إلى دولة الرئيس : العويلية – ضحية الإهمال في قلب بيرين

د. هاني محمود العدوان  ……

 

في قلب بيرين الخضراء، حيث وهبها الخالق سحراً لا يضاهى، تنطلق اليوم صرخة مدوية، ليست مجرد شكوى عابرة، بل زلزال يهز الضمائر الحية، إنها أنين منطقة العويلية، الجوهرة التي تحولت إلى جرح غائر في جبين الوطن، هنا، حيث استثمرنا العمر والمال، وحيث ارتفعت بيوتنا شاهدة على أحلام باتت كوابيس، يتربص بنا واقع مرير صنعه صمت المسؤولين
شوارعنا ليست سوى طرق ترابية موحلة، تبتلعها السيول لتتحول إلى خنادق وعرة تعزلنا عن العالم، وتحرمنا حتى من أبسط الحقوق، الكهرباء، بعد نضال مرير، وصلت، لكن الماء، عصب الحياة، لا يزال وهماً بعيد المنال، ذريعة سخيفة تحرم عائلات بأكملها من حقها الإنساني الأساسي، بينما جيران على مرمى حجر ينعمون به، النفايات تتراكم، لا تجد من يحملها، فنضطر آسفين لحرقها، نسمم سماءنا وأجسادنا، حتى دفء الشتاء، الذي تحمله لنا قارورة الغاز، يعجز عن الوصول عبر طرقنا الوعرة
عشرات النداءات أطلقناها نحو بلدية بيرين، قوبلت بابتسامات ووعود جوفاء ، لكن الواقع يزداد قتامة، والحجة جاهزة دائماً، “لا توجد مخصصات مالية”
ثلاث سنوات من الصبر المرير، لكن إلى متى سيستمر هذا التجاهل الذي يمزق نسيجنا الاجتماعي، ويحول جيران الأمس إلى خصوم بسبب غبار طرق لم تُعبد

أيها المسؤولون، أليس من حق المواطن الذي وثق بكم ودفع مستحقات دولته أن يُعامل بشفافية ووضوح، لماذا تستوفى منا رسوم التراخيص وعوائد التنظيم كاملة دون أن نرى لها أثراً على أرض الواقع، أين تذهب هذه الأموال، وما جدوى مؤسسة اسمها البلدية إذا لم تخدم أهلها وتطور أرضها
العويلية، بجمالها الفتان، تستحق أن تكون فخراً لا وصمة عار، نناشدكم، يا اصحاب القرار، ويا أصحاب الضمائر الحية في وسائل الإعلام ،أن تنظروا بأعينكم إلى هذا الظلم الصارخ، أن تلمسوا بأنفسكم حجم المعاناة التي نكابدها
إنها ليست مجرد مطالب، بل صرخة أمل أخيرة، ننتظر منكم أن تحولوها إلى واقع حي، وأن تعيدوا لهذه الأرض المنكوبة حقها في الحياة الكريمة

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.