*فادي السمردلي يكتب: رسالة إلى الأمناء العامين للأحزاب وقياداتها واجباتكم ومسؤولياتكم الوطنية والتاريخية تقتضي الحفاظ على الأردن وهويته الوطنية الأردنية.*
*بقلم فادي زواد السمردلي* …..
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
*إلى السادة أمناء عام الأحزاب الأردنية الكرام* ،
تواجه المملكة الأردنية الهاشمية في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخها تحديات متزايدة على الأصعدة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، مما يضع على عاتقكم كقيادات حزبية مسؤولية جسيمة تستوجب منكم التفاني والعمل المتواصل من أجل خدمة هذا الوطن والحفاظ على وحدته وهويته الوطنية الأردنية فإن مسؤولياتكم تتخطى البرامج الحزبية الضيقة لتشمل دورًا وطنيًا أسمى، يفرض عليكم واجبات ملحة لا تحتمل التأجيل أو الإهمال، في سبيل صون استقرار الأردن وتعزيز هويته المتجذرة.
*أولاً: واجب تعزيز الهوية الوطنية الأردنية وترسيخ الانتماء*
إن مسؤوليتكم تتطلب تأكيد الهوية الوطنية الأردنية وتجذير روح الانتماء للوطن وللقيادة الهاشمية الراسخة ومن الواجب عليكم كقيادات سياسية السعي إلى توعية المواطنين، وخاصة الأجيال الشابة، بأهمية التمسك بالهوية الوطنية وتعزيز الولاء للوطن بوصفه القاسم المشترك الذي يجمع الأردنيين فدوركم يتعدى مجرد العمل الحزبي الصوري، ليشمل دعم جهود الدولة في ترسيخ المبادئ الوطنية وقيم الولاء والانتماء التي تحمي الوطن من مخاطر التفرقة والانقسام لأن الهوية الأردنية هي الأساس المتين الذي يقوم عليه تماسك المجتمع، وتقع على عاتقكم مهمة الدفاع عن هذه الهوية من خلال بناء جسور التواصل وتعزيز التلاحم بين مختلف فئات المجتمع.
*ثانيا: مسؤولية المشاركة الفاعلة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية*
إن التحديات الاقتصادية التي يواجهها الأردن تتطلب منكم واجبًا كبيرًا يتمثل في المشاركة الفعّالة والمخلصة لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فالوطن بحاجة إلى جهود موحدة تستهدف تحسين معيشة المواطنين وتعزيز الاستقرار الاقتصادي ومن مسؤولياتكم طرح برامج وخطط قابلة للتنفيذ تركز على دعم الاقتصاد الوطني، وخلق فرص عمل، وتحفيز الاستثمار، وتقديم حلول عملية لمشكلات البطالة والفقر وتقع على عاتقكم ايضا مسؤولية دعم مسيرة التنمية المستدامة التي تضع مصلحة المواطن الأردني في صلب الاهتمامات، وذلك من خلال التعاون مع جميع الجهات المعنية ووضع البرامج التي تلبي احتياجات المجتمع.
**ثالثًا: تحفيز الشباب وتمكينهم من المشاركة في الحياة العامة**
يجب التأكيد، منذ البداية، على ضرورة عدم استغلال الشباب لمجرد الظهور الإعلامي أو استخدامهم في صور دعائية هنا وهناك فالشباب ليسوا وسيلة للتجميل الإعلامي، بل هم طاقة وطنية ينبغي توظيفها في مسارات حقيقية وفاعلة ومن هذا المنطلق، فإن المسؤولية تقع على عاتق القيادات الحزبية لتحمل عبىء استنهاض همم الشباب الأردني، وتوجيههم نحو المشاركة الجادة والبنّاءة في خدمة الوطن فالشباب هم عماد مستقبل الأردن، وركيزة أساسية في نهضته وتقدمه.
لذلك، من واجبكم تكثيف الجهود لتوعيتهم بأهمية دورهم في المجتمع، والعمل على توفير الفرص الكافية لهم للانخراط في العمل السياسي والاجتماعي، ليكونوا شركاء فعليين في عملية صنع القرار كما أن من الضروري تقديم برامج نوعية تمكّن الشباب من التعبير عن آرائهم وأفكارهم بطريقة إيجابية وبنّاءة، ومساعدتهم على الابتعاد عن الفكر المتطرف أو النزعات الانعزالية، بما يسهم في تعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة الفاعلة.
*رابعا: تقديم مصلحة الوطن فوق أي اعتبارات حزبية*
إن التحديات الراهنة تتطلب منكم التزامًا لا يتزعزع بأن تكون مصلحة الوطن العليا هي الهدف الذي يعلو فوق كل اعتبارات حزبية أو شخصية فالأمانة التي تحملونها تفرض عليكم الترفع عن المناكفات السياسية التي لا تعود بالفائدة على الوطن والمواطن، والعمل مع جميع القوى الوطنية بما يعزز استقرار الأردن ويحمي مصالحه العليا لإنّ دوركم يقتضي منكم التحلي بالحكمة والمرونة، وتوحيد جهود الأحزاب في إطار شراكة وطنية حقيقية تدفع باتجاه تحقيق الأهداف الكبرى للوطن.
*ختامًا: مسؤولية بناء الثقة بين الأحزاب والمجتمع*
وأخيرًا، فإن من واجبكم العمل على بناء جسور الثقة بين الأحزاب والمجتمع الأردني، من خلال تعزيز مصداقيتكم وتقديم نموذج إيجابي للعمل الحزبي البنّاء لإن الثقة المتبادلة بين المواطنين والأحزاب هي عنصر جوهري لتحقيق التلاحم الوطني بين الاردنيين وتوحيد الجهود من أجل مستقبل مشرق للأردن ويتحقق ذلك عبر الوضوح والشفافية في الطرح، والإخلاص في الأداء، وتقديم مصالح الوطن على كل ما سواها، وهو ما يتطلب منكم تقديم مثال يحتذى به للقيادة السياسية.
إن واجباتكم الوطنية هي مسؤولية جسيمة يجب أن تلتزموا بها بكل صدق وإخلاص، لأن مستقبل الأردن وأمنه واستقراره يعتمد على جهودكم ووفائكم لهذه الأمانة العظيمة.