أنجلينا جولي تكمل عامها الخمسين بمسيرة فنية وإنسانية زاخرة

شبكة الشرق الأوسط نيوز : مقابل كل شخص معجب بأنجلينا جولي، يوجد شخص آخر مستاء منها على ما يبدو. يمكن لأي شخص أن يقول ما يشاء عن نجمة هوليوود الشهيرة، لكن ما لا يمكن إنكاره أنه بينما تروج نظيراتها من المشاهير لمنتجات التجميل وتنشرن صور حفلاتهن على مواقع التواصل الاجتماعي، تستخدم جولي صوتها للدفاع عن فقراء العالم ومحروميه.
تكمل جولي عامها الخمسين غدا الأربعاء، مخلفة وراءها سيرة مهنية وإنسانية زاخرة جعلتها في مقدمة مصاف المشاهير الناشطين في المجال الحقوقي في العالم.
تمتعت منذ نعومة أظفارها بالموهبة وحسن المظهر والامتيازات؛ فوالدتها التي ورثت منها بوضوح ملامح وجهها هي الممثلة مارشلين برتراند، ووالدها هو جون فويت الحائز على جائزة الأوسكار، ووالداها الروحيان هما الممثلة البريطانية جاكلين بيسيت والممثل السويسري-النمساوي ماكسيميليان شيل. فكيف لا يمكنها أن تصبح هي أيضا ممثلة؟ لكن الشابة التي حملت اسم أنجلينا جولي فويت لم ترغب أبدا في أن تعرف بوالدها، لذلك تخلت ببساطة عن اسم عائلتها.
ومع ذلك، لم تبدأ جولي مسيرتها الفنية بصورة سلسلة، فقد عانت ابنة الوالدين المطلقين من مشكلات نفسية تمثلت في إيذاء النفس واضطرابات في الأكل وأفكار انتحارية.
ورغم ذلك تمكنت جولي من تحقيق انطلاقتها الفنية من خلال تجسيدها لامرأتين مضطربتين نفسيا: في فيلم «جيا» جسدت جولي دور عارضة الأزياء جيا كارانجي مدمنة الهيروين، والتي توفيت بسبب إصابتها بالإيدز. وبعد عام جسدت دور ليزا صاحبة الشخصية السيكوباتية في فيلم «فتاة قوطعت»، والذي فازت عنه بجائزة أوسكار. ومنذ ذلك الحين، أصبحت جولي قادرة على انتقاء أدوارها. وكانت ترتكب أخطاء أحيانا، لكن ذلك لم يؤثر على شهرتها.
بالطبع كان لعلاقتها بنجم هوليوود براد بيت – المعروفة إعلاميا باسم «برانجلينا» – تأثير في هذه الشهرة. يكره البعض جولي لأنها – كما يزعم – تسببت في انفصال ثنائي الأحلام في هوليوود، بيت وجينيفر أنيستون، وذلك أثناء مشاركتها بيت بطولة فيلم «السيد والسيدة سميث». وربما وجد بيت مع جولي السعادة العائلية التي كان يتمناها: لديهما ستة أطفال، ثلاثة منهم بالتبني. ويبدو أن الابن الأكبر قد منح والدته الاستقرار الذي تحتاجه، حيث قالت ذات مرة: «كنت أعلم أن مسؤولية مادوكس لن تسمح لي أبدا بتدمير نفسي مرة أخرى».
استمرت علاقة جولي مع بيت لأكثر من عشر سنوات، ولكنها تقدمت جولي بطلب الطلاق. وتم الانتهاء من التسوية بين ثنائي الأحلام الهوليوودي السابق قبل بضعة أشهر فقط. علاوة على ذلك، بدا أن ابنتها شيلوه جولي-بيت العام الماضي معرضة عن والدها: ففي عيد ميلادها الثامن عشر تقدمت بطلب بعدم حمل اسمه مستقبلا.
ويبدو أن جولي لا تكتفي بكونها نجمة سينمائية ورمز للإثارة وزوجة وأم، حيـــــــث قررت أيضا اقتحام مجال الإخراج، ونال فيلمها «غير مكسور» (2014) إشادة النقاد، وأعقبته بفيلم «بجوار البحر» (2015) الذي أدت فيه أيضا مع بيت دور عاشقين، لكنه فشل فشلا ذريعا. وفي فيلم «أولا قتلوا أبي» (2017) سلطت جولي الضوء على مجازر الخمير الحمر في كمبوديا، وقد رشح هذا الفيلم لــــــجائزة جولدن جلوب وجائزة الفيلم البريطاني (بافتا).
أما كممثلة فقد حظيت جولي مؤخرا بحفاوة لتجسيدها دور أسطورة الأوبرا العالمية ماريا كالاس، حيث وصفه النقاد بأنه أحد أقوى أدوارها في مسيرتها الفنية.
وبعيدا عن هوليوود، تعمل جولي أيضا سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة لشؤون اللاجئين. ودأبت جولي على مدار أكثر من عقدين على لفت الانتباه لقضايا اللاجئين وجمع التــــــبرعات لأغراض إنسانية، وخاصة للتعليم وحقوق المرأة وحماية اللاجئين. وتحدثت جولي عدة مرات في مجلس الأمن الدولي وفي القاعة الكبرى للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ونجحت جولي مرارا عبر نشاطها الحقوقي والإنساني في جمع تبرعات كبيرة إلى خزائن المنظمات الدولية. وكثيرا ما استغلت جولي شهرتها لتسليط الضوء على قضايا دولية. ويمكن لأي شخص يزور صفحتها على إنستغرام العثور على معلومات حول حقوق المرأة في إيران، أو مشاهدتها مع لاجئين سودانيين في تشاد، أو الاطلاع على مناقشتها للتداعيات طويلة المدى لحقب الاستعمار. ويبدو أن جولي تكرس طاقتها الآن أكثر من أي وقت مضى للمشاريع التي تركز على المغزى الإنساني وليس على الشهرة.
وأثبــــــتت جولي قدرتها على رفع مستوى الوعي بقضايا صحية، عندما خضعت لعملية استئصال ثدييها ومبيضيها كإجراء احترازي، حيث كانت تخشى من وجود استعداد وراثي لديها للإصابة بالسرطان بعد أن توفيت جدتها وعمتها ووالدتها بسبب السرطان. وجعلت جولي من نفسها قدوة للعديد من النساء عبر مصارحـــــتها الرأي العام بشأن الجراحة الوقائية التي خــــــضعت لها.

المصدر : د ب أ

قد يعجبك ايضا