*فادي السمردلي يكتب:الغدار السياسي🥸🥸 السم الذي يفتك بالمنظومة من الداخل*
*بقلم فادي زواد السمردلي* ….
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
من هو الغدار السياسي🥸🥸☝️☝️ 😉؟
الغدار السياسي في المنظومات هو ذلك الشخص الذي يتحرك خلف الأقنعة، مستغلاً الثقة التي وضعها فيه الآخرون، ليغدر بهم ويخون الأمانة التي يحملها في قلبه وهو الطاعن الذي يوجه سكينه إلى قلب المنظومة من الداخل، فهو ليس فقط خائنًا للثقة، بل هو جزء من الميكانيزم الذي يعمل على تفكيك أسس الاستقرار والنظام إن الغدر السياسي لا يقتصر على الخيانة الفردية، بل هو مشروع منهجي يسعى إلى تفكيك المنظومات، زرع الفوضى، والتلاعب بالمواقف لتحقيق مصالح ضيقة وخفية، على حساب الأهداف العليا التي تأسست من أجلها تلك المنظومات.
داخل أي منظومة سياسية أو إدارية أو حزبية، يُفترض أن يقوم كل فرد بدوره في الحفاظ على وحدة الرؤية، وضمان سير العمل بكفاءة وشفافية ولكن، عندما يكون هناك شخص غدار داخل هذه المنظومة، يبدأ هذا الفرد في تقويض الأسس التي بنيت عليها ويبدأ في التسلل عبر القنوات الشرعية للمشاركة في صناعة القرار، ثم يستخدم هذه المواقع لتحقيق أهدافه الخاصة التي غالبًا ما تتعارض مع المصلحة العامة فالغدار السياسي لا يعبأ بمصلحة المنظومة التي ينتمي إليها فكل ما يهمه هو تعزيز سلطته الشخصية أو تحقيق مكاسب ضيقة، حتى ولو كان ذلك على حساب تدمير ما بني لسنوات.
الخطورة في هذا النوع من الشخصيات هي قدرتها على الظهور بمظهر المخلص أو الملتزم بالقيم، بينما في واقع الأمر، هو يعمل في الخفاء ضد مصالح تلك المنظومة ويقوم بتأجيج الانقسامات، يعزز من حالة الفوضى والارتباك، ويستغل نقاط الضعف الداخلية لتوسيع رقعة تأثيره الشخصي وإذا ما تعرضت المنظومة لأزمة أو تحديات خارجية، يصبح الغدار السياسي أداة لتفجير الأوضاع من الداخل، إما عبر تعطيل القرارات الحيوية، أو تسريب معلومات حساسة لأطراف معادية، أو تحريض الأفراد ضد القيادات فيخلق الغدار السياسي بيئة مشحونة بالشكوك، حيث يصبح الجميع في حالة تأهب، متسائلين عن ولاء الآخرين.
أكثر ما يميز الغدار السياسي هو قدرته على العمل في الظل، حيث لا يبرز دوره الخبيث إلا بعد فوات الأوان وعندما تكشف المؤامرات التي نسجها، يكون قد أحدث دمارًا في علاقات الثقة داخل المنظومة، وخلق فراغًا قد يكون من الصعب ملؤه وفي حالات معينة، لا يقتصر الغدر السياسي على فرد بل قد يمتد ليشمل مجموعة تسعى لاستغلال المنظومة نفسها لتحقيق أهدافها الخاصة وفي هذه الحالات، يكون الغدر أكثر تنسيقًا، وأكثر خطرًا، لأنه يكون مخططًا له بعناية ويتم تنفيذه على مراحل ليتحقق من خلالها تدمير المنظومة من الداخل.
والأمر الذي يجب أن يدركه الجميع هو أن الغدار السياسي لا يمثل فقط تهديدًا على مستوى الأفراد أو الهيئات بل هو تهديد لكل المجتمع فالمنظومة، في كل أشكالها، تعتمد على تعاون أفرادها وإيمانهم بالمبادئ التي توحدهم وعندما يدخل الغدار السياسي، يتحول هذا التعاون إلى صراع داخلي يهدد استقرار المنظومة بكاملها وفي النهاية، لا يعكس الغدر السياسي مجرد خيانة لمؤسسات أو أهداف، بل هو بمثابة سم قاتل يفتك من داخل المنظومة ويجعلها غير قادرة على الوفاء بوعودها وتحقيق أهدافها.
لمواجهة هذا التهديد الفتاك، يجب أن تكون هناك رقابة مشددة على العمليات الداخلية، مع وجود آليات فعالة للمحاسبة والمساءلة ويجب أن تُبنى المنظومات على أسس من الشفافية والعدالة التي تضمن عدم اختراقها من قبل أولئك الذين يسعون لتدميرها إن الغدار السياسي، إذا لم يُوقف في الوقت المناسب، سيظل ينخر في الهيكل السياسي حتى يسقطه، ويتركه في حالة من الفوضى التي قد يصعب العودة منها.