حفلات البتراء ووادي رم
بقلم الاعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي……..
بادئ ذي بدء أود أن اصلي واسلم على رسول الله في هذه الأيام المباركة وأن اقول للحجاج سلفا حجا مبرورا وسعيا مشكورا .
كذلك أود أن اهنئ الأردن والشعب وجلالة الملك والأسرة الهاشمية الأردنية بعيد الاستقلال أل 79 .
والله العظيم إنني لستُ ممن ينكرون على الناس فرحهم، ولا ممن يعادون البهجة إذا لبست ثوب الوقار، وتزيّنت بحُليّ الحياء، بل إني أرى في الفرح إذا ما انبعث من صميم الروح، غذاءً للقلب، ودواءً للنفس الكليلة.
ولكن ما شهدته صحراء ووادي رم الذهبية ومدينة البتراء، تلك الصخرة التي نُقش على جنباتها التاريخ، وارتفعت فيها أعمدة الحضارة، لا يُشبه الفرح، ولا يمتّ بصلة إلى الاحتفال بمعاني الاستقلال ولا مجد الأجداد.
أَحفلةٌ هذه تُقام في رحاب التاريخ وبهذا التقويم المكًي للأشهر الحُرِمي ، ثم لا يُسمع فيها صوت يلبي ولا دحية أو سامر وطني؟
أَموعدٌ مع المجد، ثم لا نرى فيه أبناء الجمع الأكبر من وطني ، ولا نسمع فيه ترانيم الدحية، ولا أنغام الربابة؟
أهذا استقلال نُحييه، أم انفصال نُرسّخه بيننا وبين هويتنا وأخلاقنا وديانتينا ؟!
والله، إن الكرامة لا تُشترى، وإن القيم لا تُؤخذ على سبيل التسلية، وإن احترام المكان يستوجب احترام الزمان والمناسبة والإنسان.
فيا من نظّم الحفل، ويا من حضره، تذكّروا أن في البتراء أرواحًا خالدة، وأجدادًا ما زالت أسماؤهم محفورة على الصخر، فلا تُسفّهوا تاريخنا في لحظة لهو، ولا تُضيّعوا شرف المناسبة لأجل لحظة طرب!
وهل أن عجز إدارة سلطة البتراء في جلب السياحة الخارجية والداخلية يبيح للإدارة أن تحول أرض البتراء إلى ساحة رقص ومجون وكأننا في ملهى ليلي ، وإذا كان كذلك فلماذا لا يستقدمون مضيفات روسيات واوكرانيا كما يجري بالملاهي اللا أخلاقية الليلة
والله أنتي لا أدعو إلى الكآبة، ولكنني أدعو إلى الفرح الشريف، والاحتفال النبيل، الذي يُشبهنا نحن العرب، أبناء المجد والحضارة، لا من يُقايضون الهوية بالأضواء، ولا من يخلطون بين الانفتاح والانفلات.”
الله لا يسامحكم يا من عاقرتموها وشربتموها وجانبتموها وأقول لكم : إن فشلكم بالإدارة لن ينجحكم من خلال التخلي عن القيم والأخلاق التي تعلمتموها من كبار عشائركم وقراكم ومدننكم .
الله لا يسامحكم .