قادة ودولا وجيوش وشعوب يطالبون بالسلام ويساقون للتدمير الذاتي وللموت في غزة وفلسطين وخارجها.
أحمد إبراهيم أحمد أبو السباع القيسي…..
في غزة يذهبون للحياة ويساقون إلى الموت المؤكد من قصف الصهاينة والتجويع الممنهج وأفخاخ المساعدات الإنسانية، وهذا ما جرى وما زال يجري في غزة والضفة الغربية من إبادات جماعية تارة من القصف العشوائي على المدنيين والمهجرين قصرا من مدن غزة ومخيماتها ومن مدن الضفة ومخيماتها، وتارة أخرى بالتجويع الممنهج لشعبنا في غزة العزة، وتارة ثالثة من ما يسمى بشركة غزة للمساعدات والتي تقتل طالبي المساعدات بالعشرات والمئات وهي شركة أمريكية صهيونية، تماما كشركة بلاك وتر في العراق والتي قتلت الآلاف من الشعب العراقي في سنوات إحتلاله، وبالرغم من كل تلك الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية جمعاء إلا أن شعبنا في غزة العزة وغيرها من مدن فلسطين المحتلة ما زال صامدا مرابطا مقاوما في أرضه ووطنه مدافعا عن كل شيئ مقدس على وجه أرض غزة وفلسطين المباركة…
ورغم التباينات الكثيرة في تفاصيل وواقع حال كافة الدول العربية والإسلامية والتي أصبح صمتها المخزي منتقدا ليس من شعوبها فقط وإنما من شعوب أمريكا وأوروبا وكل شعوب العالم والإنسانية جمعاء، فتفاصيل الحياة السياسية والعسكرية لكل دولنا العربية والإسلامية سلبية وتمر بمرحلة معقدة خطيرة مترددة في إتخاذ القرارات المصيرية التي تدافع عن وجودها وعن شعوبها وشعوب أمتها وشعب غزة وفلسطين بالذات وعن مقدساتها في فلسطين، والتي تتعرض وبشكل يومي لإقتحامات بن غفير وقطعان المستوطنيين وبحماية ودعم من عصابات الجيش الصهيوني، ظنا من بعضهم بأن ما يجري أو جرى من محاولات القضاء على محور المقاومة داخل غزة وفلسطين وخارجها هو من سينشر السلام والأمن والأمان والعدالة والتنمية المستدامة لهم ولدولهم ولشعوبهم، والمعروف عبر التاريخ بأن هذا الكيان الصهيوني وكما قال عنهم رب العزة في كتابه العزيز [ لا يراؤون فيكم إلا ولا ذمة] صدق الله العظيم، لأنه مستعمرة أمريكية بريطانية غربية منذ تأسيسه، وإرتكب الكثير من المجازر بحق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والدول المحيطة بالذات وبشراكة مباشرة من حماته وداعميه الأمريكيين والبريطانيين خاصة والغربيين عامة…
والنقطة الرئيسية والمهمة أنه ومنذ تاسيسه وهو كيان إستعماري صهيوغربي توسعي حسب فكره التلمودي وأحلامه الهستيرية، والنتن ياهو قبل أن يستلم سدة الحكم في كيانه الصهيوني مرورا بتراسه حكومات صهيونية متعاقبة لغاية حربه الظالمة والمجرمة على شعب غزة وفلسطين وخارجها وهو يعمل ليلا ونهارا لينفذ كل بنود فكره التلمودي المجرم، وحلمه الذي عجز عن تنفيذه أسلافه الصهاينة منذ عام ١٩٤٨ لصمود القادة والدول والجيوش والمقاوميين في الماضي القريب، وهو عاجز لغاية اليوم لصمود المقاوميين وثبات محور المقاومة والمقاوميين في غزة وخارجها…
والفرق بين الماضي والحاضر أن القادة والدول والجيوش والمقاوميين ورغم كل الإختلافات بالرأي بينهم والخلافات التي كانت قائمة آنذاك، إلا أنهم كانوا داعمين لوجستيا لكل حرب تخوضها الدول المحيطة بفلسطين وتخوضها المقاومة الفلسطينية والعربية، وكانوا يستخدمون بعض الأوراق التي بأيديهم ضد ذلك الكيان الصهيوني وداعميه في الغرب كالنفط مثلا، لإيقاف اي حرب أو تعنت أو تفرد صهيوغربي بشعب فلسطين ومقاومته، أو أية دولة محيطة تخوض حرب جيوش ومقاوميين مع ذلك الكيان الصهيوغربي، واليوم للأسف الشديد هناك تغيير كامل بالتعامل مع ذلك العدو الصهيوني وداعميه في أمريكا وبالذات ترامب وبعض قادة الدول الغربية، بالرغم من أن النتن ياهو وبن غفير وسموترتش وحتى ترامب أعلنوا بخطاباتهم وتصريحاتهم بأنهم يخوضون معركة وجود ابدي على هذه الأرض، وأن كل المنطقة لهم من النيل للفرات وتسميات مشاريعهم القديمة المتجددة وكل تسمياتها اللاحقة وآخرها إتفاقيات آبراهام، وترامب منذ فوزه بالإنتخابات صرح وأمام كل العالم بأن دولة إسرائيل صغيرة مقابل محيط جغرافي عربي كبير لذلك يجب أن تتوسع دولة إسرائيل، وقد نفذوا ذلك وعلى مرآى من القادة والحكومات والجيوش العربية دون أن يحرك أحد ساكنا، مكتفين بالشجب والإستنكار والتصريحات السياسية فقط والتي لم تعد تجدي نفعا مع تعنت وغطرسة ذلك العدو الصهيوني بقيادة النت ياهو وداعمه ترامب الأخرق، والذي خطط له النتن ياهو والصهيونية العالمية وهددوه بفضيحة الفساد والنساء التي سمع بها كل العالم، تماما كما هددوا بيل كلينتون بمونيكا ليونسكي حتى ينجر لإحتلال العراق، ولكن الرئيس كلينتون ورغم الفضيحة رفض ضغوطاتهم ولم يحتل العراق، وتم جر بوش الأبن الأهوج لإحتلال أفغانستان والعراق بمسرحية القاعدة وتفجير مركز التجارة العالمي، وأكذوبة أسلحة الدمار الشامل، وقد كشفت آكاذيبهم أمام شعوبهم وشعوب العالم أجمع…
إذا في خضم تلك الأحداث وتسارعها والإبادات الجماعية المتنوعة التي ترتكب بحق شعب غزة وفلسطين وخارجها، ومحاولات النت ياهو وجيشه النازي وكنيسه الصهيوني بالتوسع والسيطرة على غزة والضفة الغربية وضمها تحت حكمهم، وبالتوسع والتدخل والسيطرة في وعلى أراضي لبنان وسورية وبشكل مستمر بحجة المناطق العازلة لحفظ أمنهم، وعدم تطبيق القرارات الدولية والإتفاقيات العربية ذات الصلة بخصوص فلسطين وإقامة دولتها المستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية، لم يعد الصمت العربي والإسلامي يجدي نفعا لأن قادة ذلك الكيان الصهيوني وآخرهم النتن ياهو وكل قادة امريكا السابقين وآخرهم ترامب خارجون عن كل القوانين الدولية وملاحقون من المحكمة الدولية ومن محاكمهم الوطنية، لذلك يجب التحرك فورا وإستخدام كل الأوراق وحتى الأوراق العسكرية في وجه ذلك الكيان الصهيوني وداعمه ترامب وكل من يقف معهم من دول الغرب، وما زال محور المقاومة صامدا شامخا قويا في غزة وفلسطين وخارجها ويعمل على صد العدوان وإستنزاف الكيان الصهيوني وإلهائه بشكل يومي حتى لا يتمدد ويتوسع أكثر في فلسطين وفي أوطاننا العربية، رغم كل التضحيات المؤلمة التي قدمها وما زال يقدمها محور المقاومة وقادته وشعوبه، والتي لم تقدم الأمة والإنسانية تضحيات مثلها عبر تاريخها العظيم في الماضي البعيد والقريب…
فإلى متى سنبقى منقسمين على ذاتنا وفي خلاف مع شعوبنا، والتي يحاول الكيان الصهيوني ودول الغرب من إيقاع الفتن من جديد بينها وبين قادتها ودولها، وفي دول أخرى ينشرون الضغائن والأحقاد والتقسيمات الطائفية والجهوية، وعصاباتهم في دول أخرى تساعدهم على ذلك وتقوي طرفا على طرف بدون إصدار فتاوي ضالة ومضلة كما جرى في عشرية النار، ولكن بطرق شيطانية وحجج كاذبة يحللون دماء الشعوب فيما بينهم كما جرى ويجري حاليا في سورية وليبيا وغيرها، فأصبحت شعوبنا منقسمة على ذاتها ودولنا مبعثرة بتوجيهات فكرية مختلفة، وقد تكون كل دولة بناء على الوعود والعهود الصهيوأمريكية تتبع فكرا خارجيا في إدارتها الداخلية والخارجية، وهذا ما أضعف الدول للوقوف بوجه هؤلاء الصهيوأمريكيين، وكل هذا شكل وما زال يشكل خطرا فادحا على القادة والدول والجيوش والشعوب، يستطيع النت ياهو وداعمه ترامب وأجهزة إستخباراتهم المتنوعة من خلال ذلك الضعف والخطر أن يسيطروا على شعوبنا، وأن يتم تحريكهم كيفما يشاؤون لتنفيذ مصالحهم التوسعية في فلسطين ومنطقتنا بالكامل بعد أن عجزوا عن تنفيذها منذ عقود مضت…
وهذا كله جرى وما زال يجري في دولنا لأن هناك إنقسام حاد بين القادة والحكومات والجيوش العربية بكل القضايا العربية وبالذات قضية فلسطين، وهذه الإنقسامات جعلت تلك الدول تفشل في بناء دولا حديثة دون أن تنسى دينها وقيمها ومبادئها وقضايا أمتها وقضيتها المركزية فلسطين المحتلة، وفشلت في صد محاولات إختراق شعوبها وجيوشها ومسؤوليها من الداخل، وفشلت في بناء نفسها كدول وبناء شعوبها كشعوب حديثة متقدمة موحدة راسخة ثابتة على وطنيتها وقوميتها العربية وثوابتها ومبادئها وقيمها ودينها الإسلامي والمسيحي وطوائفها ومذاهبها وقومياتها التي جمعت الشعوب والأمة عبر تاريخها وحققت الإنتصار تلو الإنتصار إلى أن كان يتحقق النصر النهائي على كل المستعمرين والمحتلين في الماضي البعيد والقريب، فهل من صحوة قريبة شاملة وإلتحام كامل مع محور المقاومة ودعم لوجستي له، لتنهض أمتنا من كبواتها وتتوحد بعربها وعجمها وتحرر آراضيها ومقدساتها وتطرد هؤلاء الأعداء الصهيوغربيين من برنا وبحرنا وجونا…
أحمد إبراهيم أحمد أبو السباع القيسي…
كاتب سياسي…
الكاتب من الأردن