غزة تنزف… والمجزرة وحرب التجويع مستمرة وسط صمت مخزٍ 

محي الدين غنيم   ….

أيها الأحرار في كل مكان…

منذ شهور وغزة تقف وحدها في مواجهة آلة قتل لا ترحم، حرب إبادة مفتوحة تُمارس فيها كل صنوف الإجرام: القصف، التجويع، الحصار، والإبادة الجماعية. لا شيء يُستثنى… لا الأطفال، لا النساء، لا المستشفيات، لا المدارس، ولا حتى الخبز والماء!

لكن المأساة الكبرى، والكارثة الأعظم، لا تكمن فقط في عدد الشهداء، ولا في حجم الدمار، بل في الصمت العربي والإسلامي المخزي. صمتٌ يكاد يكون جريمة بحد ذاته… صمت تواطؤ، صمت خذلان، صمت يشبه الطعن في الظهر!

يا أمة الإسلام…

غزة لا تموت بالقنابل وحدها، بل تموت تحت حصار قاتل. هناك شعب يُعاقَب لأنه قال “لا”، لأنه رفض الاستسلام، لأنه اختار الكرامة على الركوع.
يموت الأطفال جوعاً، يختنق المرضى بلا دواء، وتبكي الأمهات أمام أفران خاوية ومياه ملوثة وأجساد منهكة.

أهذه هي الأمة التي قالت: “المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص”؟!
أهذه هي الأمة التي يتغنى خطباؤها كل جمعة بـ “نصرة المظلوم”؟!

يا حكام العرب والمسلمين…

كفّوا عن خطب التضامن وبيانات التنديد الباهتة…
غزة لا تريد شجباً، بل إرادة حقيقية لكسر الحصار ووقف المجازر.
غزة لا تريد مؤتمرات، بل فعلًا يُسجّل في كتب التاريخ لا في دفاتر العار.

أيها الأحرار…

نحن لا نملك ترف الصمت، ولا خيار الحياد. من لا يقف اليوم مع غزة، هو يقف مع الجلاد.
ومن يرى المجازر ولا يتحرك، لا فرق بينه وبين من ضغط على الزناد.

ارفعوا أصواتكم!
اخرجوا إلى الشوارع!
افضحوا المتخاذلين!
قولوا للظالم: كفى!

واخيرا وليس أخرا  يا أمة الخذلان

غزة لا تحتاج إلى دموعنا، بل إلى غضبنا.
لا تحتاج إلى عبارات “الله يعينهم”، بل إلى أفعال توقف شلال الدم.
غزة اليوم عنوان كرامتنا… ومن يتخلى عنها، يتخلى عن شرف الأمة كلّها.

عاشت غزة حرة أبية…
وسحقًا للمتخاذلين والخائنين

الكاتب من الأردن

 

قد يعجبك ايضا