من لهذا ؟! وأنا أضمن له الجنة…
طوفان الجنيد …..
هكذا نادى المصطفى صلواتُ الله عليه وآله يوم غزوة الخندق على من كان معه من الجيش، وكان فيهم معظم الصحابة وقادة الجيش، عندما استطاع أكبر فرسان المشركين عمرو بن عبد ودّ أن يجتاز الخندق بجواده، ويستفزّ رسول الله ﷺ ويطلب المبارزة.
عندها قال الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله لمن معه من الصحابة:
“من لهذا ؟! وأنا أضمن له الجنة!”
وردّدها ثلاثًا، وفي كل مرة ينبري عليٌّ عليه السلام ويقول: “أنا له يا رسول الله.”
لكنّ رسول الله لم يجد استجابة من بقية الصحابة، لمعرفتهم بقوة عمرو وشجاعته وفروسيّته، فقال أخيرًا:
“قم له يا علي.”
فقام الكرّار إليه، وبيده سيف ذو الفقار، وتبادل معه الضربات.
لكن عدوَّ الله عمرو، وقد أحسّ بقوة عليٍّ عليه السلام، أسرع إلى الاحتماء خلف شجرة عظيمة ليتترّس بها، لكن الكرّار حمل عليه، وهلل وكبّر، ثم ضربه الضربة القاضية التي شقّ بها الشجرة وعدوَّ الله إلى نصفين!
فضجّ المعسكر بالتكبير والتهليل، وفرّ جيش الكفر مدبرًا مذعورًا.
فهل نستطيع أن نُسقِط تلك الواقعة العظيمة على ما يحصل اليوم من مواجهة مع رأس الشر ومنبع الإجرام الصهيوأمريكي؟
نعم، وكأن الزمن يعيد نفسه!
منذ بداية معركة طوفان الأقصى، ورأس الإجرام والاستكبار العالمي يعيث في الأرض فسادًا، ويرتكب المجازر والمذابح والإبادات الجماعية في أهل غزة، ويعتدي ويغتال ويستفزّ البلدان العربية، وينتهك السيادات، ويقصف المدنيين في غزة وبعض الدول العربية والإسلامية، في عنجهيّة وغطرسة لم يسبق لها مثيل، على مرأى ومسمع من الأنظمة العربية والإسلامية، التي لم يتجرأ أحدٌ منها على إيقافه أو التصدي لغطرسته.
بل إن بعضهم تآمر معه، ودعمه بالمال والسلاح، وشارك في الجرائم والانتهاكات والحصار، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، مطبّعين معه، متفرجين عليه، ومتيقّنين من قوته، ومعتقدين أن الغلبة ستكون له حتمًا!
لكن… محور حيدر كان له كلامٌ آخر.
وقال كما قال مولانا الإمام عليٌّ عليه السلام:
“أنا له يا رسول الله.”
فشكّل جبهة مقاومة إسنادية واحدة مع غزة، تمتدّ من طهران إلى اليمن، ومن جنوب لبنان إلى الحشد الشعبي في العراق، إلى كتائب القسام وسائر فصائل المقاومة في غزة.
ونازلوا ذلك العدو الصهيوأمريكي المجرم، وقدموا التضحيات الجسيمة، ووجّهوا إليه الضربات الحيدرية الموجعة، وذادوا عن حِمى الدين، والإسلام، والعِرض، والكرامة، وشرف الأمة.
ولكم في جبهة اليمن، وحيدرها الكرار،حيدر العصر، قائد معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي (سلامُ الله عليه)، خيرُ شاهدٍ ودليل، لا يسعنا أن نسرد أحداثها في هذا السياق، كما تابعتم وعايشتم ملحمة حزب الله وتضحياته وإبلاؤه الحسن في الميدان، وكذلك الحشد الشعبي، وبسالتهم، وصمود وبأس المقاومة الفلسطينية في غزة هاشم.
وما تزال المعركة مستمرة…
ثابتة ثبوت الرواسي الشامخات.
وها أنتم اليوم مع القائد الكرّار الحيدري، آية الله العظمى السيد علي الخامنئي (سلام الله عليه)، قائد عمليات الوعد الصادق:
الأولى،
والثانية،
والثالثة، التي نعيش أحداثها في هذا اليوم،
وما تلقّاه فيها عدوُّ الله من ضرباتٍ حيدريةٍ مباركة، وقاصمة، ودرّوس تأديبية هي الأقسى منذ نشأة هذا الكيان السرطاني.
وفي الختام،
وفي هذه الأيام المباركة، في ظلّ غدير الولاء، لا يسعنا إلا أن نشمخ برؤوسنا عالية، ونصرخ بها مدوّيةً في وجه العالم كلّه:
اللهم إنّا نتولاك، ونتولّى رسولك، ونتولّى الإمام علي، ونتولّى أعلام الهُدى من آل بيتك المصطفى، صلوات الله عليهم أجمعين، ونتبرأ إليك من أعدائك، وأعداء رسولك، وأعداء الإمام علي، وأعداء أعلام الهدى من آل المصطفى.
نحيا ونموت ونُبعث على هذا الولاء.
#نصرٌ_من_الله_وفتحٌ_قريب
#الوعد_الصادق_3
#لستم_وحدكم