*فادي السمردلي يكتب:لو كان للكلام والوعود جمارك لأفلس البعض من زمان*

*بقلم فادي زواد السمردلي*  ….

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

👈 *المقال يصوّر حالة عامة، وأي تشابه عرضي مع أشخاص أو وقائع حقيقية غير مقصود.* 👉

هو ذاك الذي تراه في كل منصة، وتسمعه في كل مناسبة، وتعرفه من أول وعد.
يعدك وكأنه يملك مفاتيح الغد، ولا يملك من أدوات التنفيذ إلا لسانه
يتحدث بثقة من عاش الإنجاز، وهو لم ينجز حتى ما وعد به في الأمس.
“لو كان الوعد عليه جمرك، كان أفلس من زمان”
لأن رصيد وعوده أكبر بكثير من رصيد إنجازه، ولأن ما يصدره من كلام كفيل بإغراق أي خزينة لو كانت تحاسبه عليه.

وعوده خفيفة، جوفاء، سهلة النقل، لا وزن لها ولا قيمة.
وعود من كرتون مبهرة من الخارج، هشة من الداخل
فكل وعد يبدو وكأنه بداية نهضة، حتى تكتشف أنه مجرد تغليف أنيق للفراغ والمأساة أنه كلما فشل، أعاد نفس الوعود، بنفس الصيغة، دون خجل.

وحين يُكلّف بمسؤولية تطوير “المنظومة”، تبدأ اللعبة الأخطر.
فما كان سابقًا وعدًا على مستوى فردي، يتحول إلى وهم جماعي
فيصوغ خطة، يطلق رؤية، يعقد مؤتمرات، يوزّع التصريحات كما يُوزع الحلوى في المناسبات…
ثم يذهب، ولا يتغير شيء.

تطوير المنظومة عنده ليس عملية تصحيح، بل حملة علاقات عامة
فلا يبدأ بتشخيص الواقع، بل بقص شريط افتتاح مشروع لم يكتمل بعد.
يتحدث عن رفع الأداء، وهو لا يملك أدوات التقييم.
يعد بالتحوّل الرقمي، بينما المواطن يركض خلف توقيع ورقي في دائرة منسية.

هذا النوع لا يؤمن بالتطوير بقدر ما يؤمن بتدوير الخطاب
فيغيّر الألفاظ، لا السياسات.
يروّج للحداثة، بينما يمارس أقدم أساليب التضليل وكلما ضاق الخناق، عاد لورقة الأعذار القديمة:
“نحتاج إلى وقت”،
“نواجه مقاومة داخلية”،
“نمرّ بمرحلة انتقالية معقدة”.

لكن الحقيقة أوضح من كل تبرير:
الفشل لا يأتي من قلة الموارد فقط، بل من كثرة الوعود الكاذبة
ومن أخطر تلك الوعود، ما يُطلق باسم تطوير المنظومة، لأنها تمنح شرعية زائفة لمن لا يملك الكفاءة، وتُعطي غطاءً ناعمًا لإبقاء الرداءة في مكانها.

المنظومة لا تسقط دفعة واحدة، بل تتآكل تدريجيًا:

* حين تُستبدل الحقيقة بالتصريح
* والمحاسبة بالتصفيق،
* والجدية بالشو الإعلامي.

*ولو كان هناك جمرك على الكلام، على الوعد، على “سنفعل”، “سنعالج”، “سنتطور”…*
لكان أكثر هؤلاء المسؤولين على حافة الإفلاس، لا في قمة مواقعهم.

ولأن الناس تعبوا من الوعود، وملّوا من التغليف الكرتوني،
فلم يعودوا يبحثون عن حديث مدهش، بل فعل بسيط.
ولم يعودوا بحاجة إلى “خارطة طريق”، بل إلى خطوة أولى على الطريق.

قد يعجبك ايضا