هوان الأمة العربية.. جرح ينزف في صمت

د. هاني محمود العدوان ….. 

 

“من يهن يسهل الهوان عليه، وما لجرح بميت إيلام”، بيت شعر خالد للشاعر العربي المتنبي، يختصر واقعاً مؤلماً تعيشه الأمة العربية اليوم. ففي ظل صمت دولي مخزٍ، يتواصل العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية والعربية، مخلفاً وراءه آلاف الشهداء والجرحى، ودماراً لا يوصف

لم يشهد التاريخ الحديث هواناً أشد مما تعانيه الأمة العربية في هذه الأيام، أمة عجزت عن حماية أطفالها ونسائها وشيوخها، وعجزت عن الدفاع عن أرضها وحدودها وسيادتها، فبينما تتواصل الاعتداءات الإسرائيلية يومياً، لا تحرك الدول العربية ساكناً، وكأنها فقدت القدرة على الفعل والتأثير

إن هذا الهوان ليس مجرد ضعف عسكري أو سياسي، بل هو أزمة هوية وقيم، أزمة فقدان للكرامة والعزة، وتخلٍ عن المسؤولية التاريخية تجاه الأجيال القادمة، فكيف لأمة تدعي أنها مهد الحضارات ومهوى الأفئدة أن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا الظلم الصارخ

إن ما يحدث في فلسطين، واعتداءات يوميه على دولنا العربية من قبل كيان محتل متغطرس ، ليس مجرد صراع على الأرض، بل هو صراع على الوجود والكرامة، إنه اختبار لإنسانيتنا وضميرنا، فهل سنظل صامتين أمام هذا الظلم

إن الأمة العربية اليوم أمام مفترق طرق، فإما أن تستعيد كرامتها وعزتها، وتنتفض دفاعاً عن حقوقها، وإما أن تستسلم للهوان والذل، وتصبح مجرد هامش في التاريخ
إن التاريخ لن يرحم أمة تخلت عن مسؤوليتها، وتركت أبناءها يواجهون مصيرهم وحدهم

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.