أمام الإبادة الجماعية المتعددة الأشكال في غزة وتضحيات شعبها التاريخية وصمود المقاومة ومحورها سقطت الصهيونية العالمية والإمبراطورية الأمريكية وكيانهما المخترع…

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي..

منذ أن أسس الغرب الإستعماري أمريكا الشمالية على جماجم سكانها وأهلها الأصليين الهنود الحمر وتلك الدولة المارقة ترتكب أبشع الجرائم والإبادات الجماعية بحق شعوب العالم وشعوب منطقتنا بالذات، وإزدادت جرائمها الوحشية بعد ان سيطرت الصهيونية اليهودية العالمية على قرارها السيادي الداخلي والخارجي، مع من تبقى من النازيين وأبنائهم وأحفادهم الذين لجأؤوا إلى أمريكا بعد هزيمة هتلر في الحرب العالمية الثانية من الإتحاد السوفياتي وحلفائه آنذاك، فأصبحت دولتها العميقة مكونة من هذه المجاميع الإرهابية الثلاثة، البشعة بتاريخها وجرائمها وإباداتها وحروبها، والتي لم يسلم من شرها أحدا في العالم، وتاريخ البيت الأبيض اصبح أسودا، ملطخة جدرانه وأروقته ومكتبه البيضاوي بدماء الأبرياء، الذين سفك دمائهم عبر تاريخه الأسود على مستوى شعوب العالم، وفي منطقتنا كانت جرائمهم الأكثر وحشية منذ أن زرع أو أخترع كيانهم الصهيوني في فلسطين، أثناء وبعد الإستعمار البريطاني المجرم والذي كان السبب الرئيسي بكل ما جرى للشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة من كوارث ومصائب واحتلال وقتل للبشر والشجر والحجر….
والكل منا يعلم تاريخ تلك العصابات الصهيونية التي سلحها البريطانيون وغيرهم، وأدخلوهم على الشعب الفلسطيني لقتله من الوريد إلى الوريد، وتهجيره من أرضه ووطنه ومقدساته تهجيرا قصريا، وهذه العصابات يعرفها الشعب الفلسطيني وكل الشعوب العربية والإسلامية والعالمية، وهي عصابات الهاجاناة والأرغون وشتيرن، والتي إقترفت أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني وشعوب الدول المحيطة بها فقتلوا النساء والأطفال والشيوخ والمجاهدين المقاومين بطرق وحشية لم يذكر التاريخ الإستعماري مثيلا لها، فتلك العصابات هي من إرتكب جريمة قتل المصلين في مسجد يافا، ومجزرة دير ياسين، وهي من قتل المصلين في مسجد خليل الرحمن، وهي من قتلت أطفال مدرسة بحر البقر في مصر، وهي من إرتكبت مجزرة قانا بلبنان، وهي من قتل الأبرياء على الحواجز دون أي ذنب يرتكبونه، وهي هي وإن تغيرت أسمائها وأصبحت أحزابا وقادتها القدماء والحاليين يلبسون البدل وربطات العنق، فهم إرهابيون قتلة مجرمون ويدرسون أجيالهم على كره العرب بالذات ويعتبرونهم العماليق حسب فكرهم التلمودي المجرم، ولا يقبلون الآخر ويحقدون عليه ويعملون على قتله حتى ولو كان أجنة في رحم أمه، فهم عبارة عن مرضى نفسيين وأرهابين خطرين على الشعب الفلسطيني وشعوب العالم أجمع، فبهذا الإرهاب ومجازرهم وتهجيرهم للشعب الفلسطيني أسسوا دولة كيانهم الصهيوني وبدعم أمريكي بريطاني غربي، فاقاموا كيانهم بالقوة والحديد والنار، فاصبحوا إرهابيون مرخصون بإسم ما سميت دولة (إسرائيل)، وأصبح إرهاب الصهيوغربيين وإرهابييهم يقتلون بيد الدولة وأجهزتها الشيطانية المختلفة… بالرغم من أنهم هزموا مرات عدة داخل فلسطين وخارجها من المقاومة الفلسطينية في الداخل والخارج، وفي معركة الكرامة من الجيش الأردني والمقاومة الفلسطينية، وفي حرب تشرين الجيشيين العربيين السوري والمصري واشتركت في تلك الحروب جيوش عربية أخرى كالجيش العراقي، وبعدها هزموا من المقاومة الفلسطينية واللبنانية بكل فصائلها وأحزابها مئات المرات، وكان الدعم الأمريكي الغربي الصهيوني لهم كما هو جاري الآن، وقد هزموا رغم كثرة الأسلحة الحالية وحداثتها وتنوعها التي دعم به ذلك الكيان الصهيوني في الحرب الظالمة على شعب غزة، فكانت أمريكا وأوروبا شركاء بكل جرائم تلك العصابات الإرهابية الصهيوغربية منذ إنشائها لغاية يومنا الحالي…
وجاءت معركة طوفان الأقصى والتي أغرقت ذلك الكيان الصهيوني وعصاباته بوحل غزة العزة، فأرتكبوا الإبادات الجماعية بحق شعبنا في غزة والضفة الغربية وفي لبنان وسورية واليمن وحتى وصلوا إلى إيران الإسلامية ظنا منهم بأنهم ومن خلال كل ذلك الدعم اللوجستي الصهيوأمريكي غربي لهم بأنهم حكموا المنطقة برمتها من خلال القوة والحديد والنار، ففاجئهم مقاومي غزة والضفة وشعبنا الفلسطيني بمقاومة وصمود إسطوري لم يشهد التاريخ الإنساني مثيلا لهما أبدا، رغم الآلام والأحزان وفقد الأحبة والتهجير الممنهج والمدروس من مكان إلى مكان، وتدمير البشر والشجر والحجر والحصار، وإستخدام التجويع كسلاح ليخضع الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، لكنهم فشلوا بإخضاع ذلك الشعب الأبي الذي وهب نفسه وكل ما يملك في سبيل الله والأمة وتحرير فلسطين والمسجد الاقصى وكل المقدسات الإسلامية والمسيحية من آيادي الصهيوغربيين وعصابات كيانهم المصطنع، والذي هزم من داخل فلسطين وخارجها من محور مقاومة أبى إلا أن يقاوم ولا يساوم يستشهد ولا يستسلم أو يسالم دفاعا عن الشعب الفلسطيني وفلسطين والمقدسات، رغم ما تعرض له محورنا المقاوم من جرائم بحق شعوبه وقادته، إلا أنه انتصر بصموده وثباته وشموخه وإصراره على القتال حتى النفس الأخير، وقد هزم كيان الصهيونية العالمية والغرب الإستعماري المتمثل بالإمبراطورية الأمريكية والنازيين الجدد شر هزيمة من غزة وفلسطين وجنوب لبنان والعراق واليمن، وإيران الإسلامية التي لقنت هؤلاء الصهيوغربيين نازيين دروسا في القتال من رجال الله على الأرض وأولي البأس الشديد، حتى إستعان النتن ياهو زعيم العصابات الصهيوغربية بأمريكا والغرب لإيقاف القصف الإيراني على كيانه،إستسلم خلال ١٢ يوم من الحرب، وهزمت إيران الإسلامية ومحورها والمقاوم الصهيوغربيين وكيانهم المخترع وأمام مرأى من العالم، وبشهادة اليهود الصهاينة أنفسهم وكل المحللين العسكريين في العالم أجمع…
وبذلك أغرق طوفان الأقصى المبارك كل هؤلاء الصهيوغربيين وكيانهم في ذلك الطوفان الذي لم ولن يخرجوا منه إلا جثثا هامدة، وأحلامهم التوسعية توقفت رغم كل محاولاتهم السياسية لتحقيق ذلك بالدبلوماسية للسيطرة على المنطقة بدون قتال، وبدعم ترامب الأخرق وإدارته الفاشلة وأصدقائه في الغولف من ويتكوف وتوم براك وغيرهم، والذين عجزوا وبعد كل هذه الهزائم والجرائم لكيانهم من أن يحققوا أي هدف بحروبهم ودعمهم اللوجستي واللامحدود منذ أكثر من ٦٦٧ يوم، ليحققوه بالترهيب والترغيب لفصائل محور المقاومة في غزة والضفة ولبنان واليمن وحتى إيران، ويضغطون على القادة والحكومات لنزع السلاح من حماس وباقي الفصائل الفلسطينية في غزة، ومن حزب الله والفصائل الفلسطينية في لبنان، وجاء رد الشيخ نعيم قاسم في خطابه بالأمس ردا كافيا وافيا ملجما للداخل والخارج، بأنه لم ولن نسلم سلاحنا لإسرائيل ولم ولن نسمح بأن يكون لبنان ملحقا لإسرائيل، ولم ولن يحصل ذلك وفينا نفس واحد في هذه الدنيا،وكذلك الفصائل الفلسطينية داخل غزة والضفة وفي لبنان لم ولن تسلم سلاحها لأحد، ولم ولن تجعل غزة والضفة وأية دولة فلسطينية ستقام ملحقا لإسرائيل ولو لم يبقى أحدا منا كشعب فلسطيني في الداخل والشتات…. فمن يطالب بنزع سلاح المقاومة والذي رغم قلته هزم العدو الصهيوني وداعميه، يجب أن يطالب المجتمع الدولي بنزع سلاح الكيان الصهيوني المسمى بإسرائيل زورا وبهتانا، والذي إرتكب الإبادة الجماعية في غزة والضفة الغربية، وتوسع بخطره وحروبه وجرائمه إلى لبنان وسورية واليمن وحتى إيران، فأصبح الخطر من سلاحه ومن الدعم الأمريكي الغربي له وبكل أنواع الأسلحة وحتى المحرمة دوليا وليس من سلاح المقامة، ومقابل نزع سلاح المقاومة التي تدافع تن نفسها وشعبها ووطنها، ولم ترتكب جرائم بحق المدنيين بل قاتلت العسكريين المعتدين والمحتليين والإرهابيين، يجب نزع سلاح الكيان الصهيوني مرتكب الجرائم والإرهابي والإستعماري التوسعي والعنصري والإرهابي والظالم والخارج عن كل القوانين الإلهية والشرعية الدولية والإنسانية، والملاحق من قبل المحاكم المحلية والدولية، هؤلاء من يجب أن ينزع المجتمع الدولي سلاحهم ويحاسبهم على جرائمهم وكل إباداتهم الجماعية المتنوعة والمتعددة التي إرتكبها بحق شعب غزة والضفة الغربية ولبنان وسورية واليمن وإيران…
لذلك إحذروا الحليم إذا غضب، وإحذروا من في الداخل والخارج إحذروا محورنا المقاوم إذا غضب، لأن ذلك الكيان الصهيوني لم ولن يعترف بأي حل للدولتين ولا لغيرها، وقد يرتكب حماقات كثيرة في الأيام والاسابيع القادمة لأن الدعم الأمريكي العلني ما زال قائما والدعم الأوروبي من تحت الطاولة، وإذا إستمر ذلك الدعم ولم يتوقف ولم ينتزع سلاح ذلك الكيان الصهيوني، وإذا إرتكب أي خطأ هنا او هناك فإن هذه الحماقات والمغامرات ستكون ورقة سقوطه وسقوط الصهيونية العالمية وسقوط الإمبراطورية الأمريكية الظالمة، ومعهم النازيين الجدد وسيكون سقوطا مدويا يسمع به كل العالم..
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي..
كاتب سياسي…

الكاتب من الأردن

قد يعجبك ايضا