كيف غيّر انتصار إيران في حرب الـ 12 يومًا قواعد الردع؟
شبكة الشرق الأوسط نيوز : خلال حرب الـ 12 يومًا، هُزم الصهاينة في معركة كانوا يأملون فيها تحقيق نصرٍ حاسم، لكنهم تلقوا ضربةً استراتيجيةً غير مسبوقة.
وكالة مهر للأنباء: كتبت وكالة الأنباء اليمنية، في تقريرٍ لها يتناول حرب الـ 12 يومًا بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الصهيوني، والتي بدأت بعد عدوان الكيان الوحشي على الأراضي الإيرانية، أن هذه الحرب لم تكن مواجهةً عسكريةً شاملةً وعابرةً فحسب، بل مثّلت أيضًا لحظةً فريدةً غيّرت قواعد الصراع في المنطقة وأعادت رسم ملامح الردع الإقليمي وتحالفاته.
ويضيف المقال أن إيران دخلت هذه الحرب دفاعًا عن سيادتها وحقها المشروع في امتلاك القدرات النووية والصاروخية، وفي النهاية، نجحت في الخروج منتصرةً من هذه الحرب. في المقابل، واجه العدو الصهيوني هزيمةً في ساحاتٍ مختلفة، فبالإضافة إلى تشويه صورته، اتضح للجميع عجزه، وصدم الرأي العام الداخلي.
بدأت الحرب بقرارٍ صهيوني، وانتهت بطلبٍ أمريكي.
بعد فترةٍ طويلة من التهديدات وتصاعد التوترات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بدأ الكيان الصهيوني عملياته العسكرية والعدوانية ضد مراكز محددة، وعلماء وقيادات إيرانية، ظانًّا أن هذا الهجوم المفاجئ قد يُجبر المسؤولين الإيرانيين على التراجع أو الصمت.
إلا أن رد الفعل الإيراني لم يكن كما تخيلته تل أبيب. شنّت طهران هجومًا صاروخيًا واسعًا ودقيقًا على الأراضي المحتلة، مما أدى إلى تعطيل أنظمة الدفاع الجوي للكيان الصهيوني.
لم تمضِ سوى أقل من 72 ساعة قبل أن يُدرك الكيان الصهيوني خطأه الاستراتيجي، ويجد نفسه عُرضةً لهجماتٍ صاروخيةٍ إيرانيةٍ واسعةٍ عطّلت بنيته العسكرية. لهذا السبب، بدأت تل أبيب، المتمركزة في واشنطن، سلسلة اتصالات ووساطات بهدف تقليص حجم الأزمة على الأرض بوقف إطلاق نار سريع.
الضربات الصاروخية الإيرانية والهزيمة الكارثية للعدو الصهيوني
على الرغم من الهجمات المكثفة للعدو الصهيوني خلال الأيام الأولى، لم يتمكن هذا الكيان من توجيه ضربات مؤثرة للمنشآت النووية الإيرانية أو قدراتها الصاروخية.
في المقابل، نجح الإيرانيون في إطلاق صواريخهم بدقة على المراكز العسكرية والاستخباراتية للكيان الصهيوني في منطقتي النقب وأشدود، بالإضافة إلى مراكز انتاج الطاقة ورادارات الدفاع الجوي. مرت هذه الصواريخ عبر أنظمة الدفاع متعددة الطبقات ودخلت المجال الجوي لتل أبيب، وهو ما كان بحد ذاته عملاً غير مسبوق.
انهيار الردع الصهيوني؛ عندما اختراق القبة الحديدية
كانت الصدمة الأكبر التي واجهها الكيان الصهيوني خلال هذه الحرب هي انهيار أسطورة أنظمة الدفاع الصهيونية، التي تم تضخيمها بشكل كبير في السنوات الأخيرة. في هذه الحرب، اتضح أن منظومة القبة الحديدية ومقاليع داود لا تستطيعان اعتراض الصواريخ الإيرانية. وتجلى ذلك بشكل أوضح في حالة الصواريخ التي أُنتجت في طهران في السنوات الأخيرة. أصابت هذه الصواريخ أهدافًا حساسة للكيان الصهيوني.
التضامن الداخلي في إيران والانقسام والشقاق في إسرائيل
كان من أهم حسابات الكيان الصهيوني خلق انقسام داخلي في إيران، وهو ما خطط له الصهاينة من خلال الحرب الإلكترونية أو الغارات الجوية ضد القادة العسكريين أو العلميين، لكن نتيجة هذه المؤامرة كانت عكسية تمامًا.
في حين كانت العديد من شبكات التجسس التابعة للكيان الصهيوني نشطة داخل إيران، تمكنت أجهزة الأمن الإيرانية من القضاء عليها خلال الحرب. وشهدت شوارع إيران مظاهرات غير مسبوقة دعمًا لسيادة الجمهورية الإسلامية. في الواقع، أعادت هذه الحرب بناء الوحدة الداخلية في إيران ورفعت مستوى الوعي الوطني لدى الإيرانيين.
في المجتمع الصهيوني، ونتيجةً لهذه الحرب، اتسعت الخلافات بين المؤسستين العسكرية والسياسية، ونُشرت معلوماتٌ كثيرةٌ باستمرارٍ عن التوتر بين القادة العسكريين للجيش ومكتب بنيامين نتنياهو. إضافةً إلى ذلك، كان الضغط الشعبي على قادة الكيان الصهيوني شديدًا للغاية، وطُلب منهم باستمرارٍ دراسة العوامل التي أدت إلى فشل أنظمة الصواريخ، وعزلة الكيان الصهيوني، وانهيار الجبهة الداخلية أمام صدمة الحرب.
الخلاصة
لم تنتصر إيران في هذه الحرب لمجرد امتلاكها قدراتٍ تكنولوجية عالية، بل يعود نصرها إلى دخولها الحرب بثقةٍ وخروجها منها بتضامنٍ أكبر وإصرارٍ على المضي قدمًا نحو الاستقلال التام.
في المقابل، تزلزل الكيان الصهيوني تمامًا في نهاية هذه الحرب، وواجه هزيمةً سياسيةً وانقسامًا داخليًا وضعفًا في ثقة الجمهور. هُزم الصهاينة في معركةٍ كانوا يأملون فيها تحقيق نصرٍ حاسم، لكنهم تلقوا ضربةً استراتيجيةً غير مسبوقة.
المصدر : وكالة مهر