هل نعمل اليوم بالدين الإلهي أم بالدين البشري؟

محي الدين غنيم  …

تم الإستدلال من مصادر عدة  ….

في زمن كثرت فيه الفتن، واختلطت المفاهيم، وارتفعت رايات الطائفية والمصالح، يطرح السؤال نفسه بقوة: هل نحن نعيش ونُطبّق الدين الإلهي الذي أنزله الله على سيدنا محمد، أم أننا نُمارس دينًا بشريًا صاغته الأهواء والمذاهب والسياسة؟

الدين الإلهي: نقاء الوحي وصفاء الرسالة

الدين الإلهي هو ما أنزله الله على أنبيائه، دين التوحيد والعدل والرحمة. دين يحرّر الإنسان من العبودية للبشر، ويوجهه لعبادة الخالق، دين يُعلي من شأن الأخلاق، ويحثّ على الرحمة، ويدعو إلى التعايش بين البشر، بغضّ النظر عن ألوانهم ومذاهبهم وأصولهم.

الدين الإلهي لا يُفرّق بين الناس إلا بالتقوى

لا يحكم على النوايا، بل يُحاسب على العمل الظاهر.

لا يُعطي الحق لأحد بقتل أو تكفير من خالفه.

دين جاء لإحياء النفوس لا لزرع الخوف والرعب.

الدين البشري: تحريفات المذاهب وتوظيف الدين

أما ما نراه اليوم في واقعنا، فهو دين بشري، تشكل عبر القرون من:

تأويلات فقهية متعصبة.

صراعات سياسية لبست عباءة الدين.

طوائف تدّعي أنها “الفرقة الناجية”، وتُكفّر غيرها.

تقديس غير مبرر للرموز والشيوخ والمذاهب.

استغلال الدين لقمع الشعوب وتبرير الظلم.

تحوّل الدين في بعض الأماكن إلى هوية سياسية، لا علاقة لها بروح الرسالة، وأصبح كثير من الناس يعبدون الرموز والمذاهب أكثر مما يعبدون الله.

شواهد من الواقع:

يُذبح المسلم باسم الإسلام، ويُكفَّر لأجل اختلاف فقهي.

يُقدّم الفقيه على النص، والمذهب على القرآن.

تُرفع رايات الطوائف فوق راية لا إله إلا الله.

تُستغل الفتاوى لتبرير جرائم الطغاة، وقتل الأبرياء.

إلى أين نحن ذاهبون؟

إذا استمرينا في العمل بالدين البشري المُحرّف، فإننا نُعيد إنتاج الجهل، والفتنة، والتفرقة. أما إذا عدنا إلى الدين الإلهي، إلى القرآن والرحمة والعدل والتوحيد، فإننا نملك فرصة لإنقاذ أنفسنا وأوطاننا.

العودة إلى الأصل:

الدين ليس سلاحًا سياسيًا، بل رسالة هداية.

الدين ليس ملكًا لطائفة، بل رحمة للعالمين.

الدين ليس طقوسًا فقط، بل عدلٌ ومعاملةٌ ورحمة.

نعم، نحن نعيش في كثير من الأحيان تحت مظلة “الدين البشري”، وابتعدنا عن جوهر الدين الإلهي.
والحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى، أن نُعيد قراءة الدين من مصدره الأول، بعيدًا عن الموروث المشوَّه والتأويلات السياسية.

والله من وراء القصد

الكاتب من الأردن

 

 

قد يعجبك ايضا