*فادي السمردلي يكتب: قيادة الفاشل وصفة أكيدة للفوضى والانهيار*

*بقلم فادي زواد السمردلي*  ….

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

حين يُترك الحصان خلف العربة، لا تتوقع أن تتحرك القافلة وعندما يُسمح للفاشل بأن يتصدر المشهد، فانتظر الفوضى، وتهيأ للانهيار هذه ليست مبالغة، بل خلاصة تجارب وشواهد لا تُعد ولا تُحصى لأن الفاشل، بطبيعته، لا يبني، ولا يطوّر، ولا يصنع أملًا… هو ببساطة مشروع هدم متنقّل همه نفسه اولا واخيرا.

القيادة مسؤولية ثقيلة لا تتحمّل المجاملات ولا تقبل العواطف. لا يكفي أن يكون الشخص “ابن عائلة”، أو “محبوب”، أو “صاحب نوايا طيبة”. لأن النوايا لا تدير مؤسسات، ولا تصنع مجدًا. فالفاشل، حتى ولو حمل ألف لقب، يبقى فاشلًا إن عجز عن تحقيق نتيجة واحدة تنفع الناس، أو اتّخذ قرارًا واحدًا يغيّر الواقع نحو الأفضل.

والكارثة الكبرى حين يتحول الفاشل من عالة على نفسه، إلى كارثة على غيره فيصبح عبئًا عامًا يستنزف الجهد، ويحرق الوقت، ويهدر الفرص فكيف لا، وهو لا يعرف إلى أين يقود من معه؟ لا يرى إلا ضبابًا، ويتحدث عن المستقبل وكأنه نبوءة غامضة، بينما في الواقع لا يستطيع حتى إدارة حاضره المترنّح.

الفاشل يتفنن في التبرير، ويتقن تعليق الإخفاق على غيره الظروف، الناس، الحظ، المؤامرات… كل شيء يتآمر عليه إلا هو فلا يعترف، لا يتعلم، لا يعتذر. ينزف الأخطاء واحدة تلو الأخرى، ومع ذلك يتقدّم الصفوف بكل ثقة مصطنعة فيصنع قرارات مرتجلة، يزرع الخوف في من حوله، ويخنق الإبداع لأنه لا يراه ولا يفهمه والمؤلم وما يؤلمنا أن البعض يصفّق له، ويجمّله، ويزيف الواقع من أجله.

القيادة الحقيقية لا تحتاج إلى صوت عالٍ أو حضور مسرحي، بل إلى عقل راجح، رؤية واضحة، وخطوات موزونة فالقائد يواجه الأخطاء بشجاعة، لا يهرب منها يبني على التجربة، لا يكرر الفشل ويدرك أنه مسؤول عن الناس، لا متسلّط عليهم أما الفاشل، فكل ما يملكه هو الخداع الذاتي، وعبارات فارغة من قبيل “نحن الأفضل”، “نحن على الطريق الصحيح”، بينما الواقع ينهار من حوله، والناس تصرخ تحت رماد قراراته المدمرة.

ولأن الفشل، حين يُترك بلا محاسبة، يتحوّل إلى سرطان إداري، فإن السماح له بأن يقود ليس مجرد خطأ… بل خيانة بحق المصلحة العامة لأنه سيفشل مجددًا، وسيحرق كل من حوله معه.وسيدّعي بعد ذلك أن “الناس لم تكن على قدر المسؤولية”، وأن “الظروف كانت أقوى من الجميع”. الحقيقة الوحيدة؟ أنه لم يكن جديرًا أصلًا بالقيادة.

منظومات كثيرة تحطمت، ومشاريع أُجهضت، وفرص ذهبية ضاعت، فقط لأن من تولاها لم يكن كفؤًا، ولا صادقًا، ولا مستعدًا أن يتعلم فكان فقط شخصًا يجلس على كرسي أكبر من حجمه، يطلق الوعود، ويصنع الأوهام، ثم يغادر تاركًا خلفه رمادًا يكسو الأطلال.

لهذا، لا بد أن نكون واضحين:
الفاشل لا يصلح قائدًا، ولا شريكًا في التخطيط، ولا صانعًا للمستقبل وإن أعطيته فرصة، أعطيت الفشل نفسه مفاتيح بيتك، ومصير أبنائك، وحلم وطنك. وإن سكتّ عن فشله، شجّعته على المزيد من التدمير.

الوعي الجماعي اليوم لا يجب أن يرحم التكرار القاتل لنفس الأخطاء فلا يجب أن يسمح بعودة من خذل الناس مرة تلو الأخرى فلا بد من رسم خط أحمر واضح من يفشل، عليه أن يتنحّى، لا أن يطالب بمنصب أعلى ومن يتكرر فشله، فمكانه ليس المنصة، بل المقعد الخلفي بعيدًا عن القرار والتأثير.

إن “الفاشل لا يقود إلا إلى الفشل” ليست مجرد عبارة… إنها تحذير إنها صفارة إنذار في وجه كل من يستهين بالقيادة، وكل من يختار الأسماء قبل الكفاءة، والشكل قبل الجوهر. ومن أراد النهوض الحقيقي، عليه أن يبدأ من هنا اختيار القائد الكفؤ، ورفض تجميل الفاشلين.

قد يعجبك ايضا