وصية الصمود والكرامة شهداء اليمن وقضية فلسطين في مواجهة العدوان
#✍🏻/ عفاف_ فيصل _صالح ….
في حادثة مؤلمة ومأساوية، استشهد عدد من الوزراء في اليمن، جراء العدوان الغاشم الذي تتعرض له البلاد. هذه الحادثة الأليمة تأتي في سياق سلسلة من الهجمات والاعتداءات التي يتعرض لها الشعب اليمني، والتي تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد وإضعاف إرادتها.
في ظلال التحديات والدموع، تتجلى ملامح الصمود والانتماء، وترتسم معانٍ عميقة تعبر عن روح شعب يتحدى الأهوال، ويصر على أن يبقى شعلة مضيئة في ظلام الزمن. في اليمن، حيث تظل الأوجاع فِتنةً تُختبر فيها قلوب الرجال ونساء، وقع خبر استشهاد الوزراء في ظل العدوان الغاشم كضوءٍ حارق يخترق قلب الأمة، صدىً لألمٍ عميق يعكِس مدى عمق المأساة وصدق التضحية.
هؤلاء الشهداء، لم يكونوا مجرد رموز في السلطة، بل كانوا السيف الذي يصد عن الوطن الهجمات، والأمل الذي يظل ينبت في صخر المعاناة. الشهادة لا تعني النهاية، بل تفتح أبوابًا أبدية للحرية والكرامة، وتكتب شهادة حياة جديدة على صفحات التاريخ، تأبى أن تنكسر أمام حطب الظلم والطغيان.
وفي خضم بحر الوجع، يبرز الشعب اليمني كجناح من نيران العنيد الذي لا يُقهر، يقف صامدًا، بأمل يتوهج في عروقه، يمضي قدمًا وهو يحمل على كتفيه راية القضية التي لا تعرف حدودًا، قضية فلسطين، القلب النابض للأمة، والهدف الأسمى لكل حُرّ يعتصم بحبال الحق والعدل. فالقضية الفلسطينية ليست مجرد نزاع على أرض أو حق، بل هي عنوانُ الكرامة الإنسانية، والحق الذي يُنصر وينتصر بصمود الشعوب؛ شعبٌ يضم أصابعه على خيوط النضال، متوكلًا على الله، مصرًّا على أن يسير على درب الأبطال الذين مضوا قبله.
لقد أكد اليمنيون من خلال دماء الشهداء أن قضيته ليست مجرد قضية على ورق، بل عاشت حيةً في قلوب الجميع، ترنّ في أندائهم، وتلهب وجدان الأحرار، وتدفعهم للمزيد من التضامن، والنضال، والوقوف بجانب الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والظلم. إنهم يرون في فلسطين قضية وطنية، وإسلامية، وعربية، لا يمكن لأحد أن يفرّط فيها أو يفرط في حقها، لأنه حقٌ مقدسٌ لا يُقهر، وستظل محفورةً في وجدان الأجيال القادمة، شاهدةً على عظمة التضحيات.
وفي عزّ الألم والفقد، يظلّ النضال هو الردّ الأوفى على العدوان والغدر، فالشهادة في سبيل القضية، سواء كانت فلسطين أو اليمن، ليست إلا تاجًا على رؤوس الأحرار، وسطرًا من سطور المجد التي تتراكم عبر الأزمان، لتنير دروب الطامحين للحرية والكرامة.
وفي النهاية، نؤمن أن الصمود هو سلاحنا، والإصرار على الحق هو شعارنا، وأن النصر لن يكون بعيدًا. فبصمود اليمن، وتضحيات شهدائه، وإصراره على حماية قضيتنا، ومعه الشعب الفلسطيني العريق، ستشرق شمس الحرية، وتكتب الأجيال القادمة فصول المجد، موحدةً على طريق الحق والسلام، وقائمةً على أكتاف الأبطال الذين قالوا نعم للحياة، ونعم للكرامة، ونعم للحق غير المقهور.
الكاتبة من اليمن