القتل تجويعاً جريمة حرب

منال عزيز  …..

سياسة صهيونية تعبر عن مدى تعري هذا العدو من صفات الإنسانية ، تُبين العجز والفشل الذي وصل إليه ؛ فلا يمكن لعدو قادر على خوض حرب طويلة مهما بلغت اللانسانية فيه ، أن يلجأ إلى القتل تجويعاً ، ولكن يبدو أن ذلك هو آخر مايمكن لإسرائيل فعله في حربها مع غزة ، كونها عاجزه أمام ما تلحقهٌ بهم المقاومة الفلسطينية من خسائر وأضرار نفسية ومادية اخلت بالكيان الصيهوني ، واشعرته بخطر يهدد وجودهُ المؤقت .

سعى لحماية نفسهِ وجنودهِ ، الذين يقتلون و يأسرون و يصيبهم الجنون من هول مايتلقونه ، ويقومون بقتل أنفسهم ؛نجد الكيان الصهيوني اليوم بلا جيش يدافع عنه ، لم يبقَ له حيلة إلا استخدام مزيد من الأسلحة القوية ، التي لم تحقق هدفاً سوى الدمار وقتل المدنيين، وسياسة القتل تجويعاً ومع كل ذلك الذي بذله ولا زال يبذله لن ينتصر وسوف يزول كيانه المؤقت ، على أيدي أبطال بذلوا أنفسهم وأموالهم وأولادهم جهادا في سبيل الله ثقتهم بالنصر وعشقهم للاستشهاد بعد التنكيل بأعداء الله ، يقينهم بالتاييد الإلهي لهم .

أولئك الأحرار في سبيل الله ، اختارو طريق العيش بحرية، كسروا صمت الخوف، أدركوا وشاهدوا ضعف العدو وامكانياته أمام القوة الالهية ، مستشعرون مدى خطورة السكوت والقبول بالواقع المرير من الانتهاكات المجردة عن الإنسانية ، سآموا الترقب وانتظار تحرك فعلي لحكام لا يملكوا من العروبة والإسلام إلا اسمه .

فقد اصبح العرب محتلين فكريا وأخلاقياً وإنسانياً ، عبيد للصهيونية ، فالإحتلال الذي اصاب حكام العرب وبعض شعوبهم أشد وطأة وخطورة من الإحتلال الظاهر للأرض في فلسطين ، الفلسطينيون هم أكثر من يعلم ببشاعة الإحتلال لذلك تجدهم أشد وعياً من أولئك الذين لايعلموا مايريده الصهيوني منهم ، يطبعون معه ويظهرون الولاء له ويقدمون له الحماية والدعم المادي ، يقدسون الكيان المؤقت ويجعلون شعوبهم تتقبله وتقتدي بشعاراته الزائفة التطور والتقدم هي في الحقيقة ليست سوى وهم ، قد اظهرت للعالم انحطاط الشعوب العربية ، التي تعيش الغفلة والركود العقلي والإنجرار وراء المال والسلطة وشعارات الحرية والإنسانية ، التي لم تجدها في واقعها ، لو جئنا للحقيقة غزة ليست بحاجة للمساعدة فهم قاموا بتلك الخطوة وهم موقنين ويعلمون بانهم سيخذلون من أغلب حكام وشعوب العرب، ولكن الشعوب العربية هي في أمس الحاجة للفلسطينين ، لمن يوقضهم من الغيبوبة التي هم عليها ،
أسلوب القتل تجويعاً يوقض في كل إنسان لا زال يمتلك ذرة من الإنسانية، وكل عربي تجمعه معهم العروبة والدم ، كل مسلم معني بالتحرك بالكلمة والمقاطعة ، ببذل قصارى جهده .

حقيقة مايحدث في غزة ، عرت الكيان ووضحت أهدافه ، التي كانت خفية أمام من لا يبصروا من الشعوب ، اوضحت أن جميع البلدان العربية مصيرها مصير فلسطين ، إن لم يجد من يوقف العدو في غزة ، مناصرة فلسطين شعبها ومقاومتها هي سفينتكم للنجاة من الغرق الصهيوني.

الكاتبة من اليمن

قد يعجبك ايضا