الملكة تفوّقت على الحكومة

بقلم الاعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي…….

هذا مش رأي سياسي، ولا تحليل اقتصادي هاي شهادة من رجل جرّب الطبخة… ومش قرأ عنها في تقرير.

كنت ناوي أطلع مع العيلة مشوار… مش مشوار على مطعم سياحي ولا فندق خمس نجوم يحتكر شواطئ البحر في العقبة او بالبحر الميت وبيدفعنا دخوليات على كل فرد 30 دينار أردني .
شطحة باللهجة الاردنية و “سيران” زي ما بيحكوا إخوتنا الشوام.
شطحة أو سيران فيه بطاطا مقلية بزيت نظيف، وريحة زعتر أخضر،
وميه من زير وقلة فخارية مش من مصنع مفلتر بمواد كيماوية .

لقينا دار… مش فندق، دار ست سلطية نشمية اسمها ؛ميسر الحياري ؛ هاي النشمية مش حاملة دكتوراه في السياحة او الإدارة ولكنها عندها دار كانت أدفى من كل فنادق البلد.
طبختلنا من قلبها قبل ما تطبخ من يديها،
وخلّت بناتها وجاراتها يساعدوها،
مش شغل عندها… شغل معها
بيشتغلوا، وبياكلوا من تعبهم، وبيعيشوا معها بكرامتهم من خلال المياومات .

وإجت الملكة.وزارتها مش بموكب ولا ببروتوكولات ولكنها إجت امرأة تشوف امرأة وتتفقد أحوالها،وقعدت معها وأكلت من أكلها ، وسألتها: شو ناقصك؟
مش عشان تتصور وتنشر على وسائل الإعلام، لا وألف لا ، كانت زيارتها لها بس لأنها كانت ناوية تعطي حياة فيها روح .

ومن يومها…
صارت الدار محطة، ناس ورا ناس وحجوزات على التلفونات وعلى وسائل التواصل الاجتماعي ، لأن الناس كانوا
ياكلوا خبز مدعوم بالمحبة والكرامة والنخوة الأردنية .

والمشهد تكرّر مع “فريال الكوفحي ” في أم قيس،
نفس القصة وفيها نفس الضحكة، نفس الصورة، نفس الدعم من خلال الزيارة .

أنا ما كنت بدي أكتب عن سياسة،
ولا أمدح ملكة.
بس لما أشوف صورة إلها معلّقة على جدار بسيط،
بحس إنو الأردن لسا بخير.

الملكة ما أعطتهم مال… أعطتهم معنى وحياة في روح .
ولما يكون للناس معنى… بصير للبلد مستقبل.
فيا حكومة…
تعالي خدي درس ، مش من هارفارد ولا كامبرج بس خذوا الدرس من زيارات وغايات الملكة وأهدافها ومن النماذج التي تقدمها في زياراتها، واعملوا مشاريع التخرج لوزرائكم في دار الحاجة ،،ميسر الحياري والحاجة فريال الكوفحي ،،
بلا معونة وطنية من وزارة التنمية الاجتماعية لا تطعم ولا تسمن ولا قروض بنكية تطرح البركة بالحياة البشرية وإنما حياة فيها معنى وروح وإنسانية .

قد يعجبك ايضا