*فادي السمردلي يكتب: تحطم التحالفات والصداقات الزائفة على من صخرة المصالح(صديق الأمس عدواليوم)*
*بقلم فادي زواد السمردلي*….
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
في عالم تسوده المصالح الآنية والتحالفات الهشة، تتحول الصداقات إلى عداوات بسرعة مذهلة، وكأنها مسرحية مأساوية تكشف عن قبح الطبيعة البشرية عندما تسقط الأقنعة فهذه الظاهرة، التي يمكن تسميتها بـ “خيانة المصالح”، تظهر بوضوح في المجتمعات التي تفتقر إلى القيم، حيث تصبح الصداقات مجرد أدوات قابلة للاستهلاك، تُستخدم لتحقيق مكاسب سريعة ثم تُلقى جانبًا عند انتهاء صلاحيتها.
عندما تُبنى العلاقات على وعود كاذبة أو مصالح مؤقتة، فإنها تشبه بناءً من ورق، ينهار عند أول نسمة ريح ففي اللحظة التي يصل فيها أحد الأطراف إلى هدفه، سواء كان منصبًا سياسيًا أو مكسبًا ماديًا، يبدأ التآكل الداخلي فأولئك الذين كانوا يُعتبرون حلفاء أمس، يصبحون أعداء اليوم، لأنهم يشعرون بأنهم قد تم استغلالهم ثم التخلص منهم بلا رحمة فهذه الخيانة ليست مجرد خيانة فردية، بل هي خيانة للمنظومة والجماعة بأكملها التي كانت تعتمد على وهم وحدة الصف.
في المجموعات التي تفتقر إلى أسس قوية، يبدأ التصدع بالظهور عندما يدرك البعض أنهم لم يعودوا جزءًا من المعادلة فيشعرون بأنهم قد تم التضحية بهم من أجل تحقيق مصالح الآخرين، فيتحول الحلفاء السابقين إلى أعداء يتحينون الفرصة للانتقام فهذا التحول ليس مجرد تغيير في المواقف، بل هو انهيار كامل للثقة، مما يؤدي إلى تفكك المجموعة وتفتتها فبعد أن كانوا يقفون في صف واحد، يصبح كل فرد يشعر بأنه قد تم طعنه في الظهر، مما يخلق جوًا من الشك والريبة يسمم العلاقات ويجعل أي محاولة لإعادة البناء مستحيلة.
هذه الظاهرة تمتد إلى جميع جوانب الحياة الاجتماعية في العمل، سواء،في الأوساط الاجتماعية والسياسية، وحتى في العلاقات الشخصية، نجد أن العلاقات التي تبنى على المصالح المؤقتة هي علاقات قصيرة الأجل وبمجرد أن تتبخر تلك المصالح، تظهر العداوات التي كانت كامنة تحت السطح، وتتحول الصداقات الكاذبة إلى صراعات مكشوفة.
في النهاية، هذه الظاهرة تذكرنا بأن العلاقات الحقيقية لا يمكن أن تُبنى على المصلحة المؤقتة، بل تحتاج إلى أسس متينة من الثقة والاحترام المتبادل فبدون هذه الأسس، ستظل العلاقات عرضة للانهيار، وسيظل “صديق الأمس” يتحول إلى “عدو اليوم” بمجرد أن تسقط الأقنعة وتنكشف الحقائق القبيحة فهذه هي الحقيقة المرة عندما تكون المصالح هي اللغة الوحيدة، فإن الصداقات تصبح مجرد أوهام، والعداوات تصبح المصير الحتمي وتسقط الأقنعة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.