معالي ” حسين باشا المجالي ” تاريخ عسكري وسياسي حافل بالعطاء
محي الدين غنيم …..
يُعد معالي حسين باشا المجالي واحدًا من الشخصيات الأردنية البارزة التي تركت بصمة مشرفة في تاريخ المملكة الأردنية الهاشمية، سواء في ميدان العمل العسكري أو في ساحة العمل السياسي والدبلوماسي، جمع في شخصه بين الحزم العسكري، والحنكة السياسية، والانتماء الوطني العميق، مما جعله من الشخصيات التي تحظى باحترام واسع داخل الأردن وخارجه.
وتميز الباشا كقائد أمني من الطراز الرفيع
والذي عمل على تعزيز الأمن الداخلي، وتطوير الأداء المؤسسي، وتحسين العلاقة بين المواطن ورجل الأمن خلال ترأسه جهاز الأمن العام؛ والذي عُرف برؤيته الإصلاحية داخل جهاز الأمنالعام ، حيث كان داعمًا لمبادئ حقوق الإنسان والعدالة في تطبيق القانون، مع الحفاظ على هيبة الدولة وسيادة القانون. وقد نجح في تعزيز ثقة المواطنين بالجهاز الأمني، وهو ما انعكس في انخفاض مستويات الجريمة وتعزيز الاستقرار المجتمعي.
كما يعتبر الباشا رجل الدولة والسياسة بإمتياز حينما تولى رئاسة وزارة الداخلية ، أظهر المجالي قدرة عالية على إدارة الملفات الأمنية والسياسية المعقدة في وقت كانت فيه المنطقة تمر بأزمات إقليمية حادة، لا سيما خلال موجات ما يسمى “الربيع العربي” وما تبعها من تحديات أمنية ولوجستية وإنسانية.
وقد اتسمت فترة ولايته بالانفتاح على الحوار الوطني، والانحياز إلى دولة القانون والمؤسسات، والعمل على تعزيز الاستقرار الداخلي دون التضييق على الحريات، وهو توازن صعب نجح في الحفاظ عليه باقتدار.
ويمتاز الباشا بشخصية قيادية تجمع بين الصرامة والانفتاح، وبين الولاء للوطن والانحياز للإنسان الأردني البسيط. وقد بقي رغم المناصب المتعددة التي تقلدها قريبًا من الناس، محبًا للأردن وقيادته الهاشمية الحكيمة، مدافعًا عن أمنه واستقراره، ومؤمنًا بإمكانات شبابه ومستقبل وطنه.
ويعد الباشا حبيب الأردنيين وكل من عرفه وتعامل معه هو نموذج للرجل الأردني المخلص، الذي خدم وطنه من مواقع متعددة، وترك في كل موقع بصمة عز وفخار. فهو العسكري الميداني، ورجل الدولة الواعي، والشخصية الوطنية النزيهة التي قدمت للوطن الكثير وما زالت محل تقدير واحترام الجميع والقيادة السياسية.
والحديث عن معالي حسين باشا المجالي هو حديث عن تاريخ من العطاء الوطني، ورؤية متزنة، وولاء ثابت للعرش الهاشمي والشعب الأردني.
الكاتب من الأردن