تبادل أدوار على الامة العربية والإسلامية

الكاتب : عبد القادر جعيم  …..

 

فقد طال أمد ” المعركة ” وشارفت على الإنتهاء بنتيجة تعادل مصطنع يبقي طرفي النزاع على قيد الحياة ، بتلك النتيجة يراد تماما ما يخطط له خطوة بخطوة لولوج الهدف .
فقبل عدة سنوات كان التاج البريطاني حاضنة خداج جماعة الإخوان المسلمين الدعوية  ، هناك ترعرعوا وكبروا على تلك العقيدة التكفيرية ، وكان لملكة ذاك التاج وأعوانها رأي جهنمي لفكرة تصنيع تحمل معايير خاصة ،      ” لدولة إسلامية ” مكونة من إمارات رديفة لحقبة صنعتها إنجلترا سابقا للتقسيمات التي نتجت عن الحملات الإستعمارية العسكرية السابقة لها ولإمبراطوريتها في الوطن العربي تقسيمات ما سمي حينها – سايكس بيكو – وترسيم حدود الوطن العربي الإسلامي كدول ، والسبب لتلك الفكرة الجهنمية التالية           ( الإمارات ) ، هي أن تلك الدول أصبحت كيانات تنمو وبعضها يزدهر مع الوقت لإمتلاك بعض تلك الدول مقومات وثروات وهذا ليست غاية المستعمر  ، فجاءت فكرة الإمارات الإسلامية والغرض من ورائها زج المنطقة بحوامة صراعات آيدولوجية و تقسيم المقسم من أجزاء لأجزاء وهكذا ، وإشعال الفتن العقائدية والطائفية ،.  وبتسريع الأحداث قليلا كمثال ، نرى بأن أمريكا “وإسرائيل ذراعها “، أخذت بنهج تلك الرؤية لاحقا ونفذت مرحلة منها سميت آنذاك بالربيع العربي وشرارتها تونس ، ومن ثم ليبيا واليمن والعراق وسوريا التي تحديدا تتجلى الصورة أكثر بها اليوم مما نعني بالمجمل كمثال واضح تماما نتاجه المتوقع والقادم الغير مستقرة ولن يستقر .
 وخلال تلك الحقبة من التفاعلات لقواعد اللعبة مرت مصر أيضا بتجربة مثيلة لم تطل ونتحدث هنا تحديدا عن رئاسة ” الإخوان” للجمهورية المصرية لحقبة من الزمن قبل تسلم زمام أمورها من المؤسسة العسكرية ،  وسنبطئ هنا بمصر قليلا عما مررنا عنه مرور الكرام لدول أخرى سابقا ، فتلك محطة مهمة لم تنتهي بعد و نعيش مجرياتها اليوم بجوار حدودها ونقصد مقتلة غزة الأخيرة ، فقد تزامنت ( وليست مصادفة ) تلك التفاعلات بشكل متوازي بين أحداث مصر ومرحلة ما قبل التحرر من ذلك المخطط والنجو منه ، مع إنقلاب حماس والإستيلاء على غزة وبدء التعاون الإخواني المصري الحمساوي وقتها تحت بصر وسمع واشنطن وتل أبيب وصمتهما لما يحدث ، ولكن وخلال تلك الفترة صعقت تلك العواصم المتآمرة من نجاح إفشال مصر للمخطط ، والتي إستوعبت مؤسساتها مبكرا لعبة محاولة تقسيمها لأجزاء سنية وقطبية ويهودية متناحرة عدا الإرهاب الداعشي وحسم وغير ذلك من محاولات نهش جسدها  ، والزج بها بحروب أهلية كما الأخريات لتدميرها وإضعافها ، فهي هدف كبير من بنك أهدافهم ، فمصر زاوية من الزوايا المركزية للهيكل العربي ككل من جوانب عدة ولأهميتها الجيوسياسية الخاصة وستبقى هدفهم .
– وبالعودة هنا قليلا المخطط الشمولي فكان بجانب مصر بقعة زرعت بها نبتة فكر البنا وقطب ، وسقيت جيدا لتنمو تحت ناظر أصحاب المخطط مدة ١٧ عام مغذين بها حالة الإنقسام بل تحديدا ولتوضيح أكثر الإحتلال الحمساوي اللآشرعي لقطاع غزة وإختطاف مليوني وثلث فلسطيني تقريبا ولن أسميه الإنقسام لأنه ليس كذلك ، ولا مكان للمقال المحدود هذا أن آتي لكم بالكم الهائل من التصريحات والتسريبات التي سمع وشاهدها غالبيتكم من على لسان العدو ورموز حكومته التطرفة وأحزابها ومن أركان قادته العسكريين ، بل ومن منشقين وفارين وتسريبات قيادات حمساوية وأنظمة ومؤسسات دول  ، جميعها تتحدث عن تمويل ذلك ( الإحتلال للقطاع وخطفه من قبل حماس ) ، من إسرائيل وأمريكا بهدف ما أوردنا سابقا من نظرية خلق دويلات إسلامية متناحرة مذهبيا وعرقيا وطائفيا وقبائلي ،  فهي النتيجة المحتومة ” لدولة إسلامية ” متناحرة صنعت في أمريكا “، كإساءة للدين الحنيف وتشويهه ووصفه بالتطرف ، والهدف الآخر تجلى بكبح جماح جهود دولية لقيام دولة فلسطينية ذات سيادة مستقلة ، وتم دعم هذا المخطط وكما ذكرنا سابقا ١٧ عام ماليا من خلال دفع رواتب وتسهيلات لأفراد الحركة والسماح بتهريب الأسلحة والمعدات لها ، كما ودعم أمني فليس لعاقل على وجه البسيطة أن يتخيل بناء وتجنيد ترسانة بشرية بعشرات الآلاف ومدهم بأدوات وتجهيزات عسكرية وتدريبات ومناورات وإطلاق نار وفرقعة متفجرات وتجارب صاروخية ، وحفر شبكة أنفاق عملاقة تحت مدينة يقطنها ثاني أعلى تعداد بشري ككثافة سكانية في العالم دون أي رصد أو حتى معلومة مقابل ثمن من عميل ما للعدو الاسرائيلي ، أو حتى لأمريكا التي تراقب الشاردة والواردة بالوطن العربي كجزء مهم من عملها الروتيني الأمني اليومي لحماية  مصالحها الإقتصادية العالمية بتلك المنطقة المهمة والإستراتيجية لها ولقواعدها المتواجدة بها  ، لا يعقل أبدآ ..
– وأخيرا وقبل ٢٢ شهرا تنفذ أكبر وأوسع هجمة على الكيان المحتل وهم نائمون وأمريكا تلهو ، وحاليا وعلى مسامعنا جميعا كنتيجة لذلك المفتعل فالإدارة الأميركية “وإسرائيل” تصرح ليلا نهارا بهدف إحتلال القطاع وتهجير من لم يهلك من شعبه بعد قتلا وتجويعا ، متفاوضين لمدة قاربت على العامين مع حماس ، بلعبة الأرجوحة ذهابا وإيابا دون إختراق ، فلا اللعبة باتت ملهات لنا ولا التفاوض مع تلك الحركة له أي غطاء رسمي معترف به لتتفاوض معها الدولة العظمى الأكبر عالميا وذراعها ” إسرائيل ” ، ببساطة لأنها خداع وكذب ، والتهجير قادم للسواد الأعظم من شعب غزة وستبقى حماس الحاكم الإداري هناك بالصورة الوظيفية التي يريدونها من صنعوها ، والإستمرار بإجهاض مؤسسات السلطة الفلسطينية القائم الآن على قدم وساق لإنهاء الحلم التحرري الوطني وما يحدث بالضفة أصدق شاهد ، لمن له بصيرة فالبصر خداع يأخذك لزوايا أخرى نحو ،         ( الأخضر دائما ) لأنه صاحب الترانيم الروحانية وصاحب نبوءات أفهمت كما هدفوا حمالة أوجه ، ممزوجة بقدسية قتال العدو بأي ثمن مزج السم بالدسم لتصمت غير فاتح فاه .
 فتلك الحركة أخترعت وترعرعت على أعينهم لمثل هذا اليوم وبتلك الدقة المتناهية  ، وستنمو إن لم يقف العرب وقفتهم لإسدال ستار هذه المسرحية الهزلية التي ضحيتها دماء أبرياء تسفك ثمنا لمخططاتهم ومصالحهم الشيطانية للمنطقة ككل ، على يد آلة الإجرام النازي الصهيوني وراعيه أمريكا ، مقابل دور ما لإمارة ما تزرع أينما طمعوا بحفنة مرتزقة .
قد يعجبك ايضا