*فادي السمردلي يكتب:ضعف الأداء البرلماني للأحزاب طريق للفشل (٣٦/٣٢* )
بقلم فادي زواد السمردلي ….
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
ماذا يعني ضعف الأداء البرلماني للأحزاب؟
*”مقالات دورية تُنشر كل أحد وثلاثاء وخميس، تتناول أسباب تُفشل الأحزاب(٣٦/٣٢)*
☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️☝️
إن ضعف الأداء البرلماني للاحزاب يشير إلى مجموعة من التحديات والمعوقات التي تؤثر سلبًا على قدرة الحزب في لعب دوره التشريعي بفعالية فالحزب الذي يعاني من ضعف في أدائه البرلماني غالبًا ما يكون غير قادر على التأثير في صنع القرار السياسي، سواء على مستوى القوانين أو السياسات العامة وهذا الضعف يمكن أن يتجلى في العديد من الجوانب، مثل غياب المبادرات التشريعية القوية، ضعف الكوادر البرلمانية، والاعتماد على الخطاب الشعبوي بدلًا من العمل البرلماني الجاد وفي هذا السياق، يمكن أن نبرز أهم الأسباب التي تؤدي إلى ضعف الأداء البرلماني للحزب، بالإضافة إلى النتائج السلبية التي تترتب على هذا الضعف.
أحد الأسباب الرئيسية لضعف الأداء البرلماني هو غياب المبادرات التشريعية الفعّالة فإذا كان الحزب لا يقدم مقترحات قوانين تلبي احتياجات المجتمع أو تعالج القضايا الملحة، فهذا يعني أن الحزب يفتقر إلى القدرة على التأثير في السياسات التشريعية فالتشريع ليس مجرد عملية صياغة نصوص قانونية، بل هو أداة رئيسية لتحقيق الإصلاحات والتغييرات التي تصب في مصلحة المواطنين فعندما يغيب دور الحزب في هذا المجال، فإنه يعجز عن إحداث التغيير المطلوب، مما يحد من تأثيره في الحياة السياسية والاقتصادية للمجتمع إن غياب المبادرات التشريعية القوية قد يكون نتيجة لعدة عوامل، من بينها نقص الخبرة أو فقدان القدرة على التنسيق داخل الحزب لطرح الأفكار الجادة.
من جهة أخرى، يعد ضعف الكوادر البرلمانية أحد الأسباب الرئيسية التي تساهم في ضعف الأداء البرلماني فوجود نواب غير مؤهلين أو غير مؤثرين داخل الحزب قد يؤدي إلى تراجع قدرته على التصدي للمشاكل السياسية بشكل فعال فالبرلماني الفعّال يجب أن يمتلك الخبرة والمعرفة الكافية للتفاعل مع مختلف القضايا، والتعامل مع التحديات السياسية المعقدة وعندما يفتقر الحزب إلى كوادر قوية ومؤهلة، يصبح من الصعب عليه التأثير في مسار التشريعات واتخاذ القرارات الهامة فهؤلاء النواب الضعفاء قد لا يكون لديهم القدرة على بناء تحالفات مع الأحزاب الأخرى أو الدفع بمقترحاتهم في البرلمان، مما يعزز من ضعف موقف الحزب.
بالإضافة إلى ذلك، يساهم الاعتماد على الخطاب الشعبوي في تدهور أداء الحزب البرلماني فالأحزاب التي تركز على الإثارة الإعلامية والخطاب الشعبوي بدلاً من تقديم حلول عملية قد تكتسب دعمًا شعبيًا في المدى القصير، ولكنها تفقد مصداقيتها مع مرور الوقت فالتركيز على الحضور الإعلامي والوعود التي لا يتم الوفاء بها لا يُترجم إلى نتائج ملموسة في البرلمان فالخطاب الشعبوي قد يبدو جذابًا في ظل الظروف السياسية الراهنة، ولكنه لا يعكس القدرة الحقيقية على صياغة قوانين أو التأثير في السياسات الوطنية وهذا النوع من الخطاب يخلق حالة من الانفصال بين الحزب وجماهيره، إذ يشعر المواطنون بأن الحزب لا يقدم حلولًا حقيقية، بل يسعى فقط للظهور الإعلامي.
النتائج المترتبة على ضعف الأداء البرلماني للحزب تكون شديدة التأثير على مستقبله السياسي أولًا، عندما يفقد الحزب قدرته على التأثير في عملية صنع القرار، يصبح غير قادر على تحقيق أهدافه السياسية أو الاجتماعية وهذا يؤدي إلى ضعف وجوده داخل البرلمان، حيث يصبح أقل قدرة على تمرير القوانين التي يراها ضرورية لمصلحة الوطن كما أن تراجع فعالية الحزب في التصدي للقضايا الكبرى يعزز من تهميشه في المشهد السياسي، مما يؤدي إلى فقدان ثقة الناخبين الذين يرون أن الحزب لا يقدم حلولًا حقيقية لمشاكلهم اليومية.
وفي سياق آخر، يعكس فقدان الثقة في الحزب انخفاضًا في الدعم الشعبي مما يقلل من فرص الحزب في الفوز في الانتخابات المستقبلية فعندما يشعر الناخبون أن الحزب لا يقدم شيئًا ملموسًا أو لا يحقق تطلعاتهم، فإنهم يتجهون نحو بدائل أخرى وإذا استمر هذا الوضع، فإن الحزب قد يفقد قدرته على الظهور كقوة سياسية مؤثرة، ويصبح ضعيفًا أمام الأحزاب المنافسة التي تقدم سياسات أكثر واقعية وفعالية وفي النهاية، يواجه الحزب صعوبة كبيرة في تمرير سياساته داخل البرلمان، حيث يواجه مقاومة قوية من باقي الأحزاب أو من نواب غير متعاونين.
من خلال هذه الأبعاد، يظهر أن ضعف الأداء البرلماني للحزب لا يمثل مجرد نقص في القدرات الفردية للنواب، بل هو انعكاس لغياب رؤية سياسية شاملة وفشل في تحقيق التوازن بين الخطاب الإعلامي والعمل البرلماني الجاد وبالتالي، فإن الحزب الذي لا يطور من كفاءاته التشريعية ويعتمد على الشعبوية قد يجد نفسه معزولًا وغير قادر على التأثير في السياسات العامة.
الكاتب من الأردن