*فادي السمردلي يكتب: الصفحات الرسمية ليست مرايا للزعامات بل نوافذ للرؤية والإنجاز*

*بقلم فادي زواد السمردلي*  …..

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

في عالم يتجه بسرعة نحو الاحترافية والشفافية، تُعد الصفحات الرسمية لأي منظومة — سواء كانت رياضية، اجتماعية، اقتصادية أو حتى ثقافية — نافذةً جوهرية تعكس من خلالها هويتها، رؤيتها، ورسالتها للمجتمع ولأن هذه الصفحات تُعد الواجهة التي يتلقاها الجمهور أولاً، فإن من البديهي أن يكون مضمونها متسقًا مع القيم التي تنطلق منها المنظومة، لا أن تنحرف عن هذا المسار لتتحول إلى مجرد استعراض للأشخاص الذين يتصدرون مواقع القيادة فيها فحين تصبح الصفحة الرسمية أداة لتضخيم الحضور الفردي ونشر الصور الشخصية والزيارات الشكلية والاجتماعات المغلقة دون ربط ذلك بخطط واضحة أو أثر ملموس، فإنها تفقد جوهرها المؤسسي، وتبتعد عن دورها كجسر للتواصل الفعّال مع الجمهور.

إن الصفحة الرسمية ليست مسرحًا لتلميع القادة ولا وسيلة دعائية لتمجيد الأفراد، بل يجب أن تكون بمثابة وثيقة يومية تُبنى من خلالها جسور الثقة والمصداقية، وتُبرز مدى التزام المنظومة بتحقيق أهدافها العامة وخدمة المجتمع الذي تنتمي إليه فمن الواجب أن تنقل الصفحة الرسمية السياسات التي تتبناها المنظومة، والنتائج التي تحققها، والتحديات التي تواجهها، وأن تفتح باب التفاعل الحقيقي مع الجمهور، فتجعل من المواطن أو المهتم شريكًا في المسار لا مجرد متفرج على إنجازات منقوصة أو منمقة.

التمييز بين الطابع المؤسسي والشخصي في إدارة الصفحات الرسمية هو ما يصنع الفارق بين منظومة تعي دورها في البناء المجتمعي، وأخرى تُختزل في أسماء وألقاب لا تمثل سوى واجهة مؤقتة وحتى عندما يكون القائد صاحب رؤية قوية وشخصية ملهمة، فإن عظمة دوره تُقاس بقدرته على إبراز المنظومة ككل، لا ذاته فقط فالقائد الحقيقي يقدّم الفريق، يعزز من حضور المؤسسة، ويجعل نجاحاتها تُنسب للعمل المشترك، لا إلى صور منفردة في اجتماعات مغلقة أو كلمات منمقة في منشورات متكررة.

إننا في زمن تتسابق فيه المؤسسات إلى كسب ثقة الجمهور من خلال الوضوح، التحديث المستمر، والإنتاج الملموس، لذلك فإن المسؤولية تزداد على من يصدر الأوامر للقائمين على إدارة الصفحات الرسمية ليجعلوها منصات للحقيقة، لا أدوات للتجميل ساحات للفكر والرؤية، لا ساحة لتمجيد الأشخاص فبهذا فقط يمكن أن تنمو المنظومات وتستحق الاحترام وتحقق الأثر الحقيقي الذي أنشئت من أجله.

الكاتب من الأردن

قد يعجبك ايضا