*فادي السمردلي يكتب: حين تتحول الولائم إلى مراكز لصنع القرار!*

*بقلم فادي زواد السمردلي* … 

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_أفعال_لا_أقوال*

☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️
لا نريد بأي حال من الأحوال أن تصبح الولائم والمناسبات الاجتماعية وسيلة للتأثير على القرارات الإدارية في أي منظومة، لأن وجود هذه الظاهرة يعني تحول العلاقات الشخصية والمجاملات إلى عوامل حاسمة في اتخاذ القرارات، بدلاً من اعتماد معايير الكفاءة والإنجاز. وهذا سيؤدي بلا شك إلى تراجع نزاهة العمل المؤسسي، وخلق بيئة غير عادلة تؤثر سلبًا على روح الفريق وأداء المؤسسة.

في حال أصبحت المجاملات والعلاقات الاجتماعية هي المعيار الأول في صنع القرار، فإننا سنواجه خللًا خطيرًا يهدد بيئة العمل، حيث سيتم تهميش الكفاءات، بينما يحصل الأقل كفاءة على فرص غير مستحقة فقط بسبب توافقهم مع المصالح الشخصية لأصحاب القرار وهذا سيؤدي إلى إضعاف العدالة التنظيمية، وزيادة الشعور بالإحباط لدى الأفراد الأكفاء، مما يدفعهم إلى البحث عن بيئات أكثر عدالة، وبالتالي استنزاف الموارد البشرية المتميزة.

إذا سمحنا لهذه الظاهرة بالاستمرار، فإن ذلك يعني فتح الباب أمام نوع من الفساد الإداري غير المباشر، الذي يصعب كشفه لكنه يترك آثارًا مدمرة على الأداء المؤسسي إذ ستتحول هذه الولائم إلى منصات لاتخاذ قرارات مصيرية بعيدًا عن الضوابط الرسمية، مما يقلل من الشفافية ويؤدي إلى اتخاذ قرارات ارتجالية قد لا تكون في مصلحة المؤسسة أو المجتمع.

كما أن ظهور هذه الظاهرة يعني استنزاف الموارد المالية على أمور غير ضرورية، بدلاً من توجيهها إلى تطوير بيئة العمل وتحفيز الموظفين وتعزيز قدراتهم فعندما تُخصص ميزانيات للولائم والتجمعات بدلاً من الاستثمار في تطوير وتحديث المنظومة فإن ذلك سيضر باستدامتها ويؤثر على قدرتها على اثبات نفسها.

الأخطر من ذلك أن القرارات الاستراتيجية قد تصبح رهينة لهذه التجمعات غير الرسمية، مما يهدد استقرار المنظومات ويجعلها عرضة للقرارات غير المدروسة، وهذا قد يؤدي إلى فوضى إدارية تضر بمستقبل المنظومة ككل.

لذلك، لا بد من اتخاذ إجراءات صارمة لمنع تأثير هذه الظاهرة، وذلك عبر:

1. وضع معايير تقييم واضحة ويجب أن تُبنى جميع القرارات على أسس مهنية بحتة، وليس على العلاقات الشخصية.
2. تعزيز ثقافة الأمانة في الأداء فلا بد أن يكون المصلحة العامة هو المعيار الأول في الترقيات واتخاذ القرارات.
3. توعية القيادات والأعضاء والموظفين بمخاطر المجاملات غير المهنية ومن الضروري نشر الوعي حول تأثير هذه الظاهرة عبر دورات تدريبية لتعزيز ثقافة النزاهة.
4. *إنشاء آليات رقابية فعالة وتطبيقهالضمان أن القرارات تُتخذ داخل الأطر الرسمية فقط، مع وجود لجان مراجعة حقيقية وليست شكلية.
5. الحد من استنزاف الموارد على الولائم غير الضرورية يجب وضع قيود على الإنفاق على المناسبات الاجتماعية، وتوجيه هذه الموارد إلى ما يخدم تطوير المؤسسة وأعضائها.

فإذا ظهرت هذه الظاهرة في اي منظومة عامة او خاصة سواء كانت سياسية، ااقتصادية، اجتماعية، او رياضية ، فإن ذلك سيؤدي إلى ضعف المنظومات وتراجع كفاءتها، مما يجعلها أقل قدرة على المنافسة والاستدامة أما في حال تم القضاء عليها واستبدالها بثقافة النزاهة والكفاءة، فإن ذلك سيخلق بيئة عادلة ومحفزة، تضمن اتخاذ قرارات صحيحة تخدم المصلحة العامة، وليس المصالح الشخصية فالإصلاح المؤسسي يبدأ من الداخل، ومن خلال تعزيز الشفافية والعدالة، يمكن بناء منظومة قوية وقادرة على تحقيق النجاح المستدام.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.