*فادي السمردلي يكتب: السرقة بين الاختلاس العلني والاغتصاب الخفي للحقوق*

*بقلم فادي زواد السمردلي* …. 

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_ لا_اقوال*

ما مفهوم السرقة ☝️🫵 ؟

☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️

السرقة ليست مجرد عمل مادي بحت يتمثل في اختلاس الأموال أو الممتلكات، بل هي مفهوم يتجاوز هذه الصورة التقليدية ليشمل أشكالاً خفية تتعلق بالفرص والحقوق والكرامة الإنسانية فالحرامي، في صورته التقليدية، قد يكون من يقتحم المنازل ليلاً أو من يسرق السيارات والأشياء الملموسة، إلا أن هناك “حرامي” آخر وأكثر خطرًا يرتدي أقنعة خفية، يتسلل بهدوء ليغتصب حقوقاً لا تُرى بالعين المجردة فهؤلاء لا يظهرون بالضرورة في المشهد المألوف للنشل والسرقة المباشرة، بل قد يتمتعون بمظاهر والقاب محترمة أو بمناصب مرموقة، ولكنهم يمارسون السرقة بطرق قد تكون أكثر إيذاءً للناس والمجتمع.

من أخطر أنواع السرقة هي سرقة الفرص فعندما تُحرم شخصاً من فرصة كان يمكن أن تغير مسار حياته أو تحقق له طموحاً طالما سعى إليه، فإنك تكون قد سرقت شيئاً أثمن من المال فهذا النوع من الحرامية (أعوذ بالله منهم) يظلم المستحق ويُعطي من لا يستحق(من تحت الطاولة) ، ربما لاعتبارات شخصية أو مصالح ضيقة، متجاهلاً بذلك معايير الكفاءة والاستحقاق فسرقة الفرص لا تقتصر على المجال المهني فقط، بل قد تشمل المنح وحتى الحظوظ التي تنبني عليها حياة الأشخاص فمثل هذه السرقات لا تحرم الأفراد من إنجازاتهم فحسب، بل تدمر أيضًا ثقتهم في المجتمع ومن حولهم، فتزرع في نفوسهم الإحباط والشعور بعدم العدالة.

ثم هناك نوع آخر من السرقة الخفية تلك التي تتعلق بالاستحقاقات المادية 🫵☝️أو المعنوية🫵☝️ التي يتم الاستيلاء عليها ليتم توزيعها بطرق غير عادلة ففي هذه الحالة، قد يُحرم شخص من مخصص يستحقه أو دعم مالي أو فرصة سفر أو دعوة لحضور مؤتمر، ليتم منحها لشخص آخر بسبب علاقات شخصية أو مقابل خدمات متبادلة وتندرج تحت هذا النوع من السرقة تلك الامتيازات التي تُصرف في سبيل مصالح ضيقة سواء كانت على شكل دعوة عشاء، أو حضور سهرة اوحفلة، أو حتى مجاملات سطحية تكون بمثابة رشوة غير مباشرة، لكنها في الواقع تسرق حقاً أصيلاً من مستحقه فهذه الأفعال تؤدي إلى تفاقم الفجوة بين الطبقات، وتنزع عن المجتمع نزاهته، وتكرّس شعور الظلم بين أفراده.

ليس الحرامي فقط من يسرق المال أو الممتلكات؛ بل هو أيضاً من يغتصب الحقوق ويختلس الآمال ويمارس الأذى النفسي والاجتماعي تحت غطاء من العلاقات الشخصية والمصالح المشتركة فعندما نرى مجتمعًا يقدّر العلاقات الشخصية والمصالح الضيقة على حساب الكفاءة والعدالة، فإننا نعيش في بيئة ينهب فيها الطموح وتُسرق فيها الفرص، وتتعرض القيم الأخلاقية للتآكل ويمكننا أن نقول بكل ثقة إن السرقة، بمعناها الحقيقي، تشمل كل تلك الأفعال التي تتعدى على حقوق الآخرين سواء كانت تلك الحقوق ظاهرة أو خفية، مادية أو معنوية، محسوسة أو غير محسوسة.

قد يعجبك ايضا