*فادي السمردلي يكتب: تهجين ألأداء ألحزبي يضعفها، فالحزب كيان سياسي وليس نشاطً استعراضيً*
*بقلم فادي زواد السمردلي* ……
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️
الحزب السياسي يجب أن لا يكون كيانا هجيناً بلا ملامح، يقفز مرة في السياسة بخجل، وأخرى في الخدمة المجتمعية، وثالثة في الرياضة، ورابعة في العمل الخيري، حتى يصبح بلا شكل ومهام فتضيع ثقة الناس به، فالحزب السياسي الحقيقي ، عليه أن يثبت في موقعه الطبيعي ككيان سياسي فاعل وفي قلب الحدث ، لا في الظل والزوايا المظلمة، والمناطق الرمادية وبلا مسؤولية ويُراوغ بلا حساب لإنّ من يُمارس العمل الحزبي ويتجنّب السياسة ويضعها في آخر سلم اهدافة، كمن يعلن الحرب دون نية القتال. وهذا انحراف لا يُمكن القبول به ولا تبريره.
الحزب السياسي يجب ان لا يكون مشروعا خدماتيا بواحهة سياسية ، ولا فريق علاقات عامة يخنبئ خلف ااشعارات ، ولا تجمعاً موسمياً انتخابيا يختفي بعد الانتخابات فإذا كانت السياسة عبئاً عليه ، فليغادر الساحة بدلا من اارقص والتطبيل ، لأنّ العمل السياسي لا يتحمل ازدواجية الهوية أو ترهلًا في المواقف أو مواربة النية فالسياسة للحزب هي الجوهر، والمركز، والبوصلة وكل ما عداها قد يكون مكملاً، لكنه لا يمكن أن يتحول إلى البديل أو الأصل أو الغاية.
بعض من يطلقون على أنفسهم أحزاباً سياسية يقومون بتفريغ السياسة من معناها، وتحويلها إلى نشاط جانبي، هامشي، يُذكر في البيانات الاستعراضية ويُقصى من البرامج الفعلية، ويُستحضر في الخطابات لكنه يُغيب في الواقع فهذا السلوك هو تشويه لمفهوم الحزب السياسي الذي يُفترض أن يتقدم صفوف النقاش العام، يُشخص التحديات، ويطرح البدائل، ويخاطب العقول، لا أن يُجامل ويُساير ويُداري الجميع خشية فقدان تأييد هش أو جمهور عابر.
الفكرة بسيطة لكنها حاسمة فإذا لم يكن الحزب السياسي معنياً بالفعل السياسي، وإذا لم يكن مستعداً للانخراط في إنتاج الأفكار والبرامج، وصياغة المواقف، وخوض النقاشات، والتأثير في القرار، فما هو دوره إذًا؟ وما الحاجة إلى وجوده؟ فالكيانات التي تصف نفسها بالأحزاب لكنها لا تمارس السياسة أو تدعي ممارستها هي كيانات وظيفتها تشويش المشهد، لا إثراؤه، وهي عقبة أمام نضج تجربة التحديث لا أداة لبنائها.
لقد آن الأوان لوضع حد لهذا الانفلات المفاهيمي وعلى الحزب السياسي أن يحدد موقعه من السياسة بلا مواربة إما أن يكون في صلبها، يعيشها، يمارسها، يتقن أدواتها، ويقبل تبعاتها، أو أن يتراجع ويترك الميدان لأصحاب الرؤية والموقف فلا مكان لحزب يُخفي السياسة في جيبه، ويتحدث عنها “رفع عتب”، أو يعاملها كديكور في مشهد دعائي فارغ.
اقول إن الحزب السياسي، إن لم يكن راسخاً في السياسة، متجذراً فيها، فإنه يصبح جسداً بلا قلب، اسماً بلا مضمون، وشكلاً بلا أثر فإما أن يكون واضح الهوية، ثابت الموقع، أو أن يتلاشى في الهامش كما تتلاشى كل الكائنات التي لم تعرف ماهيتها.