فادي السمردلي يكتب: حين يتحول العناد إلى حماقة وغباء في قيادة المنظومات
بقلم فادي زواد السمردلي ….
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
👈 *المقال يصوّر حالة عامة، وأي تشابه عرضي مع أشخاص أو وقائع حقيقية غير مقصود.*👉
العناد هو ذلك السراب الذي يخدع الكثيرين ويجعلهم يظنون أنه قوة، بينما هو في الواقع غباء قاتل يدمر الحياة ويقود إلى المجهول، عندما يتعلق الأمر باتخاذ القرارات، يتحول العناد إلى غباء محض، فقد يرفض البعض التفكير في بدائل أخرى، ويتمسكون بمواقفهم لأسباب لا أساس لها من المنطق، ويصبحون أسرى لآرائهم الفاشلة التي لا تجلب سوى المزيد من الخسائر. العناد لا يُظهر قوة الشخصية كما يعتقد البعض، بل يُظهر ضعفًا عقليًا وحالة من الاستعصاء على الواقع، ذلك النوع من الأشخاص الذين يظنون أن تمسكهم برأيهم هو دليل على القوة، بينما هو في الحقيقة دليل على الغباء، لأنهم لا يدركون أن القائد الحقيقي هو الذي يستطيع أن يعترف عندما يخطئ، ويعرف متى يتراجع عن قراراته التي ثبت فشلها.
إن العناد في اتخاذ القرارات هو نوع من التهور العقلي، إنه حالة من الجمود الفكري الذي يمنع صاحبه من تقييم الوضع بشكل صحيح فهؤلاء الأشخاص يرفضون التفكير بموضوعية أو الاستماع للآخرين، ويميلون إلى التشبث بمواقفهم حتى لو كانت خاطئة بوضوح وعندما يتوقف الشخص عن التفكير في إمكانية تغيير رأيه، يصبح في حالة من الاستغراق في الغباء، لا يستطيع التمييز بين ما هو منطقي وما هو مجرد تعنت فوضوي فهؤلاء الأشخاص لا يدركون أن الاستمرار في عنادهم قد يؤدي بهم إلى الخسارة الفادحة، سواء في علاقاتهم أو في حياتهم المهنية، لأنهم يضيعون الفرص ويغلقون الأبواب أمام أنفسهم لمجرد أن غرورهم لا يسمح لهم بالتراجع ولو خطوة واحدة.
الغباء في العناد يظهر جليًا عندما يتجاهل الشخص الحقائق الملموسة ويختار البقاء في موقفه الخاطئ لمجرد أن اعتزازه بنفسه لا يسمح له بالاعتراف بالفشل فالعناد في هذه الحالة ليس صمودًا، بل هو سجن عقلي يطوق صاحبه ويمنعه من التطور والنمو فالشخص العنيد الذي لا يعترف بخطئه هو شخص يقف في وجه التقدم والتغيير، فالعالم من حوله يتغير، بينما هو يبقى في مكانه، يتحرك في دائرة مغلقة لا يخرج منها إلا ليغرق أكثر في مستنقع الأخطاء وهذا السلوك ليس فقط مؤلمًا للشخص نفسه، بل يؤثر سلبًا على من حوله، حيث يصبح عبئًا على المجتمع وعلى الأشخاص الذين يتعاملون معه.
في النهاية، العناد ليس رمزًا للقوة، بل هو تجسيد حقيقي للغباء الذي يعمي الشخص عن رؤية الحقيقة فالعناد الأعمى يؤدي إلى تدمير الشخص وعزلته، بينما التراجع والمرونة في اتخاذ القرارات يعكسان نضجًا عقليًا وقدرة على التكيف مع المتغيرات فالشخص الذكي هو الذي يعرف متى يتراجع عن موقفه ويفكر بموضوعية، أما الشخص العنيد فهو الذي يبقى في مكانه، عالقًا في سجن آراءه الفاشلة.
الكاتب من الأردن