*فادي السمردلي يكتب: المأجور اذا أبوه ضرب أمه فالأردن هو المسؤول! الى أي قاع انحدرتم إليه ؟!*

*بقلم: فادي زواد السمردلي*  .. ..

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️

في عصر انقلبت فيه المعايير، وأصبح فيه التافهون أصحاب رأي، والمتسكعون على قارعة الفشل “محللون” يوزّعون الأحكام كأنهم أنبياء زمانهم… يظهر لك كائن مستهلك مريض نفسيًا وعقليًا، ليصرخ من خلف شاشة جواله: “الأردن السبب!”
نعم، هكذا دون تمهيد، دون منطق، دون ذرة خجل أو عقل، فقط تفريغ لحقده المزمن، وكأن الوطن هو صنبور الماء الذي يغسل أوساخه الداخلية.

يستيقظ أحدهم من نوم ثقيل بعد سهرة خالية من أي قيمة يفتح عينيه على زوجة لم تعد تطيقه، وأطفال يتمنون ألا يعود، وفشل متراكم منذ سنوات، ثم بقدرة قادر يتذكر فجأة أن “كل مشاكله سببها الأردن!”
يا للعجب! الوطن أصبح سوطًا يجلد به الإنسان نفسه ليتهرب من مسؤوليته، بل أصبح شمّاعة رسمية تُعلّق عليها كل خيبة، كل طعنة، كل عقدة، من أول فتور في العلاقة الزوجية إلى آخر فاتورة كهرباء غير مدفوعة.

هل الأردن هو من جعلك عاجزًا عن بناء نفسك؟
هل الأردن هو من حطّم علاقتك بأهلك؟
هل الأردن هو من خذلك أم أنك خذلت نفسك منذ زمن بعيد، والآن لا تملك الشجاعة لتقف أمام المرآة وتقول: “أنا السبب”؟

الأردن، بالنسبة لهؤلاء، صار بمثابة “كيس الملاكمة” الذي يتدربون عليه في كل نوبة غضب.
– تأخر عن عمله؟ “الاردن ما فيها نظام!”
– صديقه خانه؟ “العدالة غايبة، الاردن السبب!”
– زوجته تركته؟ “الوضع متردي، الاردن خربانة!”
– مصروفه خلص؟ “الفساد واصل للركب!”
والمضحك، أن هذا النمط من البشر غالبًا لم يعمل يومًا واحدًا بجد، لم يساهم في بناء حائط واحد، ولا زرع شجرة، ولا حتى احترم إشارة مرور.

هؤلاء لا يعارضون من أجل مبدأ، بل لأنهم مفلسون من الداخل. يصرخون في وجه الاردن لأنه المكان الوحيد الذي يصبر عليهم، تمامًا كما تصبر الأم على ابنها العاق رغم كل ما يرتكبه من حماقات.

ويبلغ العبث ذروته حين يدخل أحدهم في نوبة “تحليل سياسي” بعد أن شاهد مقطعًا على “تيك توك”، ويبدأ بسرد نظريات مؤامرة يشيب لها الولدان، يقسم فيها أن الأردن متورط في كل ما يحدث على سطح الكوكب:
– تساقطت أمطار غزيرة؟ أكيد الأردن له يد.
– أزمة اقتصادية في أقصى الأرض؟ الأردن سببها.
– تعطلت آلة القهوة؟ الاردن سيئة!
– توتر في بيته؟ لا حرية ولا كرامة… الأردن!

وكأن الأردن ساحر شرير، يخرج ليلاً ليعكّر صفو حياة كل من قرر أن يبقى فاشلًا وخائنا ، ويبيت اليوم التالي على شتيمة و”ستوري” درامي على إنستغرام.

يا هؤلاء، لن نجاملكم.
كفى عبثًا، كفى لعب دور الضحية، كفى دجلًا.
أنتم لا تريدون إصلاحًا ولا عدالة، أنتم فقط تريدون فتحة تصريف لسمومكم النفسية، تريدون حائطًا تبكون عليه وتشتمونه في الوقت ذاته.

لو كان فيكم ذرة شرف، لبدأتم بتعديل أنفسكم قبل الحديث عن تعديل الأوطان.
لو كان فيكم ذرة شجاعة، لنظرتم في وجوه آبائكم الذين أهملوكم، وفي أيديكم التي عجزت عن صناعة فرق، وفي قلوبكم التي مات فيها الإحساس بالانتماء.

إن الوطن الذي تعيبونه، ما زال يفتح لكم الأبواب.
ما زال يقدّم لكم الأمن رغم صراخكم.
ما زال يصمت على حقدكم، ويمسح عنكم لعاب الغضب، ويحميكم وأنتم تلعنونه.

لكن للصبر حدود، وللتهريج نهاية.
فالوطن لا يُلعن لأنه ضيّق، بل يُصلَح لأنه بيت الجميع.
والوطن لا يُشتم لأنه متعب، بل يُحترم لأنه الباقي الوحيد حين يخذلك الجميع.

افهموا، للمرة الألف:
الأردن ليس عدّوكم.
عدوكم هو أنتم… أنتم الذين فشلتم أن تكونوا شيئًا، فقررتم أن تشتموا كل شيء لانكم أذناب الخارج.
فأنتم يا أذناب الخارج عنوان لا يملك من الطهارة شيء
ولا تملكون الا حقارة توزعونها هنا وهناك انتم يا من تريدون من الاردن الانتحار لتحقيق أفكاركم الدنيئة واجنداتكم الوضيعة كوضاعة اصلكم الذي لا يكشفه ايةفحص لDNA
اقول لكم نعم اقول لكم
:سنحكم “سيبقى الاردن 🇯🇴 صامدا بهمة الشرفاء لعنكم الله حتى يوم الدين.

الكاتب من الأردن

قد يعجبك ايضا