فادي السمردلي يكتب: الذئاب تتقن ارتداء ربطات العنق والحرير

بقلم فادي زواد السمردلي  ….

#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال

👈 *المقال يصوّر حالة عامة، وأي تشابه عرضي مع أشخاص أو وقائع حقيقية غير مقصود.*👉

ليس كل المؤتمنين ولا أفراد مجموعتهم أمناء فالامين ليس بالإسم بل بالفعل لذا نكتب لنُحذّر، لا لندّعي المعرفة أو نُمارس الوصاية على العقول، بل لأننا نُدرك أن في هذا الزمن لم يعد الخطر يأتي صريحًا، بل متخفيًا، مقنّعًا، ناعمًا في ألفاظه، لكنه شديد الخبث في نواياه نكتب لأن الوقاية تبدأ بكلمة، ولأن من لا يُنَبَّه اليوم، قد لا ينجو غدًا “واللي عقله براسه بيعرف خلاصه:… يعرف متى يصغي، ومتى يتراجع، ومتى يقف ليفكر لا لينساق إنها ليست دعوة للارتياب بكل شيء، لكنها صرخة وعي وسط ضجيج الزيف، تنادي كل من لا يزال عقله حيًّا لا تُسلم نفسك لمن يحسن الكلام، ولا تنخدع بواجهة تخفي وراءها خيوط الاستغلال.

ما أكثر الوجوه التي تبتسم، والقلوب التي تُخفي غير ما تُظهر فهناك من يتقن التمثيل، لا ليُسعدك، بل ليستخدمك وقد تكون التصرفات التي تُبهرك مجرد عرض تمهيدي – شو – لإلهائك، لتخدير حسك النقدي، لتجعلك تصدق أنك في مركز الاهتمام، بينما أنت مجرد قطعة في رقعة شطرنج يتحكم فيها آخرون فكل خطوة تُحاط بها بعناية، كل كلمة تُقال لك محسوبة، وكل مظهر يُعرض أمامك قد صُمم خصيصًا لتُفكر كما يريدون، وتفعل ما يخدمهم، دون أن تدرك أنك أنت الهدف، وأنت الوقود.

الخداع اليوم لا يطرق الباب بوجه قبيح، بل يأتيك في ثوب الأناقة، في صيغة “نصيحة”، أو “اهتمام”، أو “عرض فرصة لا تُفوّت” لكنه في حقيقته شبكة تُبنى حولك، خطوة بخطوة، إلى أن تجد نفسك عالقًا في لعبة لم تختر دخولها، فاقدًا لحريتك، وقد تم استنزافك فكريًا أو عاطفيًا أو ماديًا وكم من شخص خُدع لا لأنه غبي، بل لأنه لم يُفعل عقله، أو قرر أن يثق دون أن يسأل، أو أن يسلم زمام قراراته لعواطفه.

لذلك، احذر من أن تُفتن بالمظاهر فهي في كثير من الأحيان ليست إلا ستارًا يُخفي أجندات، وخططًا أُعدّت لتُسيّرك لا لتخدمك فالعاقل لا يقف عند حدود ما يُرى، بل يغوص في العمق، ويبحث عن الدوافع، ويسأل عن النوايا، ويراقب الفعل لا القول وإن شكّ، فإنما يشك بدافع الحذر لا بدافع السلبية، لأن الحذر اليوم أصبح فريضة عقلية، لا ترفًا في شخصية.

نحن لا نكتب لنزرع الخوف، بل لنُضيء الطريق. الكلمات ليست مجرد حبر على ورق، بل جرس إنذار مبكر، يعلو صوته لمن أراد أن يفهم ومن لم يستجب له، فليس للجرس ذنب إن سقط عليه السقف بعد ذلك اجعل عقلك حارس بوابتك، لا تُغلقه أمام الكلام المعسول، ولا تفتحه على مصراعيه لكل من يطرق بابك بابتسامة.

فاللي عقله برأسه، لا ينتظر أن يُساق، بل يُفكر، ويُميّز، ويتخذ قراره بناءً على بصيرة وهذه البصيرة اليوم، هي خلاصك الحقيقي وسط عالمٍ يزداد تزييفًا وتضليلًا.

الكاتب من الأردن

قد يعجبك ايضا