✍️ *بماذا ستجيب “أبو جهل”؟!..*

محمود الدباس ….

 

تخيل نفسك واقفاً يوم الحساب.. وجهنم تتلهب أمامك.. والوجوه مسوّدة.. وأصوات الاستغاثة تعلو من كل جانب.. ثم فجأة.. يقترب منك رجل عبوس الوجه.. متجهم الملامح.. يمسح الغبار عن ثوبه المحترق.. ينظر إليك شزراً.. ثم يسألك بتهكم “لماذا دخلت جهنم؟!”..

تبلع ريقك بصعوبة.. تحاول أن تتمالك نفسك.. فليس من السهل أن تكون محشوراً في نفس المكان مع أحد سادة الجحيم.. “أبو جهل” نفسه يسألك!.. فبماذا ستجيبه؟!..

هل ستقول له.. إنك استغليت منصبك وظلمت الناس؟!..
هل ستجيبه بأنك كنت تاجراً غشاشاً؟!..
قاضياً مرتشياً؟!..
موظفاً عرقل معاملات الناس.. لمجرد أنه يستطيع؟!..
هل ستقول له إنك زورت انتخابات؟!..
أو أكلت أموال أيتام؟!..
أو صعدت على أكتاف الضعفاء لتحقيق مصالحك؟!..

سيتأملك “أبو جهل” للحظة.. ثم يبصق في وجهك بازدراء.. قائلاً “يا عيب العيب!.. أنا حاربت الأنبياء.. وقاتلت رسالات السماء.. ونازعت أقدار الله.. وهذا مصيري المستحق.. وأنت دخلت جهنم لأنك ظلمت موظفاً تحت يدك؟!.. أو لأنك رفعت أسعار سلعة محتكراً قوت الناس؟!..”

يا هذا.. ألم يكن من الأفضل لك.. أن تسرق بنكاً؟!.. أو أن تكون طاغية له شأن؟!.. على الأقل تكون خسرت آخرتك.. مقابل شيء كبير في الدنيا!.. أمّا أن تخسر الدنيا والآخرة معاً.. بسبب بضع دراهم؟!.. أو بسبب ورقة منعت توقيعها عن مستحقها؟!..
أليس من المضحك أن تقف بين طغاة التاريخ.. وأصحاب الجرائم العظيمة.. وأنت مجرد ظالم صغير.. لص تافه.. فاسد لا قيمة له؟!..

إذا كان لا بد من الشر.. فليكن شراً يستحق العذاب!.. على الأقل لا تدخل جهنم.. وأنت نكرة بين أهلها.. لا تدخلها بفعلٍ يجعلك أضحوكة.. حتى بين الملعونين!.. ولا تجعل “أبو جهل” نفسه يحتقرك!..

وقيل.. إذا سرقت.. اسرق جمل..

فعليكم لعنة الله.. أيها الفاسدون ادارياً.. ومالياً.. وأخلاقياً.. ويا من تستغلون سلطاتكم في ظلم الناس..

محمود الدباس – أبو الليث..
😇🙏🌷

قد يعجبك ايضا