فادي السمردلي يكتب؛القبطان العاجز ومجموعة الطاعة العمياء يقودون المنظومة إلى الدمار
بقلم فادي زواد السمردلي …..
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال
_لا_اقوال*
👈 *المقال يصوّر حالة عامة، وأي تشابه عرضي مع أشخاص أو وقائع حقيقية غير مقصود.*👉
عندما يقرر قبطان المركب اختيار طاقمه، فإنه في الواقع لا يختار مجرد أشخاص لمرافقة الرحلة، بل يضع حجر الأساس لمصير المركب بأكمله فاختيار شخوص ضعفاء، هشة، غير قادرة على التفكير المستقل أو اتخاذ قرار حاسم في اللحظات الحرجة، يشبه تثبيت قنبلة تحت هيكل المركب وانتظار الانفجار فهؤلاء الأشخاص لا يشكلون قوة حقيقية، بل يمثلون نقاط ضعف تتسرب إلى كل زاوية، ثغرات تتحول إلى أزمات عند أدنى مواجهة مع موجة قوية أو عاصفة مفاجئة ووجودهم يخلق وهم الأمان، صمتاً يبدو طاعة، ورضوخاً يبدو ولاءً، بينما الحقيقة هي أن المركب يبحر بلا مقود متين، بلا أذرع قادرة على التحكم، بلا عقول مستعدة للحسم، وبأرواح عاجزة عن مواجهة الخطر. القبطان الذي يحيط نفسه بهذه الهشاشة قد ينجو مؤقتاً من الصراع مع الآراء المعارضة، لكنه في الوقت ذاته يزرع بذور الانهيار في كل جزء من المركب، لأن أي قوة حقيقية قد تتصدّى للأزمة مفقودة، والأعمدة الأساسية للنجاة غير موجودة.
وعند إسقاط هذا الواقع على بعض منظومات العمل، نرى الصورة تتكرر بلا رحمة.قادة يختارون معاونيهم على أساس الولاء والطاعة، لا الكفاءة والخبرة
فهؤلاء الطاقم الهش يصبحون صدى لصوت القبطان، يوافقون على كل قرار مهما كان خاطئاً، ويخضعون لكل توجيه مهما افتقد للحكمة فتتحول المؤسسة إلى مساحة ميتة، بلا نقاش، بلا ابتكار، بلا قدرة على التكيف مع الأزمات فأي فكرة جديدة تُقابل بالرفض الصامت أو التجاهل، أي مبادرة تُخنق قبل أن ترى النور، لأن نظام المنظومة أصبح مكرساً لحماية صورة القبطان وقراراته لا لحماية نجاح المنظومة أو استدامة المشروع.
الخطورة الحقيقية ليست في الهشاشة الظاهرة، بل في قدرة هذه الهشاشة على التسلل إلى كل تفاصيل المنظومة، فتتحول عادة تتكرر من قائد إلى آخر، لتصبح قاعدة عامة فكلما اختار القبطان شخصاً ضعيفاً، كلما ضاع عمق القرار، وتضاءلت فرص الابتكار، وزادت المخاطر التي قد تبدو غير مرئية إلى أن تنفجر أزمة لا يمكن السيطرة عليها فالهشاشة تجعل بيئة العمل ميتة، حيث الإبداع مكبوت، والمبادرة محسوبة، والقرارات تتخذ في عزلة، بعيداً عن أي تصحيح أو تنويه من أصحاب العقول المستقلة.
المركب الذي يقوده قبطان يختار الهشاشة لا يصمد إلا لفترة قصيرة على السطح فالموجة الأولى تكشف فجوة القيادة، والعاصفة الأولى تكشف هشاشة الطاقم، وما كان يبدو مستقرًّا يتحول إلى كارثة متدرجة ةفي كل مرة ينكشف هذا الضعف، يدفع الجميع الثمن بعضهم يعرف بالخطأ لكنه عاجز عن التصحيح، وبعضهم غارق في وهم الطاعة، يصفق للقرار الخاطئ بينما يغرق الجميع من حوله.
من المهم التأكيد أن هذا المقال يتحدث عن قضية عامة، وليس موجهاً ضد أي شخص أو جهة بعينها فالصورة التي نرسمها هنا تظهر كيف يمكن أن تؤدي قيادة ضعيفة واختيار طاقم هش إلى نتائج كارثية في أي منظومة، بغض النظر عن المجال أو القطاع فالهدف من المقال هو التحليل والتفكير في أثر القرارات الضعيفة والهشاشة الجماعية، وليس الإشارة إلى أشخاص محددين أو مواقف بعينها.
في النهاية، قبطان المركب الذي يختار الهشاشة لا يغرق نفسه فقط، بل يغرق الجميع معه فالمركب يغرق، المنظومة تنهار، والأفراد يكتشفون أنهم مجرد فراغات على خريطة قرار قادتهم الذين فضلوا حماية مكانتهم على حماية الطريق فالدرس واض القيادة ليست مجرد اختيار أسماء مريحة على الورق، ولا تأمين راحة مؤقتة، بل هي مسؤولية عن حياة المركب وأفراد الطاقم ومستقبل الرحلة كلها.
الكاتب من الأردن