المواطن اليمني بين مطرقة الإعلام المأجور وسندان الإعلام الموتور
✍️ بقلم/ طوفان الجنيد ….
مقدمة:
مَن يتابع الإعلام المرئي والمسموع والمقروء يُصاب بالذهول والتيه والضلال والجَنان الحقيقي، ويعيش حالةً من عدم الاستقرار النفسي والانهيار الروحي والفكري والمعنوي، نتيجة القصف المركَّز على العقل البشري، والاستهداف الممنهج للمبادئ والقيم والأخلاق الإيمانية والإنسانية، والوعي الإنساني بشكل عام.
وذلك بفعل الحرب الشعواء التي يشنّها كلٌّ من الإعلام المعادي والمأجور، والإعلام المقاوم الموتور، على الناس جميعاً؛ سواءً الموالين للمعتدين، أو الموالين للمقاومين الصامدين، حيث يتناوشونهم من كل الجهات، عدا القليل من قوى الإيمان من أهل العلم الربانيين والمجاهدين الصابرين.
إنّ الحرب الإعلامية أشدُّ فتكاً من الحروب العسكرية، والتاريخ أكبر شاهد على أنّ الحرب الإعلامية قد تُسقط دولاً وكيانات ومجموعات وتحالفات وإمبراطوريات، وتهزم جيوشاً جرّارة مهما كان عتادها وعدتها، وهي نوع من أنواع الحروب الباردة.
رسالة المواطن اليمني للإعلام المأجور:
تَبّاً لكم أيها المأجورون، المسخَّرون، اللاهثون وراء المادة والشهرة والسبق الصحفي! ألا تتقون الله في أنفسكم، وتحترمون عقول جماهيركم ومتابعيكم؟
إلى متى ستبقون في وحل العمالة غارقين، وفي مستنقعات الكذب والدجل والزيف تسبحون، وبالإثم والعدوان تنعقون، وفي متاهات الضلال تسرحون، ولخطوات الشيطان تتبعون؟
أخبرونا: ماذا حقّقتم؟ وما الذي استفدتم؟
تسع سنوات من حربكم الإجرامية على الشعب اليمني لم تجنِ شيئاً على جميع الأصعدة: السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، وحتى الأخلاقية والإنسانية. لم يستفد أو يتأثر بكم العبيد الموالون لكم، ولم تؤثِّروا في الأحرار المعادين. الجميع أصبح يعرفكم ويمقتكم، ولم يَعُد يصدّقكم لكثرة كذبكم.
صرتم تكذبون أكثر مما تتنفسون! ملعونون أينما كنتم، عبيد وأحذية وأدوات للإمبريالية العالمية والصهيونية الإجرامية. ولن تضرّونا إلا أذى. واعلموا أنّ الله سبحانه قد أخبرنا بكم بقوله: ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِـُٔوا نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوَٰهِهِمۡ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِۦ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَٰفِرُونَ﴾
مهما عملتم وحاولتم، فالحق والعدل منتصران، شئتم أم أبيتم.
نصيحة اليمني الصامد الحر الأبي للإعلام الوطني الموتور:
نحن نقدّر لكم صمودكم وثباتكم وجهادكم، ونعدّكم جبهة دفاعية توعوية لا يُستهان بها. لكن الحكمة تقول: “كل شيء إذا زاد عن حدِّه انقلب إلى ضدِّه”.
وهذا يعني: خفِّفوا عنا قليلاً من التهويل والتعكير، وشحن الأجواء وتأزيم الأوضاع، ولا تسمحوا للأعداء أن يستفزوكم ويوتروا أعصابكم، فينعكس ذلك على جماهيركم ومحبّيكم. فلا تخلطوا بين الإعلام التوعوي والإعلام الحربي؛ فتتداخل الاختصاصات وتتحوّل التوعية والإرشاد إلى تخويف وإرجاف.
تذكّروا رحلتنا معكم طيلة تسع سنوات عجاف؛ صابرين، صامدين، ثابتين في كل الظروف وجميع الحالات، وأصحاب تجربة عظيمة ومعاصرة شديدة لكل الأحداث. لقد اكتسبنا مناعة كبيرة ضد كل المحاولات والمؤامرات الفاشلة للعدوان.
دعونا نفرح ونبتهج بميلاد الهدى والنور، خير البشرية وأفضلهم أجمعين، خاتم الأنبياء والمرسلين، ورحمة الله للعالمين، سيّدنا محمد صلّى الله عليه وآله الطاهرين، بنفوس مطمئنة وتوّاقة، وعقول صافية، وصدور منشرحة، وخُطى ثابتة مع الله وفي سبيله، مؤمنين به، متوكّلين عليه، واثقين بوعده.
الدنيا سلامات، وكل شيء مع الله حالي وسابر. واعلموا: ﴿لَّن يُصِيبَنَآ إِلَّا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوۡلَىٰنَاۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ﴾.
مَن كان مع الله فهو عزيز، ومَن كان مع أمريكا فهو ذليل.
ختاماً:
صلّوا وسلّموا على مَن خصّه الله شرفاً وتعظيماً بقوله جلّ شأنه:
﴿إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمٗا﴾
اللهم صلِّ على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وسلِّم تسليماً، وكن بنا وبالمؤمنين رؤوفاً رحيماً.
لبيك يا رسول الله
الكاتب من اليمن