي السمردلي يكتب :دور الأحزاب في مواجهة تيار التوطين والوطن البديل بين المسؤولية والتحدي*

*بقلم فادي زواد السمردلي* …. 

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

 

(لا للتهجير، ولا بد من التأكيد على رفضه بكل السبل)
في خضم التحديات الكبرى التي تواجه الأردن، وخاصة فيما يتعلق بمشاريع التوطين والوطن البديل، تبرز الأحزاب السياسية الأردنية الوطنية كأحد الأطراف الرئيسية التي يجب أن تلعب دورًا محوريًا في الدفاع عن الهوية الوطنية وحماية الوطن وهذا الدور لا يتحقق بمجرد الخطابات الرنانة أو البيانات الصحفية، بل يتطلب تحولًا جذريًا وقويا في أداء هذه الأحزاب، بحيث تنتقل من مجرد كيانات سياسية إلى قوى فاعلة قادرة على التصدي لهذه التهديدات الوجودية.

الأحزاب الأردنية اليوم أمام مفترق طرق؛ فإما أن تتحمل مسؤوليتها التاريخية وتلعب دورها الكامل في مواجهة هذه المؤامرات، وتثبت أهمية وجودها، أو تبقى حبيسة أطرها الضيقة، فتفقد مصداقيتها أمام الشعب الذي يتطلع إليها لقيادة المعركة ضد هذه التحديات فهذه معركة وجود يقودها الشرفاء المخلصين المنتمين للأردن وهويته الوطنية، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني.

لتحقيق هذا الهدف، يتعين على الأحزاب السياسية أن تعمل على تعزيز حضورها على الساحة العامة من خلال زيادة التفاعل مع المواطنين بشكل مباشر، وتنظيم حملات توعية مكثفة من خلال المنصات الإعلامية لنشر رسائلها كما يجب أن تعمل على تعزيز التعاون والتنسيق فيما بينها، بغض النظر عن اختلافاتها الفكرية والسياسية طالما هدفها الوطن فالوطن اهم من التجاذبات السياسية في هذه المرحلة الخطيرة ، لتشكيل جبهة وطنية موحدة قادرة على مواجهة هذه التهديدات بالإضافة إلى ذلك، يتوجب على الأحزاب أن تعزز مشاركتها في العملية التشريعية من خلال البرلمان، حيث عليها تقديم مشاريع قوانين تهدف إلى حماية الهوية الوطنية ومراقبة السياسات الحكومية المتعلقة بهذه القضايا.

من ناحية أخرى، يجب على الأحزاب السياسية أن تعمل على بناء تحالفات وائتلافات تدعم موقف الأردن وكذلك التواصل مع منظمات دولية وأحزاب سياسية في دول أخرى لتسليط الضوء على مخاطر هذه المشاريع وكسب التأييد الدولي لموقف الأردن كما يتعين عليها أن تعزز التلاحم الاجتماعي بين الأردنيين، من خلال تنظيم فعاليات وندوات تُعزز قيم المواطنة والانتماء للوطن، وتؤكد على أن الأردن هو وطن لكل حر شريف منتمي يعيش على أرضه.

في الوقت نفسه، يجب أن تقدم الأحزاب حلولاً عملية للتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه المواطنين، مثل البطالة والفقر وتردي الخدمات العامة، وذلك لتعزيز الثقة بينها وبين المواطنين كما يتوجب عليها أن تعمل على تعزيز الشفافية والديمقراطية الداخلية لديها، لبناء قيادات شابة وكفؤة قادرة على قيادة التغيير وأخيراً، يجب أن تلعب الأحزاب دوراً فاعلاً في الضغط على الحكومة لاتخاذ إجراءات حاسمة لحماية الأردن من مخاطر التوطين والوطن البديل، سواء عبر تنظيم حملات ضغط شعبي لتكون رسالة للعالم اجمع بان الأردنيين يرفضون اي مساس بوطنهم وهويتهم..

في النهاية، فإن دور الأحزاب السياسية الأردنية في مواجهة مشاريع التوطين والوطن البديل يتطلب جهوداً متواصلة ومتكاملة فالأردن يستحق أكثر من مجرد خطابات، بل يحتاج إلى أفعال تُترجم على أرض الواقع والأحزاب، إذا أرادت أن تكون درعاً واقياً للوطن، عليها أن تتحرك الآن بخطوات جريئة وحاسمة، لتعزيز دورها في حماية الأردن ومصالح شعبه.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.